افتتاح قنصلية عامة للكوت ديفوار بالعيون، الخامسة من نوعها في حاضرة الصحراء وبوابة إفريقيا

 

افتتحت جمهورية الكوت ديفوار ، أول أمس الثلاثاء، قنصلية عامة لها بمدينة العيون، لتصبح خامس تمثيلية دبلوماسية بحاضرة الصحراء المغربية، مما يعزز من مكانتها المتميزة والصاعدة كبوابة لإفريقيا.
وكان لافتا للنظر الكلمة الهامة التي ألقاها وزير الاندماج الإفريقي وإيفواريي الخارج، علي كوليبالي، بحضور وزير الخارجية ناصر بوريطة، أن بلاده ترفض أي إملاءات تخص توجهها في العلاقات الدولية، وأن قرارها فتح قنصلية عامة بالعيون فعل «سيادي منسجم مع مصالحها وقيمها»، وذلك ردا على الخرجات التي تقوم بها الجزائر وصنيعتها البوليساريو، منذ بداية مسلسل افتتاح بعثات دبلوماسية بالصحراء المغربية في دجنبر الماضي.
وأكد الوزير الإيفواري بهذا الخصوص أنه « في مجال السياسة الخارجية، كما في مجالات أخرى، نستنكف عن إعطاء دروس في الأخلاق، كما أننا لا نقبل يأن يملي علينا أحد ما ينبغي أو لا ينبغي أن نقوم به. هذا مبدأ أساسي نحرص عليه»، مضيفا أن فتح قنصلية عامة بالعيون « قرار نتحمل مسؤوليته بشكل كامل لأنه نابع من سيادتنا ويتسق مع مصالحنا وقيمنا»، كما شدد على أن هذا الفعل « لا يتعين أن يعقبه أي جدل مهما كان نوعه»، حيث أن دعم كوت ديفوار لمغربية الصحراء لم يكتنفه قط أي غموض.
واعتبر كوليبالي أن تدشين هذه التمثيلية الدبلوماسية بالعيون، «أهم حاضرة بالصحراء المغربية» وبوابة إفريقيا، «هو بلاشك لبنة جديدة تضاف إلى صرح العلاقات المتميزة التي تجمع البلدين الصديقين منذ عقود، واللذين يتبادلان مشاعر التقدير والاحترام.
من جهته أكد ناصر بوريطة أن الصحراء المغربية باعتبارها «ملتقى تجاريا هاما» بين المغرب وعمقه الإفريقي، ستتحول إلى قطب متميز للتعاون جنوب-جنوب.
وقال بوريطة إن «منطقة الصحراء المغربية ملتقى تجاري هام وقطب للتعاون جنوب-جنوب. إنها صلة الوصل بين المغرب وعمقه الإفريقي».
وسجل الوزير أن هذا الواقع تكرس بفتح عدة تمثيليات دبلوماسية لبلدان شقيقة وصديقة، وأفاد بتخصيص ثلاثين منحة للطلبة الإيفواريين الراغبين في استكمال تكوينهم بالعيون في الميادين المتصلة بمهن البحر والطاقات المتجددة والفلاحة والسياحة.
وأصبحت القنصلية العامة للكوت ديفوار بالعيون خامس تمثيلية دبلوماسية بحاضرة الصحراء المغربية، بعد القنصلية العامة لجزر القمر المتحدة التي شرعت في تقديم خدماتها في دجنبر المنصرم، والقنصليات العامة للغابون وساو تومي وبرنسيب وجمهورية إفريقيا الوسطى التي دشنت في يناير الماضي .
وكما جرى في السابق، شنت الجزائر وصنيعتها البوليساريو هجوما على جمهورية الكوت ديفوار، عبر بيانين عممتهما وكالة الأنباء الجزائرية، مما يشكل تدخلا سافرا في الشؤون الخاصة للكوت ديفوار وفي قرار سيادي لها، غير أنه، وحسب التطورات المتعلقة بملف النزاع المفتعل، والإدراك المتزايد للعديد من الدول لعدالة القضية الوطنية، وزيف أطروحات الانفصال التي عفا عنها الزمن، كل ذلك يؤشر على أن مسلسل افتتاح بعثات دبلوماسية بالصحراء المغربية سيتواصل، وأن الصراخ الذي تقابل به الجزائر وصنيعتها هذا العمل لن يكون له أي مفعول.


الكاتب : عزيز الساطوري

  

بتاريخ : 20/02/2020