المغرب يسجل حالات أقل بفضل الإجراءات التي اتخذها مبكرا

 

بعد حوالي عشرين يوما من تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا، الاثنين 02 مارس، بدأ الانتسار ببطء قبل ان يحل يوم 14 من مارس ،حيث لوحظ ارتفاع ملحوظ في عدد الإصابات مما أثار ويثير قلق وترقب الرأي العام.
وإذا كان هذا القلق له ما يبرره ، إلا أن المغرب، ومقارنة مع عدد من الدول التي انتشر فيها هذا الوباء في نفس الوقت تقريبا، او بعد ذلك، يتضح أن الإجراءات التي اتخذتها بلادنا قللت بشكل ملحوظ من انتشاره، على الأقل إلى حدود الآن.
ففي اليوم الذي اعلن المغرب عن تسجيل اول حالة للإصابة بفيروس كورونا ، أعلنت كل من البرتغال والسعودية واندونيسيا عن تسجيل اولى الحالات أيضا، وقبلها بيوم واحد، كانت كل من ايرلندا، سكوتلاندا وجمهورية التشيك قد أعلنت عن أولى الاصابات. وبعد الثاني من مارس ، سجلت حالات إصابة بالفيروس في دول اخرى كالشيلي ، كولومبيا وجمهورية جنوب إفريقيا، وفي كل هذه الدول سجلت الى حدود كتابة هذه السطور اصابات اكثر من المغرب.
ففي البرتغال التي ظهر فيها الوباء في نفس اليوم الذي ظهر في المغرب، تشير المعطيات الى ان عدد الاصابات يقارب ال1300 .
وفي اندونيسيا، وهي أيضا ظهر فيها الوباء في نفس اليوم الذي ظهر في المغرب، تجاوز عدد حالات الإصابة 450.
اما في السعودية فتشير المعطيات إلى أن عدد حالات الإصابة بالفيروس يناهز ال400 .
وهناك دول سجلت بها أولى الحالات قبل يوم واحد من المغرب، وظل الحال عليه في اليوم التالي، 02 مارس، مما يجعل المقارنة بين الوضع في المغرب والوضع في هذه الدول له ما يبرره.
ولعل أبرز مثال على ذلك والذي انتشر بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي هو جمهورية إيرلندا .
ففي ايرلاندا، كما تمت الإشارة، سجلت في فاتح مارس، حالتان، وظل الأمر عليه كذلك في اليوم التالي، غير ان العدد سيرتفع بشكل ملحوظ ليناهز 785.
وفي سكوتلاندا سجلت اول حالة في فاتح مارس ايضا، ليتجاوز الى حدود كتابة هذه السطور 370 حالة.
واذا كانت هذه الدول قد سجلت أولى الاصابات بالموازاة مع المغرب أو قبله بيوم واحد، فهناك دول اخرى ، سجلت بها أولى الحالات بعد المغرب، لكنها تجاوزته بعد ذلك بشكل ملحوظ.
في الشيلي سجلت أول إصابة يوم 03 مارس، لتصل إلى حدود كتابة هذه السطور 537 حالة.
وفي بولونيا التي سجلت أول حالة بها يوم 04 مارس، سجلت حتى الآن 350 حالة.
وسجلت اول حالة بجمهورية إفريقيا الجنوبية في 05 مارس، لتصل حسب آخر إحصائية الى 240 حالة.
أما في كولومبيا فقد أعلن عن أول إصابة في 06 مارس، وتقارب الى حدود كتابة هذه السطور ال200 حالة.
اما الأسباب التي جعلت عدد الإصابات في هذه الدول يتجاوز نظيره في المغرب، فترجع إلى عدم تقديرها لخطورة الوضع، وعدم اتخاذها الاجراءات الضرورية للحد من انتشار الفيروس في وقت مبكر.
وهكذا يتضح ان الإجراءات التي اتخذها المغرب، بدءا بإغلاق الحدود وانتهاء بإعلان حالة الطوارىء الصحية ومنع التنقل بين المدن، قد مكنت إلى حدود الآن من التحكم في انتشار هذا الوباء، إلا أن العامل الحاسم يبقى هو المواطن نفسه ومدى وعيه وتعاونه وانضباطه للاجراءات المتخذة، حيث أكدت التجربة الصينية أن الانتصار على فيروس كورونا ممكن، بشرط التقيد الصارم بإجراءات العزل والالتزام بالتعليمات الصحية الواجبة.


الكاتب : عزيز الساطوري

  

بتاريخ : 23/03/2020