المهاجرون بالتقاطعات الطرقية للجديدة وسؤال «الحجر الصحي»؟

 

لم تمنع حالة الطوارئ الصحية من استمرار العشرات من أبناء بلدان افريقية – جنوب الصحراء، في تأثيث تقاطعات الطرق بمختلف شرايين مدينة الجديدة، متخذين من هذه التقاطعات «محطات» من أجل ممارستهم لعملية التسول واستعطاف سائقي العربات متى أجبرتهم أضواء المرور على التوقف.
يتواجدون فرادى أو جماعات على مسار مجموعة من شوارع المدينة، مثل شارع الزرقطوني في امتداده نحو مخرج المدينة صوب الجرف الأصفر، وشارع ابن باديس وشارع جبران خليل جبران وشارع محطة القطار، بالإضافة إلى مواقع أخرى كوقوفهم أمام المتاجر الكبرى والمخابز والأسواق مثل سوق للا زهرة والسعادة، مع ما يشكله تواجدهم من ممارسة التسول الممنوع قانونا وخرق لقوانين الحجر الصحي وعدم الامتثال للتوجيهات الرسمية الداعية إلى التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات الواقية. كما يشكل تواجدهم بمثل هذه الكثافة تحديا إضافيا للسلطات الإقليمية والمحلية حول نقطة انطلاقهم في اتجاه مدينة الجديدة واستقرارهم بها وانتشارهم في مختلف أرجائها، لاسيما في ظل هذه الظرفية الحرجة التي أملتها جائحة وباء كورونا المسبب لكوفيد 19، وحول مسألة إيوائهم إسوة بالمشردين الذين عملت على جمعهم في ظرف يومين وتوفير مجموعة من مقرات الإيواء لهم مثل قاعة نجيب النعامي للرياضات والمقر القديم لمستشفى محمد الخامس بوسط مدينة الجديدة …
إنه إكراه آخر أمام السلطات المعنية، يستدعي إيجاد حلول عاجلة، علما بأنه من الممكن العمل على تخصيص جناح خاص بالمقر القديم لمستشفى محمد الخامس لهؤلاء المهاجرين، حماية لهم من تداعيات الوباء ولكل المتقاربين معهم وتجنيبهم الإصابة بالعدوى أو نشرها فيما بينهم وعلى مستوى غيرهم من المواطنين المغاربة، وتفاديا للخطر الذي قد يتسببون في نشره أو يصيبهم بأي أذى؟


الكاتب : عبد الكريم جبراوي

  

بتاريخ : 21/04/2020