لَا أَحَدَ عَلَى الشُّرُفَاتِ

 

هَذَا الشّارِعُ حَجَرٌ
وَالْأَرْصِفَةُ جَثَامِين
وَأَعْمِدَةُ الْكَهْرَبَاء ظِلَالٌ حَزِينَة
وَحُرَّاسُ السَّيَّارَاتِ يَلْهَجُونَ بِالْمَوْتَى
وَيَبْصُقُونَ سَجَائِرَهُمْ فِي رِئَاتٍ تُغَنِّي
وَجَعَ السّمَاء
وَالظّلَال الْعَابِرَةُ مُجَرّدُ أشْباح
مَوِتُ
مَوْتُ
مَوْتٌ
يَصُولُ بِكَمّاماتِ الْحَيْرَةِ فِي عُيُونٍ
مُثْقَلةٍ بِسَطْوَةِ الْأرْق
لَا أَحَدَ عَلَى الشُّرُفَاتِ:
الْحَمَامُ أَلْقَى هَدِيلَهُ عَلَى الطَرِيق
الْكَمَنْجَاتُ الّتِي تَرْعَى الْحَياة عاريَةُ الْإيقَاع
حَافِيَةُ النّشِيد
أَنَامِلُ الْعَازِفِ الْأَعْمَى كَئِيبَةٌ عَلَى بْيَانُو جَارَتِي
الْحَيَاةُ طَرِيقٌ مَحْفُوفٌ بِالْخَوْف
بِصَمْتٍ هَزِيلِ الْجَلَبَة
يَانِعٍ بِعُزْلَةِ الْمَوْتَى الَّذِينَ يَرْقُصُونَ عَلَى الْعَدَم
وَيَنَامُونَ مُدَجّجينَ بِأَحْلَامِ الْأَحْياء
وَيَسْتَيْقِظونَ عَلَى أَرْضٍ تَنْفُخُ سَأَمَهَا
وَتَرْوِي الْمَقَابِر
هَكَذا تَرَاكَ
مَحْضَ خَيالٍ يَعْبُرُ بِلَا حَفِيفِ اسْتِعَارَةٍ
وَخَيْبَةِ مَجَازٍ
وَوَهْمِ حَقِيقَة
بِلَا أَثَرٍ تُصَفّفُ شَعَرَ الضّجَر
وَتَحُفُّكَ رِعَايَةُ الْعَاصِفَة
مُجَرّدَ عَابِرٍ يَرْعَى حُمّى الْخِذْلان
تَنْزِلُ أَدْغَاَلَ حَيْرَتِكَ
تَحُفُّكَ عُزْلَةُ الْآتِي
فَرَاغٌ
فَرَاغٌ
فَرَاغْ
وَلَا شَيْءَ هُنَاكْ
هَبَاءٌ
هَبَاءٌ
هَبَاءْ
وَهُنَا عَدَمٌ  دَالُهُ دَمْعٌ
وَمِيمُهُ مَعِدٌ عَلِيل
وَعَيْنُهُ عَمًى يُجَلّلُ هَذَا الْكَوْن


الكاتب : صالح لبريني

  

بتاريخ : 18/03/2020