الزجالة والقاصة مليكة أغريري: المسرح يستهويني، وهذا ما جعلني أتوجه للكتابة

مليكة أغريري زجالة مغربية وناشطة ثقافية مقيمة بفرنسا منذ 36 سنة، تكتب الزجل المغربي كما تساهم في تنظيم ندوات أدبية ثقافية وفنية، فضلا عن كونها شاركت في لقاءات ثقافية ومهرجانات عديدة بالمغرب، من بينها تظاهرة نظمت بالصويرة سنة 2014، تحت شعار»شعراء المهجر في رحاب الصويرة موكا دور»، ومهرجان «تموايت» بورززات، وفعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب الذي تحتضنه مدينة الدا البيضاء.من إبداعاتها أيضا، قصصا موجهة للأطفال مثل «مملكة شمس الأمل» «القلب المرهف وبابا نويل» «الحب والساحرة» التي تنشرها»منشورات بيرسي».
اهتمام الكاتبة الشابة القاطنة بالمهجر بالأطفال، جعلها تشارك، في تنظيم لقاءات مع مدارس ابتدائية وثانوية في مدن فرنسية مثل باريس وأرل وفالانس.وبالمغرب أيضا.وسبق وأعربت عن عمق نظريتها في التعامل مع الأطفال،إذ تعتقد بأن للروايات تأثير مميز على الطفل تجعله أكثر انتباها وانفتاحا على الأخر، مما يسهل التواصل معه، وتمرير الرسائل التعليمية والتثقيفية التي تبني الأسس الصحيحة للتربية.
كما أن لمليكة أغريري ديوان كانت تعتزم تقديمه بالدورة ال26 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، حسب ما سبق وصرحت لجريدتنا خلال لقاء سابق ونشر في مقالة تحت عنوان «مليكة أغريري من مبدعات المهجر الحاملات مشروع تنمية الطفل في قلوبهن» .عن هذا الأخير وعن مشاريع فنية أخرى مستقبلية، تقبل عليها لأول مرة، تطلعنا الزجالة والقاصة، من خلال حوار خصت به «الإتحاد الإشتراكي» أثناء تواجدها بالمغرب لحضور أنشطة متنوعة.

أولا نود أن نعرف سبب تواجدك هذه الأيام بالمغرب؟

قبل كل شيء أشكر اهتمامكم والرغبة في معرفة جديد أنشطتي ككاتبة مغربية مهاجرة.
سبب حضوري هاته الأيام، هو أولا لتلبية الدعوة التي تلقيتها من طرف مجموعة «أحفاد الغيوان» من أجل تكريمي رفقة مثقفين أخرين.وثانيا، لأنني كنت على ارتباط بموعد مع بعض المدارس بالدارالبيضاء، من أجل القيام بنشاط لفائدة التلامذة.حضرت، كمتطوعة، بعد تواصل شخصي مع مسؤولين في نيابة التعليم بالدارالبيضاء ومدراء مدارس حكومية، وهي مبادرة سرتهم كثيرا على اعتبار أنها فريدة من كاتبة مغربية مهاجرة، كما سرتني أنا الأخرى. الموعد يعتبر امتدادا لما أقوم به من حين لأخر مع مدارس فرنسية، إذ نشتغل على القصة والحكاية (القصص التي أكتبها).سعدت جدا بزيارتي لمدرسة الإنارة، نظرا لكونها كانت ناجحة وممتعة للطرفين إلى أقصى حد. وهاته التجربة في نسختها المغربية جعلتني ألمس من الأطفال شوقهم لهاته الأنشطة.وقد جاءتني فكرة الاشتغال مع تلامذة المدارس الحكومية، دون غيرهم، لأنهم، في نظري، من يحتاجون أكثر للعناية والاهتمام، ومناسبة لتشجيعهم على القراءة، واستعمال الخيال.. وأيضا لاكتشاف عوالم اخرى خارج إطار المقررات المدرسية.

ألاحظ دائما إصرارك على العمل مع الأطفال؟

بالفعل، من أسعد لحظات عمري هو التعامل مع هاته الشريحة العمرية، والسبب الأول هو أنني من نوعية الأمهات التي تفيض حنانا، وإحساسي بالأمومة دائما بدواخلي ويتعدى حدود أبنائي، فكل ما أمنحه للطفل لا يعد كافيا، و أشعر دائما بأنه في احتياج لنوع من الرعاية.
من جهة أخرى قدمت للمغرب، لكوني لدي عدة مشاريع أحاول إخراجها للوجود مستقبلا.من بينها مسرحية كتبتها بعنوان «منانة وعلوان» وهي مقتبسة من اوبيرا «قيس وليلى» مع فرق واحد يتجلي في استعمال قصائد زجلية في الحوار بدل الأغاني. فضلا عن ذلك فستتضمن مقاطع موسيقية بإيقاعات من فن الملحون والغيوان والدقة المراكشية.

وإلى أي مرحلة وصل حاليا هذا المنتوج؟

لازلت في طور الكتابة وتحديد أعمق للشخصيات المسرحية.صحيح أن هاته الأخيرة موجودة وأيضا القصائد، لكن العمل لم يكتمل بعد من جميع جوانبه، وأهدف أن يتم ذلك قريبا، حتى نتمكن من القيام بجولة داخل المغرب وخارجه.

وهل هناك تصور عمن سيخرج هذا العمل أو يشخص أدواره؟

حقيقة بالنسبة للممثلين ليس بعد، لكن يمكن أن أقول بأنني حاليا في طور إجراء لقاءات مع مهنيين، بيد أني لا يمكن البوح بأسمائهم ما لم يسفرذلك عن اتفاق معين، وإذا حصل، سأترك لهم حرية الإعلان عنه في الوقت المناسب.

وهل هذا العمل الفني موجه للصغار؟

بل للجميع، فمسرحية «منانة وعلوان» تهدف تمرير رسائل عن كيفية التعامل مع «الحب» بشكله الصحي.فهو عمل سعيت من ورائه استرجاع ذكريات الزمن الجميل، عندما كان لمصطلح «حب» معنى مقدسا، عكس ما نراه في وقتنا الراهن حيث تمارس الخيانة والغدر في حق العديد من الأشخاص ويتم النصب على الناس بإسم الحب.

لقد استشفيت من خلال تصريحاتك بأن الكاتبة والزجالة مليكة أغريري تطمح لولوج عالم التمثيل.

(ضاحكة) قد يحصل ذلك، فضلا عن هذا فأنا أسعى ليتم تلحين قصيدتين زجليتين من إبداعي، وهما بعنوان: «اليوم أنا ما مسالي» و»ابكي يا عينيا» لكي أتمكن من أدائهما خلال المسرحية.

إذن تريدين دخول المجال الفني من بابه الواسع كمغنية وممثلة، أليس كذلك؟

ولما لا؟ ففي رأيي ..على الإنسان أن يبدع ويختبر جميع طاقاته ولا يكبتها في دواخله مادام لله قد رزقه بها، وما دام الطرفان سيستمتعان سواء المبدع أوالملتلقي.

هل فكرة الإنتقال إلى التمثيل و الغناء هي نتيجة لاكتشافك لنفسك مع مرور الأيام؟

صراحة المسرح كان يستهويني منذ صغري، وربما هذا ما جعلني أتوجه للكتابة في ما بعد.

فإذا القدر أراد أن يكون المسرح هو محفزك الأول على الكتابة، دون أن تمارسيه، لتعودي اليوم، وبعد سنوات، للسقوط بين أحضانه. وماذا عن الغناء، فقبل قليل أديت بعضا من المقاطع من القصيدتين الزجليتن المقترحتين في المسرحية..واستمتعنا بصوتك الجميل، فهل مليكة0 أغريري اكتشفت نفسها كمطربة ولاتزال ترغب في شق طريقها في هذا الإتجاه، من خلال الإحتراف مثلا؟..

كمغنية؟..لا أعتقد ذلك، بل أسعى فقط لتوظيف قدراتي على الأداء الجميل في المسرح أو لإلقاء قصائد غنائية زجلية.

وماذا عن مشاريعك الأخرى؟

عدا القصائد التي هي في طور الطبع، هناك «الساحرة والحب» وهي حكاية للأطفال مكتوبة بطريقة زجلية، مرفوقة بقرص مدمج، هذا الأخير تم تسجيله وانتهينا من إنجازه ولا ينقص سوى طبع القصة.

في أي دار للنشر؟ ومتى..

مقاطعة، هذا المشروع ولد منذ ثلاث سنوات وكان سيخرج للوجود منذ مدة، لكن لم يتم ذلك بسبب التماطل والوعود الكاذبة. فهذه القصة كان من المفترض أن تصدر وتعرض خلال الدورة ال25 من معرض النشر والكتاب بالدارالبيضاء. وبالرغم من كون الأمر حز في نفسي ولم أفهم الأسباب الحقيقية وراء ما اعتبرته، مؤخرا، قلة مهنية وعدم احترام للناس، قررت أن أطوي الصفحة وأفكر في إنجازه على نفقتي.
وهناك ديوان أخر بعنوان»حال مايشبه حال»، الذي تأخر في الطبع، بسبب عدم تمكني من إنجاز المشروع السابق الذي تحدث عنه، في الوقت المحدد له، لأنني أسعى دائما أن أمنح كل عمل من أعمالي حقه في الصدور وأن يتمكن القارئ أن يتعرف عليه قبل أن اصدر عمل أخر. لكن للأسف سارت الأمور بما لم أكن أخطط له.

هلا عرفتي القارئ أكثر بهذا الديوان

حال ما يشبه حال» هو ديوان زجلي يتضمن 40 قصيدة تحتوي على مواضيع اجتماعية، ولا أقصد فقط بالمغرب، لكنها المواضيع التي يشترك فيها جميع الناس عبر العالم، هي مواضيع اجتماعية إنسانية قد يعيشها شخص بالمغرب كما بفرنسا أو أمريكا أو اليابان..وأتمنى أن تنال إعجاب الناس.

هل لديك أنشطة أخرى بعد عودتك لفرنسا؟

أنا الآن منخرطة، حيث أقطن، في برنامج يتضمن لقاءات ثقافية شعرية زجلية وفنية فضلا عن محاضرات تحسيسية في مجال القانون قصد التوعية بالحقوق، لأنه لاحظنا كناشطين ثقافيين هناك، كتلة النقص المعرفي في هذا المجال، مما يترتب عنه أزمات اجتماعية كثيرة.
من جهة أخرى ونحن نستعد للاحتفال بعيد المرأة، فقد استغليت تواجدي بالمغرب لأقترح وأسعى لاستضافة ثلة من الأصدقاء المثقفين، يوم الثامن من مارس، قصد تنظيم لقاء ثقافي يتضمن قراءات شعرية ولوحات غنائية طربية.


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 05/03/2020