كورونا اللعين يمتد إلى روح أول فنان مغربي مارسيل بوطبول

لم يستطع جسم الفنان المغربي المقيم بفرنسا مارسيل بوطبول، أن يقاوم فيروس كورونا اللعين، حيث فارق الحياة   صباح الأربعاء الماضي بأحد مستشفيات العاصمة الفرنسية باريس .
الفنان المغربي ذو الأصول اليهودية مارسيل بوطبول ازداد وسط عائلة فنية، أغنت الريبرتوار المغربي بمدينة فاس سنة 1945، وكما  تشهد بذلك سيرته الذاتية، فهو ليس إلا ابن جاكوب بوطبول وأخ الفنان حاييم بوطبول.
الفنان الراحل، الذي يعتبر أول فنان مغربي، يذهب ضحية الفيروس التاجي، كانت له تجربة سينمائية من خلال فيلم “أوركسترا منتصف الليل” لجيروم أوليفر كوهين والذي يحكي قصته.
وهو الفيلم، الذي سبق أن عرض بمدينة فيرفاكس بولاية فرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية.
النقاد رأوا أن هذا الفيلم السينمائي مشبع بالحنين إلى المغرب من خلال تجسيده لرغبة مطرب مغربي يهودي شهير، في العودة إلى البلد الذي احتضن مسقط رأسه، وقضى في ربوعه أجمل سنين الطفولة والشباب، واشتهر فيه قبل الهجرة.
وتسلط أحداث الفيلم على وصول الفنان اليهودي المغربي إلى مدينة الدار البيضاء، الذي يعرفها جيدا، وله فيها الكثير من الذكريات المرتبطة بمجده الفني، ويشرع في البحث عن الموسيقيين الذين طالما شاركوه إحياء السهرات في الماضي.
يسلم المطرب روحه إلى خالقها، دون أن يتمكن من تحقيق أمنيته في جمع أعضاء جوقه الموسيقي، لكن ابنه القادم هو الآخر من الخارج، إلى الدار البيضاء، يستكمل المهمة، تنفيذا لرغبة والده، وعملا بتوصيته بتشييع جثمانه رفقة أفراد المجموعة الغنائية القديمة.
ويبرز الفيلم العلاقة بين المسلمين واليهود، القائمة على التعايش والتسامح  في المغرب الذي تتعايش فيه كل الأديان، والذي يعتبر ملتقى لكل الحضارات عبر التاريخ.
وبالإضافة إلى ذلك، يستحضر الفيلم الذي تجري أحداثه بكل من باريس والدار البيضاء، أجواء التقاليد اليهودية المغربية، ويعكس تشبث  اليهود المغاربة بأرضهم، حتى ولو هاجروها إلى الخارج، كما يسلط الضوء على التراث  الموسيقي المغربي المطبوع بالتنوع والتعدد، من خلال مقاطع موسيقية وغنائية للفنانين المغربيين حايم ومار سيل بوطبول.


الكاتب : جلال كندالي 

  

بتاريخ : 05/04/2020