شددت على استعجالية إحداثها دراسات عديدة : «المساحات الخضراء» توفر حلولا للتقليل من سلبيات «الحضرنة السريعة»

 
في تقرير سبق أن كشفت عن نتائجه «ناتالي روبيل» ، المسؤولة التقنية في الإدارة المعنية بالصحة العامة والبيئة والمحددات الاجتماعية للصحة في منظمة الصحة العالمية، خلال شهر أبريل 2016، استنادا إلى بحوث خبراء دوليين آخرين ، تم التأكيد على « أن تسارع الحضرنة والنمو السكاني سببان رئيسيان يساهمان في الأمراض غير المعدية وتغير المناخ على حد سواء. فالمناطق الحضرية تيسر الأنشطة عبر قطاعات متعددة يمكن التدخل فيها»، لافتة إلى « أن الحدائق والمساحات الخضراء والمجاري المائية أماكن عامة مهمة في معظم المدن. فهي توفر حلولا لما تنتجه الحضرنة السريعة المفتقرة لمقومات الاستدامة من آثار في الصحة والسلامة»، مشددة على أن «الفوائد الاجتماعية والاقتصادية التي تحققها المساحات الخضراء الحضرية هي على نفس القدر من الأهمية، وينبغي أن ينظر إليها في سياق القضايا العالمية مثل تغير المناخ، والأولويات الأخرى المنصوص عليها في أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك المدن المستدامة والصحة العامة والمحافظة على الطبيعة»، و «أن تقليص الفوارق الاجتماعية والاقتصادية ، في ما يتعلق بتوفر المساحات الخضراء الحضرية، يمكن أن يساعد على خفض أوجه التفاوت في الصحة نتيجة الدخل، والإعاقة، وعناصر اجتماعية واقتصادية وديمغرافية أخرى «.
إنها خلاصات بحوث دولية لمتخصصين وخبراء يستحضر قارئها ، بغير قليل من القلق ، واقع الإجهاز على المساحات الخضراء ، في أكثر من مدينة ، رغم دق ناقوس الخطر من قبل الجمعيات المنشغلة بتداعيات التدهور البيئي، وفي هذا السياق نشير إلى أهداف « الأسبوع الأخضر « المنظمة فعالياته ، مؤخرا ، في الفترة الممتدة من 24 فبراير إلى1 مارس 2020 من قبل جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض، بتنسيق مع شركائها ، وذلك من أجل « التوعية بواقع الغابات والمساحات الخضراء والزراعات الغذائية « في أفق « إطلاق حملة وطنية للغرس والتشجير «.
وتفسيرا لبواعث هذا «التحرك البيئي» المستجد ، أشارت الجمعية المنظمة إلى «أن رفع التحديات البيئية المتزايدة التي تواجهها مختلف مناطقنا الترابية ، من مدن وقرى وأوساط طبيعية، في كل المجالات الحيوية المرتبطة بالتعمير والسكن والمساحات الخضراء والغابات والنقل والطاقة والساحل والمناخ..، وتحسين أدوارها وآثارها الايجابية المباشرة على إطار حياة المواطنين والصحة العامة والقدرة الشرائية والموارد الطبيعية، يتطلب من جهة  رفع مستوى الوعي بإشكالياتها وفتح نقاش واسع حولها من أجل تعرف أو اقتراح الحلول والبدائل المتوفرة أو الممكنة، ومن جهة أخرى تفعيل برامج تعبوية وطنية ممتدة في الزمن، لتقوية انخراط ومساهمة مختلف الفاعلين والمتدخلين على المستويين الترابي والوطني، كل من موقعه، وفقا لمسؤولياته وإمكاناته»، مشيرة إلى «أن الأمم المتحدة أعلنت سنة 2020 سنة دولية للصحة النباتية» ، وهو ما يعتبر فرصة « لتسليط الضوء على أهمية النباتات التي تنتج 80 في المائة من الطعام الذي نتناوله و98 في المائة من الأوكسجين الذي نتنفسه».
هذا و حسب «البرنامج الوطني» للجمعية ، فإنه بالإضافة إلى «الأسبوع الأخضر للغرس والتشجير (نهاية شهر فبراير) المنقضي، من المقرر تنظيم أسابيع تحسيسية أخرى ، ضمنها « أسبوع السكن والتعمير المستدام (نهاية شهر مارس)، وأسبوع التنقل المستدام ( شهر ماي)، والأسبوع الأزرق للمحيطات والمياه العذبة ( شهر يونيو)، وأسبوع المناخ للشباب في دورته الثانية خلال شهر شتنبر 2020».


الكاتب : حميد بنواحمان

  

بتاريخ : 09/03/2020