لحون هيروغليفية

 
هذهِ اللُّغَةُ في الأصْلِ :
خيوطٌ أنْسُجُها مِنْ عُروقِي .
و فِخاخٌ أنْصُبُها
بِيَديَّ هَاتَيْنِ .
هي الآن ،
لُحونٌ هيرُوغْلِيفِيَّةٌ فوق اللِّسانْ .

أنا ، بِهذا الإِسْفينِ،
لا أنْقُشُ لغةً
تحتَ الرُّموشْ .

لكنِّي أتَفنَّنُ
في خَدْشِ الحَياءْ .
أتفنَّنُ ، و أنا أَنْقُشُها
بين الحَاجِبَيْنْ .

هذه المِياهُ العادِمَةُ ،
ُأَرُشُّ بِها كُلَّ شَيْءٍ :
العُشْبَ
والنُّقوشَ الفَرْعِوْنِيَّةَ ،
والنُّعوشَ المَحْمولَةَ على الأَكْتافِ .

هَذهِ النِّيرانُ المُشْتَعِلَةُ ،
أَحْرِقُ بِها كُلَّ شَيْءٍ :
القارِئَ
والحَقيبةَ،
والجُثَّةَ المَرْميةَ على الرَّصيفِ .

هَذه القِطاراتُ الخَشَبيُّةُ
قِطاراتٌ بَطيئةً
لَكِنّي مَعَ ذَلِكَ ،
أَدْهَسُ بِها كُلَّ شَيْءٍ :
لذَّةَ النَّصِّ ،
خُطاطَةَ السَّرْدِ ،
و َسْرَابَ النَّمْلِ .

هَكَذا أَعودُ إلى الفِخَاخِ،
وأْنْصُبُها
تَحتَ اللِّسانْ .


الكاتب : مصطفى لفطيمي

  

بتاريخ : 13/03/2020