تحليلة أجريت في مولاي يوسف زوال الأحد وإلى غاية صباح الثلاثاء لم يتم الكشف عن نتيجتها ترقب نتائج الاختبارات الفيرولوجية .. العطب النفسي للأشخاص المشكوك في إصابتهم بفيروس كورونا المستجد

في خضم مواجهة الجائحة الوبائية التي تمر منها بلادنا، أشرنا غير ما مرّة إلى ما يعيشه المريض وهو ينتظر في تطوان وطنجة أو في جنوب المملكة لساعات، يتجاوز سقفها اليوم الواحد، من أجل التوصل بنتيجة التحليل الفيرولوجي الذي خضع له، من أجل التأكد من إصابته بفيروس كورونا المستجد أو العكس. ترقب أضحى “مألوفا” وتمّ “التعايش” معه، خاصة من طرف المهنيين، وإن كان الجميع اليوم، يترقبون تعميم التحاليل المخبرية السريعة الخاصة بالكشف عن المرض على المستشفيات في كل مدينة، أو جهة على الأقل، وبالمستشفيات الجامعيةـ للتخفيف من الوقع النفسي خلال ساعات الانتظار على المهنيين الذين يتكفلون بالحالة المحتمل إصابتها أو على الشخص نفسه.
معاناة لم تعد مقتصرة على المناطق البعيدة، التي تقطع عيّناتها مئات الكيلومترات لتصل إلى معهد باستور بالدارالبيضاء، أو المعهد الوطني بالرباط، أو مختبر المستشفى العسكري، بل أصبحت الدارالبيضاء هي نفسها تعيش نفس الحالة، وينتظر المواطن الذي يتواجد على بعد مسافة معدودة الأصابع من معهد باستور لأكثر من 48 ساعة للتوصل بالنتيجة دون جدوى؟
زوال يوم الأحد الأخير، توجّه مواطن مغربي كان يتواجد في إحدى الدول الأوربية، التي أصبحت بؤرة من بؤر فيروس ” كوفيد 19 “، رفقة زوجته إلى مستشفى مولاي يوسف في الدارالبيضاء، بعدما ظهرت عليه مجموعة من الأعراض المرضية المشابهة لتلك التي تعتبر عنوانا على الإصابة بفيروس كورونا المستجد، مما دفعه بعد إلحاح كبير عليه لأن يقتنع ويتوجه صوب المستعجلات، وهناك وبعض الخضوع للشكليات الإدارية، وبعد تصنيف حالته ووضعه رفقة شريكة حياته بقاعة تعرف حضور أشخاص، هم أيضا مشكوك في إصابتهم بالفيروس، منذ حوالي الساعة الثالثة زوالا، ظل ينتظر إلى غاية الخامسة مساء للخضوع للتحليل هو وزوجته، وقد يكون مردّ التأخير، تعقد المسطرة الإدارية والضغط على المهنيين المتواجدين، وكثرة الحالات المشكوك فيها.
مبرّرات قد يقتنع بها الإنسان رأفة بالمهنيين في مثل هذه الظروف الحرجة، فيلتمس لهم الأعذار وهو يمنّي النفس بأن مسطرة التكفل التي تأخرت سيتم تدارك الخلل فيها وستصبح أكثر فعالية، لكن وخلافا لذلك، طُلب من الشخص المحتمل مرضه بالفيروس العودة رفقة زوجته أدراجهما إلى منزلهما، والانتظار إلى غاية التوصل بالنتيجة لإخباره بفحواها. طلب/خبر كان وقعه صادما وغير مقنع للمعني بالأمر، ولا لزوجته، ولا لأسرته التي توصلت بدورها بالخبر عن طريقه، فماذا لو كان مريضا، كيف يجب التعامل معه ومع زوجته، وماذا عن باقي أفراد العائلة والأصدقاء الذين التقوه قبل مدة وخالطوه في سياقات مختلفة، والأهمّ من كل هذا وذاك، ماذا لو تعقّد وضعه الصحي وهو ينتظر النتيجة؟
أسئلة ظلت بدون أجوبة، ووجد المعني بالأمر نفسه مضطرا لمغادرة المستشفى رفقة زوجته واتجها نحو منزلهما، واختليا هناك ببعضهما البعض، وهم يتابعان عقارب الساعة وهي تدور، ويترقبان اتصالا بين الفينة والأخرى، يخبرهما بفحوى ومضمون النتيجة، وكان كلما رنّ الهاتف إلا وأحسّا برجة في القلب اعتقادا منهما أن المتصل سيحمل معه خبرا إما سارا وإما لتأكيد الإصابة، لكنها كانت اتصالات لأشخاص آخرين.
قضى الزوج وزوجته ما تبقى من ساعات مساء الأحد، ونفس الأمر بالنسبة ليوم الاثنين، الذي عاشاه يترقّبان على أعصابهما دون نتيجة، واستمر نفس الوضع إلى غاية ظهر أمس الثلاثاء، دون أن يتصل بهما أيا كان، ودون أن يطمئنهما أي مختص أو مهني، ويبدد شكوكهما ومخاوفهما، أو يبرر لهما سبب التأخر، أو يدعمها نفسيا، أو يخبرهما بإصابتهما، بل بقيا على حالتهما خلال كل هذه المدة، في قلب الدارالبيضاء، يعيشان تلك الساعات على أعصابهما، وتحت ضغط نفسي رهيب، قد يكون له ما بعده، فإذا سلما من فيروس كورونا، فالأكيد أنهما لن يسلما من التعبات النفسية للوضعية التي عاشاها.

الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 31/03/2020

أخبار مرتبطة

    الكاتب الاول للحزب إدريس لشكر : الحكومة لها خلط مابين اهداف الحوار الاجتماعي والمقايضة بملفات اجتماعية مصيرية الكاتب

السفير الفلسطيني: ندعو إلى دعم السلطة الفلسطينية وإلى مزيد من التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يقاوم بصمود منقطع النظير نعيمة

إن ما تحفل به هذه القاعدة الحاشدة من حضور شبابي تتمتع ملامحه بالثقة والأمل في مستقبل زاهر للبلاد والعباد، وتفرز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *