يوسف فنينو، المبدع الشاب ذو الخطى الخجولة لكن تابثة في مجال الفن التشكيلي

 

يستمر الفنان يوسف فنينو في بصم مساره الفني بخطى هادئة وتابثة، إذ لازالت تتقاطر عليه دعوات المشاركة في المعارض كما أن أعماله بدأت تعرف انتشارا و إقبالا وتعرض في عدة محافل وطنية ودولية.
وفي هذا الإطار صرح الفنان الشاب الخجول ذو الإبتسامة العريضة، أثناء حوار أجرته معه الجريدة، بأنه شارك بالمعرض الدولي الأول للفنون التشكيلية احتضنته مدينة بورصة بتركيا ،خلال الفترة ما بين 22 و 28 فبراير الماضي، وهو معرض جماعي يحمل عنوان “ألوان الورد”، وذلك بعد أن تلقى دعوة من مديرته سجى جلانة الفنانة السورية المقيمة بتركيا.
وأضاف يوسف أنه تمت دعوته بعدما تعرف المنظمون على أعماله عن طريق صفحته بالفايسبوك، وهي أعمال، حسب تصريحه، عبارة عن لوحات تمثل المدارس الفنية التي يشتغل بها، والمتمثلة في التجريبية والتكعيبية و أخرى تراثية تعكس مأثر من مدينة الدارالبيضاء. وقد تمت الموافقة على ترشيحه بعدما عاينت لجنة مختصة تتكون من حوالي 5 أعضاء، أعماله، والتي اشترط فيها فقط أن تعكس تيمة يتداولها الفنان باستمرار.
كما عبر التشكيلي عن سعادته بهذه المشاركة ، بالرغم من كونه تعذر عليه الحضور جسديا لهذا المعرض الذي استضاف فنانون من مختلف البلدان العربية، ساهم كل واحد منهم بعمل واحد خلاله، وذلك نظرا لالتزامات عملية مسبقة. لكن، يضيف فنينو، تم عرض لوحته والنيابة عنه خلال هذا اللقاء الثقافي. فضلا عن ذلك فقد تميز المعرض بمنح جوائز للعارضين، توصل بواحدة منها من طرف المنظمين بالرغم من عدم حضوره الجسدي، لكن وسائل التواصل المتعددة جعلته يحس بأنه موجود بينهم.
وقد قال فنينو بأن الحدث مهم نظرا لكونه هدف الجمع ما بين فنانين من دول عربية مختلفة، رحب المنظمون أثناءه بضيوفهم ووفروا لهم الظروف المناسبة للإقامة، لمسها من خلال الصور والفيديوهات التي توصل بها من طرف زملائه الفنانين .كما شهدت فعاليات هذه التظاهرة التي حضرها المهتمين بالشأن الثقافي والفني، بتنوع البرامج التي توزعت مابين تكريم الفنانين، وإلقاءمحاضرتين، وتنظيم سهرات تحتوي على لوحات موسيقية مختلفة، علاوة على رحلات سياحية إلى أماكن بمدينة بورصة الجميلة، التي تتميز حسب الفنان الشاب، بطبيعة جذابة تتشابه فيها مع مدينة إفران المغربية.
و تزامن معرض مدينة بورصة التركية مع معرض شارك فيه الفنان الشاب بإبداعه، احتضنه رواق المركز الثقافي سعيد حاجي بمدينة سلا خلال الفترة ما بين 22 و 29 فبراير الماضي، و هومن تنظيم جمعية “أجيالكم للثقافات والفنون والتنمية ” وتحت إدارة الفنان التشكيلي عبد الله صبراني. و يتعلق الأمر، حسب تعبير يوسف فنينو، بالمعرض الجماعي الذي يحمل شعار شعار “الفن أداة للتنمية والرقي” (في دورته الثالثة)، الذي ساهم فيه ثلة من الفنانين على رأسهم عبد اللطيف صبراني، صارة ظفر الله ، عز الدين الجنيدي، مصطفى غماني، عزيز التونسي، حفيظ زعواطي ..وغيرهم
من جهة أخرى أبدى الفنان الشاب ابتهاجا بالنشاط الفني الذي قام به في يوم افتتاح الدورة ال26 للمعرض الدولي للكتاب والنشر،التي امتدت مابين ال6 و ال16 من شهر فبراير الماضي، واستأنف حديثه مفسرا بأن نشاطه كان عبارة عن ورشة استهدفت أطفال وتلامذة المدارس التابعة لعمالة أنفا، قامت المندوبيات التابعة لوزارة الثقافة بإحضارهم لفضاء المعرض ، وقد مر النشاط في أجواء ممتعة، عكست الحيوية التي تنبعث من هاته الفئة العمرية.
و مشاركة فنينو خلال المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء، ليست فريدة فقد سبق واستمتع زوار هذه التظاهرة الثقافية خلال السنة الماضية بلوحاته الفنية و صرح إذاك لجريدتنا بأنها تعد المساهمة الرابعة، مضيفا بأن أعماله المعروضة تعكس صور مدينة الدارالبيضاء، خلال الفترة الممتدة ما بين 1920 و 1945، وتسلط الضوء خاصة على المأثر التي تم هدمها والأدوات والوسائل التي كان يستعملها السكان.
و يوسف فنان تجريدي من مواليد سنة 1993، بالمدينة القديمة بالدارالبيضاء،استهواه هذا الميدان منذ طفولته الأولى، لكنه صقل موهبته في اطار دورات تكوينية وورشات تابعة لوزارةالشبيبة والرياضة، كما تتلمذ على يد والده الفنان التشكيلي عبد الله فنينو الذي مارس الفن لمدة خمسين سنة والذي يعتبرملهمه في العديد من لوحاته.
اشتهر الشاب في وسطه بهوسه بكل ما هو تاريخي، وفي هذا الإطار تمت دعوته مرارا كفنان تشكيلي ومصمم لبعض الملابس والوسائل التقليدية في عدة مهرجانات وطنية ودولية وفي التظاهرات التي تعرض التحف والنقود القديمة،.كما عرف بحمله لحلم يراوده منذ مدة، و يتمنى تحقيقه في يوم من الأيام، ألا وهو امتلاك فضاء خاص به، يستطيع أن يعرض فيه لوحاته علاوة على مجموعة من الإبداعات و التحف التي يتوفر عليها، من إبداع فنانين شهيرين.


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 04/03/2020