بعضهم قضى سنوات مديدة في أداء الخدمة : عمال الإنعاش الوطني .. مطالب متواصلة لتسوية الوضعية

 

ببذلة جديدة انتشر بعضهم ، مؤخرا ، في عدد من شوارع العاصمة الاقتصادية ، حيث يتم اللجوء إليهم ، في كثير من الأحيان ، لسد الخصاص في أعداد اليد العاملة، أثناء الاستعداد لبعض «المناسبات الكبيرة» – زيارات ملكية مثلا – للإسهام في أعمال التنظيف والبستنة وغيرها. إنهم عمال الإنعاش الوطني، الذين سبق لهم خوض وقفات احتجاجية ونظموا مسيرات في أكثر من مدينة و إقليم ، من أجل لفت الانتباه لوضعيتهم «الملتبسة» إداريا، رغم قضاء بعضهم لما يقارب الأربعة عقود في أداء الخدمات المضنية المتعددة الأوجه.
فئة فات أن كانت وضعيتها محور جواب لوزير داخلية سابق عن أحد الأسئلة البرلمانية، مشيرا إلى أن»الإنعاش الوطني ليس عملا توظيفيا أو مقاولات للتوظيف. فلسفة الإنعاش الوطني كانت هي فتح عدد من الأوراش، خصوصا في العالم القروي، للتخفيف من البطالة، وكذا في هوامش المدن. المستخدمون في الإنعاش الوطني مرتبطون بالأوراش التي يشتغلون فيها، وليس بعمل توظيفي».
المنحى ذاته سار فيه رد للوزير المنتدب لدى وزير الداخلية ، يوم 27 نونبر 2018 ، خلال حصة للأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين ، أوضح فيه أنه «لا يمكن ترسيمهم في نظام الوظيفة العمومية، وذلك بسبب خلو القانون المنظم لهذه الفئة من أي بنود تنص على إمكانية إدماجهم أو توظيفهم «، فهم يعتبرون «عمالاً مياومين يشتغلون في أوراش لا تكتسي بصفتها الموسمية صفة الديمومة، وبالتالي لا يتواجدون في وضعية نظامية قارة تمكن من احتساب خدماتهم بالترسيم في الوظيفة العمومية».
وتتراوح الأجرة الشهرية لهذه الفئة من العمال ما بين 1200 و1900 درهم، وشهدت زيادات بلغت نسبة 15 في المائة بين 2011 و2012 ، ثم أخرى بنسبة 10 في المائة، في الفترة ما بين 2014 و2015 ، أي ما يناهز نسبة 25 في المائة خلال فترة خمس سنوات، وتحتسب أجرة عمال الإنعاش على أساس الحد الأدنى للأجور المعمول به داخل القطاع الفلاحي.
هذا ويبقى أبرز مطالب هذه الفئة هو استجابة السلطات الوصية لمبتغى «تسوية وضعية المنتسبين إليها» وإخراجهم، بشكل مستعجل ، من حالة «عدم الاستقرار القانوني « التي يئن تحت وطأتها آلاف العمال والعاملات ، على اعتبار أنهم فئة لا تصنف ضمن المنتمين لسلك الوظيفة العمومية ، بقوانينها المحددة والمضبوطة ، ولا إلى القطاع الخاص الذي تطبق على المستخدمين به بنود مدونة الشغل، علما بأنهم ، في السنوات الأخيرة ، أضحوا يشتغلون» بصفة مستمرة « و يكلفون بإنجاز مهام لا علاقة لها بالإنعاش؟


الكاتب : حميد بنواحمان

  

بتاريخ : 16/03/2020