حملات التلقيح ضد الجذري والطاعون للأغنام، والحمى القلاعية للأبقار ستتواصل إلى غاية متم شهر مارس  

اللحوم الحمراء والدواجن والحيوانات الأليفة في منأى عن خطر

الإصابة بفيروس كورونا المستجد ونقل عدواه

تسببت المرحلة العصيبة التي تمر منها بلادنا على المستوى الصحي، وإعمال فترة الطوارئ الصحية، ارتباطا بفيروس كورونا المستجد، في طرح العديد من علامات الاستفهام بسبب عدم فهم الكثيرين لطبيعة الفيروس وكيفية انتقاله، بالرغم من الحملات التحسيسية المتواصلة في هذا الصدد، وذهب البعض إلى أن «كوفيد 19» يمكنه الانتقال عبر اللحوم الحمراء أو الدواجن تحديدا، بل أن هناك من ربط الفيروس بأنفلونزا الطيور، هذا في الوقت الذي عبر البعض الآخر عن قلقه من إمكانية الإصابة بالعدوى عن طريق الحيوانات الأليفة.
أمام هذا الوضع ومن أجل تنوير الرأي العام، التقت «الاتحاد الاشتراكي» الدكتور بدر طنشري الوزاني، رئيس المجلس الوطني للهيئة الوطنية للأطباء البياطرة، وأجرت معه الحوار التالي الذي نقلت إليه من خلاله مختلف الأسئلة والهواجس المقلقة للمواطنين والمواطنات، وكيف يتم التعامل مع الفلاحين في العالم القروي في هذه الظرفية؟
p كيف يتعامل الأطباء البياطرة مع الوضع الصحي في بلادنا اليوم؟
n الأطباء البياطرة، ملتزمون بعملهم اليومي، مع اتخاذ كافة تدابير السلامة الصحية، كتقليص عدد العاملين بالعيادات البيطرية واستعمال مواد النظافة والتعقيم للحد من انتشار هذا الوباء.

p هل أثر الفيروس على عملهم وتدخلاتهم اليومية؟
n بالفعل لقد أثر الفيروس على عمل وتدخلات الأطباء البياطرة اليومية، إذ وأمام هذا المستجد الصحي طلبنا منهم أن يقوموا فقط بالعمليات المستعجلة وذلك للحد من تنقل الأشخاص.

p كيف تتم التدخلات الميدانية لمراقبة رؤوس الأغنام والبقر والدواجن وغيرها؟
n تتم التدخلات كالعادة، بعدما يتصل الكساب بالطبيب البيطري، ينتقل هذا الأخير إلى الضيعة لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وبالنسبة للحملات التلقيحية التي بدأت من 15 يناير 2020 وتمتد إلى 31 مارس2020 فهي لازالت مستمرة، ليومنا هذا، ضد الجذري والطاعون للأغنام، والحمى القلاعية للأبقار.

p هل يؤثر الفيروس في اللحوم الحمراء والدواجن؟
n أود أن أؤكد لجميع المواطنات والمواطنين أن هذا الفيروس ليس له أي تأثير لا على اللحوم الحمراء ولا على الدواجن، وأنصحهم باقتناء جميع ما يحتاجون إليه من لحوم حمراء وبيضاء، وفقا للحاجة اليومية، دون أن يكون لديهم أي تخوف في هذا الباب.

p هل تسبب الوباء في تراجع الذبائح أو أثر على تموين الأسواق باللحوم والحليب ومشتقاته؟
n لم يؤثر الفيروس على اللحوم الحمراء، والدواجن، بل كان قرار وزارة الداخلية بإغلاق الأسواق الأسبوعية، في إطار منع التجمعات، حماية وتحصينا للمواطنين والمواطنات، مع تأمين توفير هذه المنتجات بشكل مستمر، إذ يقوم الجزار باقتناء المواشي والأبقار من الضيعة مباشرة ويأخذها إلى المذابح، وبعد ذلك تذهب إلى محلات البيع.
وبالنسبة للدجاج والبيض فإن نفس المسطرة يتم اتباعها، أما فيما يخص الحليب فشركات تسويقه تمر يوميا لجمع هذه المادة ويتم وتصنيعه ثم توفيره في محلات البيع.

p هل يعلم الفلاحون ومربو الأغنام وغيرهم كيف يجب أن يتعاملوا مع الوضع؟
n أغلب الفلاحين يعرفون كيفية التعامل مع هذا الوضع بفضل الحملات التحسيسية التي وضعتها وزارة الصحة ووزارة الداخلية والحكومة، والبعض الآخر نقوم يوميا، كمسؤولين في العالم القروي ومتواجدين في جميع المدن القروية، بتوعية الناس عند الالتحاق بالعيادة، كعدم السلام، غسل اليدين، وضع معقم، الاتصال بالهاتف فقط وعدم الخروج من المنزل إلا عند الضرورة القصوى، كما أنه وعلى مستوى العيادات البيطرية تم منع الولوج من خلال وضع باب زجاجي، دون أن ننسى دور السلطات المحلية التي تقوم بواجبها على أكمل وجه.

p ما هي التدابير التي اتخذتها الهيئة من أجل التحسيس والوقاية لتفادي الفيروس في الضيعات الفلاحية، وما هي الإجراءات الاخرى المتخذة على مستوى العيادات البيطرية؟
n لقد قمنا بإرسال بلاغ لجميع الطبيبات والأطباء البياطرة، ندعوهم من خلاله بالالتزام التام بالشروط الوقائية والاستمرار في عملهم رغم هذا الخطر، فدورنا هو توفير الأمن الغذائي للمواطنات والمواطنين، والحفاظ على الثروة الحيوانية، لكن مع التزام تقليص عدد الأشخاص للولوج للعيادة البيطرية إلا في حالة المستعجلات أو لاقتناء بعض الأدوية والمستلزمات دون الولوج إليها.
كما طلبنا من الأطباء البياطرة استعمال المعقمات، وتقليل دخول الناس للعيادة، وإجراء حملات توعوية مع الفلاح، تقوم على تفسير خطر هذا الوباء والمراحل التي يمر منها، وكما تعلمون فإن الأطباء البياطرة مروا من عدة تجارب مع الأوبئة، وخير دليل سنة 2016 حين كان وباء الحمى القلاعية، الذي كان أيضا يجب الالتزام معه بشروط السلامة الصحية، ومُنعت فيه الأسواق الأسبوعية، وخلال تلك الفترة قام الأطباء البياطرة بالتوعية والتحسيس وتجندوا إلى جانب وزارة الفلاحة ووزارة الداخلية للقضاء على هذا المرض، ونفس الأمر اليوم مع وزارة الفلاحة ووزارة الداخلية ووزارة الصحة، لتفادي انتشار هذا الوباء في المملكة.

p هل تعتبر الحيوانات الأليفة ناقلة للعدوى، وبماذا توصون أصحابها؟
n إلى يومنا هذا لم تثبت أية دراسة أن الحيوانات الأليفة تتعادى بهذا المرض، وللتوضيح أكثر فان الحيوانات تصاب بكورونا فيروس، الذي لا علاقة له بـ “كوفيد 19” ، ولا تنتقل إلى الإنسان، كما أنصح أصحاب الحيوانات الأليفة بعدم إخراجها من المنزل إلا في حالة المرض، وعدم السماح لأي شخص بلمسها في هذه الظروف، لأنه يحتمل أن يكون مصابا، والنسبة للإكسسوار المستعمل كالسلاسل وغيرها فيجب غسلها عند الدخول من الشارع.

p كلمة أخيرة
n في الأخير، نرجو من المواطنات والمواطنين الالتزام بشروط السلامة الصحية لتفادي انتشار هذا الوباء، كما نود أن نشكر وزارة الداخلية ووزارة الصحة، والطبيبات والأطباء البياطرة، على المجهودات التي يقومون بها لمكافحة انتشار هذا الوباء، وحفظنا الله وإياكم، من شر هذا الوباء، وحفظ مولانا أمير المؤمنين محمد السادس نصره لله وأيده.


الكاتب : حاوره: وحيد مبارك

  

بتاريخ : 27/03/2020