منع السفر في ضوء حالة الطوارئ الصحية وفرض تدابيرصارمة

 

أعلن المكتب الوطني للسكك الحديدية توقيف جميع قطارات الخطوط من وإلى مختلف الاتجاهات أما بالنسبة إلى المتنقلين من أجل العمل والمتوفرين على الرخص المسلمة لهذا الغرض من طرف السلطات المختصة، كما هو منصوص عليه من طرف وزارة الداخلية، سيؤمن المكتب الحد الأدنى من قطارات القرب الرابطة بين الدار البيضاء- الرباط- القنيطرة والدار البيضاء-مطار محمد الخامس والدار البيضاء- سطات والدار البيضاء- الجديدة ، ابتداء من يومه الاثنين 23 مارس على الساعة الحادية عشرة ليلا و59 دقيقة ، امتثالا لتعليمات السلطات التي تنص على فرض حالة الطوارئ الصحية ومنع السفر بين المدن المغربية عبر وسائل النقل العمومية، كوسيلة لإبقاء فيروس «كورونا» المستجد تحت السيطرة.
وأهاب المكتب بزبنائه احترام كل الإجراءات الاحترازية المعتمدة من طرف السلطات والانخراط الكامل في المجهودات المبذولة من أجل الحد من تفشي الوباء المستجد، داعيا إياهم إلى الاطلاع والاستعلام باستمرار على هذه البرمجة «الظرفية» للقطارات، عبر مختلف قنوات التواصل الرسمية.
في إطار حالة الطوارئ الصحية التي تم الإعلان عنها، تقرر السبت الماضي منع استعمال وسائل التنقل الخاصة والعمومية بين المدن.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا المنع لا يشمل حركة نقل البضائع والمواد الأساسية التي تتم في ظروف عادية وانسيابية بما يضمن تزويد المواطنين بجميع حاجياتهم اليومية، كما أن المنع لا يشمل التنقلات لأسباب صحية ومهنية المثبتة بالوثائق المسلمة من طرف الإدارات والمؤسسات.
كما أعلنت وزارة الداخلية قرار توقيف حافلات نقل المسافرين بين المدن ابتداء من الساعة الأولى من صباح يوم الثلاثاء المقبل 24 مارس 2020 مشددا على ضرورة عدم بيع أي تذكرة للمسافرين بعد دخول هذا القرار حيز التنفيذ.
هذا القرار الاحترازي للنقل العمومي خلف حالة من الهلع بين المواطنين ، شهدت توافر العديد من المواطنين للمحطات الكبرى التي صدمت بارتفاع بأسعار تذاكر السفر في المحطات الطرقية الشيء الذي سبب حالة من الفوضى وتدافع للحصول على مقعد داخل الحافلة للوصول إلى العائلة والأسرة ، مفضلين مغادرة المدن الكبرى نحو بيوتهم الأصلية، الأمر الذي استغله أصحاب الحافلات لمضاعفة أسعار التذاكر، لجشع أرباب النقل العمومي في هذه الفترة العصيبة التي تمربها بلادنا .
واكتظت جنبات المحطات الطرقية بالراغبين في استغلال ما تبقى من مرحلة ما قبل قرار توقيف حافلات نقل المسافرين بين المدن للسفر، مؤكدين أن أغلب الوجهات شهدت مضاعفة التذاكر مرة أو مرتين، وخصوصا بالنسبة لوجهات الجنوب.
وفي هذا الصدد، حذر العديد من المواطنين من الاكتظاظ الذي تعرفه المحطات الطرقية، وهو الأمر الذي يمكن أن يهدد سلامة المغاربة، خصوصا في ظل الاحتياطات التي تطالب الوزارة بالتقيد بها، وضمنها عدم الاحتكاك والتقارب بين المواطنين.
وشهدت محطة مدينة الداخلة الواقعة بحي النهضة 1، منذ يوم السبت الماضي ، اكتظاظا كبيرا جسده تواجد المئات من المواطنين الباحثين عن تذاكر للسفر في اتجاه عائلاتهم قبيل دخول قرار حظر التنقل حيز التنفيذ.
فقد تجمهر المئات من المواطنين جلهم من مهنيي قطاع الصيد البحري المشتغلين بقرى الصيد نواحي مدينة الداخلة بحثا عن التذاكر في ظل حصر عدد المسافرين بالرحلة الواحدة في 27 شخصا تطبيقا لقرار وزارة الداخلية.
واستهجن المواطنون الراغبون في السفر  النقص الحاصل في أعداد الحافلات التي تم توفيرها مطالبين بالرفع من أعدادها لتجاوز حالة البولوكاج القائمة، داعين لوجوب التدخل العاجل للسلطات المحلية وتوفير حافلات كافية لاحتواء الوضع قبل خروجه عن السيطرة، وذلك بالنظر لالتزاماتهم مع ذويهم في مدن الشمال.
و أن معظم هؤلاء تمكنوا من الوصول إلى مدينة الداخلة مشيا على الأقدام بسبب النقص الحاصل في وسائل النقل خارج المدار الحضري، مؤكدا أن الوضع جد مقلق نتيجة للهاجس الذي ينتاب المواطنين والمخاوف من انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد في أوساطهم نتيجة للاكتظاظ وعدم احترام التدابير الوقائية، وتغاضي السلطات المحلية عن تدبير أزمة التنقل.
من جهتها بعد قرار الحد من الرحلات عبر الحافلات بين المدن وقرار إيقاف الرحلات عبر القطارات للحد من انتشار وباء كورونا، أعلن طرامواي الرباط سلا، أنه كيف وتيرة تنقلاته بناء على إعلان حالة الطوارئ الصحية وتقييد الحركة لمواجهة فيروس كورونا.
وأوضحت الشركة في بلاغ لها توصلت جريدة الاتحاد الاشتراكي بنسخة منه، أنها ستستمر في تأمين النقل، لكن بشكل محدود خلال هذه الفترة، بغية نقل الأشخاص المضطرين للتنقل.
وأضافت أنه سيتم ولوج العربات في حدود المقاعد المتوفرة، مع الحفاظ على مسافة متر واحد على الأقل بين مستعملي عربات الطرامواي.
وأشارت إلى أن خدمة الطرامواي ستنطلق من السادسة صباحا إلى الثامنة مساء طيلة أيام الأسبوع، مسجلة أن وتيرة المرور حددت في 30 دقيقة ابتداء من انطلاق الخدمة إلى حدود الساعة السابعة صباحا، وذلك من يوم الإثنين إلى الجمعة، لتنتقل إلى 10 دقائق ما بين السابعة والتاسعة صباحا.
وستبلغ وتيرة المرور 30 دقيقة ما بين الساعة التاسعة صباحا والثالثة بعد الزوال، و15 دقيقة ما بين الساعة الثالثة والسادسة مساء، فيما ستصل هذه الوتيرة إلى 30 دقيقة ابتداء من الساعة السادسة إلى غاية الساعة الثامنة مساء، على أن تبلغ يوم السبت 30 دقيقة طيلة اليوم وساعة واحدة طيلة يوم الأحد.
ودعت الشركة مستعملي الطرامواي إلى الالتزام بالحذر والامتثال لقواعد النظافة المعلن عنها من قبل وزارة الصحة والحد من التنقلات.


الكاتب : مصطفى الإدريسي

  

بتاريخ : 23/03/2020