بعد «اقتحامه» لبلدان ذات حضور يومي ببلادنا : كورونا المستجد «يحدق» بالمغرب.. ويستوجب تشديد إجراءات اليقظة والمراقبة

 

يواصل فيروس كورونا المستجد أو ما يعرف بـ «كوفيد 19»، حصد أرواح ضحاياه عبر العالم، إذ بلغ عدد الوفيات وإلى غاية صباح أمس الثلاثاء 1886 حالة وفاة، مع تسجيل أكثر من 70 ألف حالة إصابة بالعدوى، 900 منها تم إحصاؤها خارج الحدود الصينية، متسببا في خسائر بشرية واقتصادية مهولة، في الوقت الذي لم تتوصل فيه «الصحة العالمية» إلى علاج مضاد لهذا المرض، يطمئن العالم ويبدد المخاوف من خطر الإصابة بالعدوى.
القارة الأروبية لم تسلم من المرض، الذي ارتفعت معدلاته بعدد من دولها، وانضاف بعضها إلى قائمة «الدول المريضة»، بما فيها دول مجاورة ولها علاقة مستمرة بشكل يومي مع المغرب، سواء تعلق الأمر بمجال المال والأعمال أو على مستوى السياحة، كما هو الحال بالنسبة لفرنسا التي بلغ عدد المصابين بها 12 شخصا، مع تسجيل حالة وفاة، وألمانيا التي سجّلت 16 حالة إصابة بالفيروس، ثم إسبانيا التي عرفت تسجيل حالتي إصابة بالمرض، إلى جانب 3 حالات بإيطاليا، و 9 في بريطانيا، دون إغفال بعض الدول العربية كالإمارات التي عرفت تسجيل 9 حالات وحالة واحدة في مصر.
معطيات وبائية، تفرض الرفع من مستويات اليقظة والحذر، ورفع درجات التأهب القصوى، بالنظر إلى أن المغرب يعد بوابة وقبلة ومعبرا لمجموعة من المسافرين، سواء من خلال مطاراته الجوية وعلى رأسها مطار محمد الخامس الدولي ومراكش وأكادير وغيرها، أو عبر الموانئ، وحتى النقاط الحدودية البرية. وفي هذا الصدد، تجب الإشارة إلى أن مدينة أكادير استقبلت وحدها خلال السنة الفارطة 2019، وفقا لتقرير المجلس الجهوي للسياحة لأكادير سوس ماسة، 213.982 سائحا فرنسيا، و 126.998 سائحا ألمانيا، في حين أن المغرب استقبل نسبة 7 في المئة من مجموع السواح الإسبان الذين سافروا إلى وجهات مختلفة عبر العالم. وتشير مجموعة من المعطيات الرقمية إلى أن الفرنسيين يشكلون أكثر السياح الأجانب إقبالا على المغرب، إذ وصل عددهم في 2018، على سبيل المثال لا الحصر، 1.84 مليون سائح، احتضنت مراكش نسبة 46.6 في المئة منهم، متبوعة بأكادير بنسبة 26.1، ثم الدارالبيضاء بنسبة 6.1 ، فالصويرة بنسبة 2.6 ، وأخيرا طنجة بنسبة 2.3 في المئة.
أرقام تهمّ المسافرين الأجانب، دون استحضار المعطيات التي تخص المغاربة الذين ينتقلون من المغرب إلى مختلف الوجهات ويعودون منها، وهو ما يعني حركية مكثفة وجد مهمة، تتطلب تدبيرا جادا للتعاطي مع هذا الوضع الوبائي الجديد الذي يعرفه العالم، وتفادي أية هفوات قد تؤدي إلى الوقوع فيما لا يحمد عقباه، وذلك لتحصين بلادنا من العدوى والحدّ من ولوجها إلى الداخل.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 19/02/2020