فيروس كورونا يخلق «الارتباك» في الأوساط الفاسية والإعلام يساهم بفعالية في التوعية بخطورته

صبيحة الأربعاء 18 مارس الجاري، وقفت جريدة الاتحاد الاشتراكي خلال الجولة الاستطلاعية التي قامت بها، للوقوف على الوضعية العامة بشوارع فاس حول وباء فيروس كورونا ، واستمزجت آراء عدد من المواطنين والمواطنات حول الإجراءات التي اتخذها المغرب للحماية من هذا الداء، حيث نوه جميع المستجوبين والمستجوبات بكل الخطوات المتخذة تلافيا لانتشاره، كما لاحظت الجريدة أن الشوارع سواء بالمدينة الجديدة او العتيقة، أصبحت شبه مقفرة، باستثناء بعض المواطنين الذين يتوجهون للمخابز او الدكاكين لشراء حاجياتهم ، بعضهم يضع الكمامات والقفازات خوفا من الفيروس، كما لاحظت الجريدة أيضا توفر وسائل النقل العمومي من حافلات وسيارات أجرة صغرى وكبرى ، بالإضافة إلى بائعي السمك الجائلين، وهو ما يؤكد أن الوضعية عادية والتعليمات الصادرة عن وزارتي الداخلية والصحة تطبق تطبيقا حرفيا ، كما أن الجريدة قامت بزيارة عدد من الصيدليات واستفسرت أصحابها عن وفرة الأدوية ؟ فأكدوا لها أن كل الأدوية متوفرة ولم يطرأ عليها تغيير، اللهم بعض المواد الخاصة بالتعقيم والتطهير، في طليعتها santebiogel الذي كان يباع سابقا ب30 درهما وأصبح يباع حاليا ب45 د وكذا صندوق القفازات البلاستيكية والذي يضم 100 وحدة كان يباع سابقا ب60 د وأصبح يباع ب75 درهما للصندوق.
و كغيرها من المدن المغربية ،عرفت فاس ، قبل أيام ، استنفارا ملحوظا حيث عم الهلع والخوف بين المواطنين والمواطنات ، و وقع إقبال كبير على اقتناء المواد الغذائية بالأسواق الكبرى والدكاكين المنتشرة في الأحياء العصرية والشعبية ،واخذ المواطنون يتهافتون على شراء الخضر والفواكه والزيوت وغيرها من المواد بشكل فوضوي ، كما عرفت الصيدليات ازدحاما ملحوظا ، واخذ كل مواطن يقتني العشرات من علب دولبران وبارا سيتامول وفيتامين س دون المبالاة بغيرهم والذين هم في حاجة إلى مثل تلك الأدوية ، وقد زادت الأخبار الزائفة التي بثتها عدد من مواقع التواصل الاجتماعي التي نشر احدها خبرا يؤكد ان صاحب احد المطاعم وهو صيني مصاب بهذا الداء، مما جعل السلطات الصحية تجري له فحوصا أكدت سلامته ، كما زاد الطين بلة نشر خبر كاذب أيضا يشير إلى تقنين توزيع مياه الشرب . ولم تعد الطمأنينة إلى مواطني فاس إلا بعد الحملة التوعوية المتواصلة التي يقوم بها الإعلام الوطني المرئي والمسموع والمكتوب الذي ينشر باستمرار وصلات اشهارية تقوم بها وزارة الصحة لمحاربة هذا الداء ،والتي تواكب انتشار الفيروس وتعطي المعطيات الجديدة باستمرار ، مما جعل المواطنين يستوعبون خطورة الداء ويمتثلون للتعليمات التي تصدرها وزارتا الصحة والداخلية، كما أن الحوار المباشر الذي أجري مع رئيس الحكومة وكذا وزير التجارة واللذين أكدا فيهما وفرة الإنتاج الفلاحي والمواد الغذائية لمدة ستة أشهر، كان له الأثر الفعال في تهدئة النفوس ، زيادة على الحوارات مع مختلف الفاعلين في مختلف المجالات الاقتصادية.
هذا وقد امتثل المواطنون بفاس لقرار وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي القاضي بإقفال المؤسسات والمعاهد والجامعات المغربية وتلقي الدروس بالمنازل عبر وسائل التواصل الاجتماعي وإلزام الطلبة والتلاميذ بالمكوث بالمنازل لكون هذه العطلة استثنائية وليست عطلة الربيع ، كما التزم أرباب المقاهي والمطاعم وبائعو المأكولات الخفيفة و»الحرشة والملاوي» ، والقاعات الرياضية والمساجد وغيرها بقرار إغلاق تلك الأماكن العمومية تلافيا لانتشار الوباء. ولعل القرار الذي اتخذته رئاسة النيابة العامة بتحريك المسطرة الجنائية في حق الذين ينشرون الأكاذيب وإلقاء القبض عليهم ، كان له اثر بالغ في الحد من الدعاية الكاذبة.


الكاتب : محمد بوهلال

  

بتاريخ : 20/03/2020