الفنانة زينب ياسر عن تتحدث «تأسيس» صندوق للتضامن بين الفنانين في زمن كورونا

نحن  لسنا هيأة ولا جمعية ولا نقابة.. وإنما «مجموعة» تساعد بعضها البعض

خلف وباء كورونا وتفشيه في العالم هلعا كبيرا، لكنه بالموازاة مع ذلك نتج عنه بروز تضامن أكبر ما بين الناس انعكس صداه على جميع الشبكات العنكبوتية وعلى وسائل الإعلام أيضا، كما حصد العديد من التجاوب نظرا لما له من انعكاسات إيجابية سواء مادية أو نفسية. لأنه أولا يعيل العاملين في العديد من القطاعات التي «مسها الضر»، وثانيا يرفع من معنويات العديد، سواء منهم المستفيدين المباشرين أو الأشخاص الذين استرجعوا ثقتهم في القيم وشعروا بدفء الحس الإنساني في قلوب بني جلدتهم.
من بين مظاهر التضامن التي بدأت منذ فترة، وتستمر إلى الأن، تلك التي أشرفت عليها الفنانة المغربية زينب ياسر، من خلال خلقها لصندوق للتضامن، يستهدف مساعدة قطاع أجهد عليه هذا الوباء ببلادنا وعلى بعض من أبنائه، ألا وهو القطاع الفني، بعد أن وجده معتلا منذ السابق حيث لم يكن مستعدا لمواجهة هذا الحجر الصحي الذي أجبر الكثير من المؤسسات على التوقف مما ترتب عنه عطالة تسربت لبيوت بعض من الفنانين والموسيقيين الذين كانوا يشتغلون بشكل موسمي وتحت ظل غياب للتغطية الصحية وغيرها ..المقننة، عادة في مختلف القطاعات.
عن فكرة التضامن هاته التي سبق وأشاد بها الفنان والموسيقار المغربي نعمان لحلو خلال إحدى حواراته مع جريدة «الإتحاد الإشتراكي»، وعن هذا االصندوق التضامني، كان هذا الحديث مع الفنانة زينب ياسر، حديث خفيف في مدته الزمنية، ضخم في معناه ووقعه.

بدأ يتسرب من خلال بعض مواقع التواصل الاجتماعي خبر أنشاء صندوق للتضامن بين صفوف الفنانين، فما مدى حقيقة هذا الأمر؟

هو غروب (أو مجموعة) أنشأته بمعية إخواني وأصدقائي الفنانين، جازاهم لله خيرا من أجل خلق صندوق مالي تضامني، يرمي إلى مساعدة فنانين لم يلق عليهم الضوء منذ مدة بسبب أنهم عاطلون عن العمل أو مقعدين أو مرضى… (وفي هذا الصدد أود ان أذكر حالتين بمدينة سلا، وأطلب الرحمة والمغفرة لفنانين وافتهما المنية خلال أسبوع واحد وبعد أيام معدودة من منحنا لهما هديتهما).
أعترف أنه في البدء استبعدت نجاح الفكرة وكونها ستلاقي استحسانا واسعا، لكن عندما طرقت أبواب هؤلاء الأصدقاء الفنانين، رفقة زوجي الفنان مصطفى الليموني، لاقيت ترحيبا واكتشفت،بالفعل، بأنهم متعطشون لمؤازرة إخوتهم.
وأحب ان أسطر على أن هذا التضامن غير تابع لأي نقابة أو جمعية بل هو فقط لغروب يشتمل على أصدقاء متضامنين مع إخوتهم الفنانين ويضم فنانين يدعمون أناسا آخرين من خلال إطارات أخرى غير هذا الذي أنشأناه وعلى سبيل المثال لا الحصر، معنا في «الغروب» فنانون يساهمون في دعم ومؤازرة رؤساء الأجواق بحيث أن هؤلاء الأخيرين سيستمرون في الحصول على أجورهم طيلة مدة الحجر الصحي وكأنهم لم يتوقفوا عن العمل.

وهل المنخرطون في هذا الصندوق هم فقط من الفنانين؟

يحتوي الغروب، على فنانين رواد وشباب ويساهم فيه عدا الفنانين، فاعلون جمعويون، انضموا إلينا بشكل شخصي وليس بصفتهم الجمعوية، كما يشمل رياضيين وإعلاميين ورجال أعمال، وإعلاميين، والهدف الذي يجمع هؤلاء هو حب التضامن ومن هنا فكرة الاسم الذي أطلقناه فكلنا أصدقاء يجمعنا هدف واحد وهو «حب التضامن مع الفنان»، لحد الساعة فاق عدد المنح 100 عائلة، خلال الدفعة الأولى، والدفعة الثانية نحن نهيئ لها. لله يكثر من المحسنين والمنخرطين وجازاهم لله خيرا

متى انطلقت المبادرة؟

بالضبط بعدما أطلق جلالة الملك صندوق التضامن بعد جائحة «كورونا»، وقرر أن يتضامن مع الشعب ومنح مساعدة من ماله الخاص وتبعه في ذلك مجموعة من الشخصيات الذين ساهموا كل حسب استطاعته، فكرت أنا الأخرى بمعية زوجي إنشاء مجموعة وقلت في نفسي لما لا نقوم نحن كذلك كأفراد بتوسيع فكرة التضامن هاته، فطرقنا باب فنانين آخرين الذين رحبوا هم كذلك بالفكرة وشجعوني عليها وهكذا تم الانطلاق، بطبيعة الحال كل يعطي حوالة حسب استطاعته، والتي بالمناسبة ، أصطلح عليها ب»هدية» لأنها في اعتقادي الشديد، ليست بصدقة، هي هدية من فنان لفنان ومن هذا المنطق تم تسمية هاته المجموعة أو الغروب: «غروب حب التضامن مع الفنانين المغاربة».
والحمد لله هكذا ابتدأ الأمر نحن سألناهم عن القليل ومنهم من أعطى الكثير، مبلغ مضاعف بخمس أو عشر مرات وتضامن معنا كذلك أناس من خارج الميدان الفني.
والعملية لا تقتصر على مدينة الدار البيضاء، بل تعم كل بقاع المغرب من طنجة للكويرة .استفاد من هاته الهدايا أسر تقطن في الشمال وفي الجنوب وشرقا وغربا، بمدن مختلفة ك:العيون وكلميمة وتطوان وطنجة ووجدة وسلا والقنيطرة والرباط وأكادير وتارودانت وإنزكان وتزنيت وشفشاون وفاس ومكناس.. والعملية والحمد لله شاملة واللهم اجعلنا أكثر قوة لفعل الخير وأن يكثر من أمثال هؤلاء الفنانين وغيرهم الذين تضامنوا وانخرطوا في هاته المبادرة . ومن كان من المحسنين وأراد أن يتعاون معنا فيجزيه لله خيرا، نحن نود أن نسمع صوتنا

وما هي الرسالة التي تود الفنانة زينب ياسر تمريرها لإسماع صوت الفنانين، من خلال منبرنا، وأنتم لازلتم مقبلين على عمليات أخرى؟

أود أن أؤكد أنها هدية من فنان لفنان، لسنا بهيأة ولا جمعية ولا نقابة، ولا ننفي للهيأة الحكومية مجهوداتها،فالمسؤولون «تبارك لله» يقومون بعملهم، بل هو فقط أننا ارتأينا بدورنا كفنانين القيام ببادرة تضامنية وأملى أن يجعلها لله بادرة خير ويسمع صوتنا وتسمع وزارة الثقافة بها وأن يعم الخير على الجميع، لأن هناك من الفنانين من يعانون في صمت ومنهم من ليس له الجرأة على البوح بأنه في عوز، عكس البعض الذين يخرجون لتصوير لايفات وفيديوهات وينشرونها على مواقع التواصل، فهؤلاء على الأقل كانت لهم الشجاعة للقيام بذلك. وأؤكد بأنني وقفت شخصيا على حالات من الأسر في هذا القطاع التي لا تجد ما تقتات به.. وأحمد لله وأشكره أننا استطعنا أن نصل إليهم.

 

 


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 18/04/2020