رشيد خالص، الشاعر المتمرد

في فقرة كتاب وجائزة، احتضنت قاعة شنقيط، يوم السبت الماضي، في إطار فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب، لقاء ثقافيا بطعم الشعر والقصيدة المنظومة بلغة موليير، وكان ضيف اللقاء الشاعر رشيد خالص، المتوج بجائزة المغرب للكتاب صنف الشعر لسنة 2019.
في بداية اللقاء مع عصام الدين تبور ، مقدم اللقاء ، للحضور ، نبذة عن الشاعر والرسام والمترجم والروائي نشر أولى أعماله سنة 2004 ويتعلق الأمر بديوان «أناشيد الصحراء» ثم استمر في إنتاج أعمال أدبية منها ديوان «خلافات»، 2009، «في الرغبة في الماضي، 2014»، «لكي يحب الله لو لو، عام 2015،» إلى أن فاز سنة 2019 لكتاب صنف الشعر عن ديوانه ، «حرب شاملة».
يمثل رشيد خالص جيلا من الأدب المغاربة الذين يذهبون لتطوع لغة الآخر وترويضها في التعبير عن المتخيل.
وانطلقا من عنوان الديوان الفائز؟ ليجيب بأن حربه الشاملة والجامعة هي حرب مجازية، فالأمر هنا لا يتعلق بالحياة بل بالكتابة، «أنا أحارب بصفتي قارئا لموروث شعري حديث مكتوب باللغة الفرنسية منذ مطلع القرن العشرين، منتوج تقليدي تتكرر أفكاره دون أن يقدم جديدا. وقد ظل شعراء العصر الحديث، حسب رشيد خالص، رهينين لصورة الأديب المؤسس، الأب الأدبي، بالنسبة لي أنا أقول أنه ليس لدي «أب أدبي» أنا أعبر عن ذاتي فقط دون وصاية من أحد، أنا أهاجم الموروث الأدبي والشعري بصفة خاصة، كما أهاجم المتلقي أو القارئ لهذا الأدب الذي هو بالنسبة لي قارئ «كسول» ، ومتىون ، أليس كذلك؟ ل الجديد أو قراءتها، ولكن لأنه برمج ليقرأ بتلك الطريقة، أهاجم الصحفي الثقافي الذي لا يتجاوز الصفحة الرابعة لكتابة قراءة موضوعية عن كتاب وأهاجم الأستاذ الجامعي الذي توقف عن القراء منذ التسعينيات، أهاجم القارئ الذي يعتبر أن الشعر الجيد هو شعر الرواد. لقد اعتاد القارئ على القراءة السهلة. «
بالنسبة لرشيد خالص هناك كتاب ومبدعون مغاربة شباب، بإنتاجاتهم وليس بسنهم، لكنهم غير معروفين إعلاميا وتتجاهلهم المؤسسات الثقافية يقدمون إبداعا مغايرا غير تقليدي، عصري وحديث، وقد حان الوقت لمساعدتهم وتسليط الضوء عليهم والسماح بترسيخ مغامرة وثورة ثقافية معاصرة يكون أبطالها شعراء وأدباء وفنانون مغاربة ومنحهم الفرصة لإثبات ذواتهم.
كل إبداع بالنسبة لرشيد خالص منبعه الذات، ويجب الهدم للبناء على الأنقاض، بناء فكر جديد وكتابة جديدة والقطيعة مع الأفكار التقليدية الجامدة، هو يقول إن أفقه في الشعر هو الجمال الذي يمكن أن ينبع من القبح أيضا مثل كتابات بودلير.
خالص إذن شاعر متمرّد، يكتب ما يشعر به ويقول ما يحس به ويعلن الحرب على دكتاتورية الأفكار الجامدة والوصاية الأخلاقية التي تضغط على المغاربة وتريد تغييرهم حسب أهوائها.


الكاتب : خديجة مشتري

  

بتاريخ : 12/02/2020

أخبار مرتبطة

  “لا معنى لمكان دون هوية “. هكذا اختتم عبد الرحمان شكيب سيرته الروائية في رحلة امتدت عبر دروب الفضاء الضيق

  (باحثة بماستر الإعلام الجديد ، والتسويق الرقمي -جامعة ابن طفيل – القنيطرة) حدد الأستاذ عبد الإله براكسا، عميد كلية

  في إطار أنشطتها المتعلقة بضيف الشهر، تستضيف جامعة المبدعين المغاربة، الشاعر محمد بوجبيري في لقاء مفتوح حول تجربيته الشعرية،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *