هذا رأي الشارع الرباطي في إجراءات الحكومة حيال أزمة كورونا المستجد

 

جالت جريدة الاتحاد الاشتراكي بشوارع الرباط في اللحظات المباشرة لدخول مجموعة قرارات أمرت بها السلطات المختصة من أجل مواجهة آفة كورونا المستجد، ووقفنا على استجابة الناس وتعاطيهم الإيجابي مع التعليمات التي أضحت أولوية في المواجهة، حيث قمنا بالنزول إلى الشارع بمركز الرباط، لنعرف رأي المواطنين حول ” التدابير الاحترازية بغلق المقاهي، والمطاعم، والقاعات السينمائية، والمسارح، وقاعات الحفلات، والأندية والقاعات الرياضية، والحمامات، وقاعات الألعاب وملاعب القرب،و المساجد في وجه العموم “.
وقد لاحظنا من خلال هذا الاستطلاع مجموعة من الممارسات والسلوكات الاجابية، سواء من طرف المارة أو من طرف بعض الباعة شبابا كانوا أو كهولا ، نساء ورجالا ، كل فرد يتخذ احتياطاته ويتخذ مسافة بينه و بين الناس.
في هذا الإطار، سألنا رجلا سبعينيا من ساكنة الشارع: هل السلطة المختصة على صواب؟ فقال بشكل تلقائي ” لا داعي للهلع وخلق الفوضى، وأنامع تدبير الإغلاق المؤقت والتدبير القاضي باللجوء للتعليم عن بعد، لأنه في مصلحة الشعب ، وإن الوزارات و الحكومة لن يفعلوا سوى ما يرونه في مصلحة المواطنين “.
ويرى زوجان كانا متوجهين سريعا إلى حال سبيلهما بهذا الخصوص أن الوزارة الوصية كانت موفقة باتخاذها هذا القرار الذي سيساعد على احتواء الفيروس، وبالتالي عدم تفشيه. ويضيف الزوج في ما يخص إغلاق المقاهي ” يجب إيجاد بديل أو إجراء آخر، لأنه بغلق المقاهي سيتأزم الوضع المالي للمشغل من جهة، حيث إنه متبوع بمصاريف كالإيجار، ومن جهة أخرى الأجراء الذين لايستطيعون سد حاجاتهم ، وهو نفس التوجه الذي تسير عليه سيدة صادفناها تبين أنها مشتغلة في مقهى ، وترى أن هذا الإجراء مجحف في حق أصحاب المقاهي وفي حق طبقة الشغيلين باعتبارهم الطرف الضعيف ، بالإضافة إلى شابتين في سن17 سنة، عبرت الأولى عن رفضها هذا الإجراء، مشيرة إلى أن معيلة أسرتها تشتغل في تنظيف مقهى. وبإغلاق المقاهي سيجوعون و يمكن حتى أن يتشردوا. وجدير بالذكر أن هده الشابة تكسب قوت يومها بالقيام بما يشبه “الحلقة” حيث تقوم بحركات استعراضية” كنفث النار”.
وبسبب تجنب تفشي الوباء، أصبح الناس يتجنبون التواجد باماكن مكتظة. وناشدت الجهات المختصة إيجاد حلول ناجعة مع مراعاة الضعفاء ماديا.
وفي نفس السياق، تضيف الشابة الأخرى تأييدها لمطالب صديقتها. وتضيف أنها لا تحبذ فكرة التعليم عن بعد .فهي ترى فيه فرصة للتقاعس والتهاون، كما أنها تشير إلى أن اغلب الأسر لا تتوفر على اشتراك انترنت مما سيؤدي بحسب قولها إلى هدر مدرسي .
أثناء القيام بهذا الاستطلاع، لاحظنا سلوكا متحضرا من المواطنين، حيث كان اغلب المارة يرتدون كمامات ويضعون قفازات ويتجنبون الاحتكاك ببعض، إضافة إلى فراغ الشوارع من المواطنين .ويتضح أن هذا السلوك لا يقتصر فقط على الشارع بل انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، حيث أصبح الرواد ينشرون الوعي بينهم عبر الحث على النظافة والتعقيم، وإطلاق “هاشتاك” ليلازم المواطنون بيوتهم،
ليشكل هذا السلوك قفزة نوعية وجدية في مقابل ردود فعلهم الأولى التي تميزت باستهزاء واستهتار ولا مبالاة، حيث وصلت بهم الدرجة إلى كتابة أغان حول ” كورونا “، وشارك في هذه الحركة الإيجابية مجموعة من المؤثرين على رأسهم الصحفي ” فهد الهشمي ” حيث نشر على صفحته على الانستغرام “تخصيص مبلغ مهم لإعالة أربع عائلات لا معيل لهم، و لا يمكنهم توفير قوت يومهم إلا بالخروج اليومي “، ودعا المشاهير والفنانين إلى مساعدة المحتاجين ،و نفس الخطوة قام بها المطرب “حاتم عمور” وأيضا الإعلامي “يوسف بلهيسي “، في انتظار أن تعم بين باقي المواطنين .


الكاتب : مكتب الرباط -  مريم القبابي متدربة  

  

بتاريخ : 18/03/2020