أربعة أسئلة للخبير المغربي ‬أنس باري، ‬مصمم أداة ذكاء اصطناعي ‬لمكافحة وباء كورونا

 

‬تمكن المغربي ‬أنس باري، ‬أستاذ علوم الكمبيوتر والتحليلات التنبؤية – ‬شكل من أشكال الذكاء الاصطناعي – ‬في ‬معهد جامعة نيويورك، ‬الذي ‬يحتل المرتبة الأولى عالميا في ‬مجال البحث الرياضي ‬التطبيقي، ‬من تصميم أداة ذكاء اصطناعي ‬لمكافحة تطور فيروس كورونا وتحديد الإجراءات التي ‬يجب اتخاذها للحد من تأثيره.‬
وستساعد هذه الأداة في ‬الإبلاغ ‬عن مدى جدية الحالة السريرية للمصابين بالوباء، ‬وستساعد الأطباء على تحديد أي ‬من المرضى ‬يحتاجون بالفعل إلى أسرة طبية وأيهم ‬يمكنهم العودة إلى منازلهم، ‬بالنظر إلى محدودية الطاقة الاستيعابية للمستشفيات.‬ في ‬ما ‬يلي ‬أربعة أسئلة للخبير المغربي ‬حول هذا الإنجاز.‬
p بداية، ‬كيف جاءت فكرة تصميم أداة الذكاء الاصطناعي ‬هاته؟ وكيف تشتغل؟
n عندما ظهر وباء كورونا المستجد في ‬الصين، ‬توقعت أن ‬يتطور إلى جائحة تنعكس على الاقتصاد العالمي ‬وتسبب العديد من الوفيات في ‬العالم، ‬لسبب بسيط هو أننا نعيش في ‬عالم مترابط.‬
وعند بداية شهر ‬يناير الماضي، ‬قدت فريقا ‬يضم أطباء وعلماء كمبيوتر، ‬وأقمنا شراكة مع مستشفيين صينيين للعمل على التنبؤات المتعلقة بفيروس كورونا. ‬الهدف كان هو تصميم ونشر أدوات دعم القرار باستخدام قدرات الذكاء الاصطناعي، ‬وتحليلات تنبؤية بشكل رئيسي، ‬لتوقع النتائج المستقبلية لدى المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد. ‬يتعلق الأمر بمجموعة من الخوارزميات التي ‬تستخدم بيانات تجارب سابقة من أجل وضع تنبؤات.‬
نأمل أن تكون أداة الذكاء الاصطناعي ‬هاته، ‬عندما تكون عملية بشكل كامل، ‬مفيدة للأطباء في ‬توقع النتائج على المرضى في ‬مرحلة مبكرة وتقييم خطورة الحالات. ‬إن الغاية تتمثل في ‬مساعدة الطبيب على اتخاذ قرارات حول كيفية تخصيص الموارد داخل المستشفيات بناء على المعطيات العلمية.‬
p برأيك، ‬أين تكمن فعالية وقوة هذه الأداة؟ وما الفرق الذي ‬يمكن أن تحدثه في ‬الظروف الحالية؟
n إن ما نقوم بتصميمه في ‬مجال الرعاية الصحية هو تقنية التحليلات التنبؤية التي ‬تستخدم حالات المرضى الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس للتنبؤ بالسلوك المستقبلي ‬بالنسبة للحالات الجديدة. ‬وسيكون لدى الأطباء، ‬بناء على هذه التوقعات، ‬رؤية أوضح حول ما ‬يمكن أن ‬يحدث لهؤلاء المرضى مستقبلا، ‬وبالتالي ‬اتخاذ قرار آني.‬
نظريتي ‬العامة حول الذكاء الاصطناعي ‬هي ‬أنه امتداد للذكاء البشري ‬وليس بديلا عن الإنسان. ‬لقد وصلنا إلى نقطة في ‬العلم ‬يمكن معها القول إن طريقة تفكير الكمبيوتر تختلف بشكل جوهري ‬عن طريقة تفكير الإنسان. ‬ولهذا فإن التحكم البشري ‬والابتكار البشري ‬ضروريان أكثر من أي ‬وقت مضى لتحقيق الذكاء الاصطناعي.‬
سيتيح نظام الذكاء الاصطناعي ‬توصيات وسيتعين على الإنسان اتخاذ القرار النهائي ‬باتباع الذكاء الاصطناعي ‬أو أن “‬تقويم الذكاء الاصطناعي ‬بحيث ‬يصبح أكثر ذكاء”. ‬ولذلك، ‬يعد نظام الذكاء الاصطناعي ‬عملية تعلم مستمرة في ‬عالم سريع التغير، ‬ومن الضروري ‬تغيير استراتيجية الاستثمار في ‬الذكاء الاصطناعي ‬والتعليم التكنولوجي. ‬في ‬مجال الرعاية الصحية. ‬الهدف هو مد الأطباء بأدوات دعم عند اتخاذ القرار تستثمر قدرات الذكاء الاصطناعي، ‬لمساعدتهم على اتخاذ القرارات الصائبة.‬
تعرف التكنولوجيا التي ‬نستخدمها باسم “‬التحليلات التنبؤية” ‬وهي ‬شكل من أشكال الذكاء الاصطناعي. ‬هي ‬تكنولوجيا تستفيد من التجارب السابقة. ‬إنها مجموعة من الخوارزميات التي ‬تستخدم بيانات تجارب سابقة من أجل وضع تنبؤات. ‬ما نقوم بتصميمه في ‬مجال الرعاية الصحية هو تقنية التحليلات التنبؤية التي ‬توظف البيانات المتعلقة بالمرضى الذين ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا للتنبؤ بالسلوك المستقبلي ‬في ‬الحالات الجديدة. ‬لذلك سيكون لدى الأطباء رؤية مستقبلية بشأن ما ‬يمكن أن ‬يحدث لهؤلاء المرضى، ‬وبناء على هذه التوقعات، ‬سيتخذ الأطباء قرارا في ‬الوقت الحاضر (‬تخصيص الموارد، ‬تحديد الحالات التي ‬تتطلب رعاية فورية، ‬تطورات سريرية أخرى …)‬

 

p هل بدأتم العمل بناء على البيانات التي ‬تقدمها مستشفيات نيويورك؟
n نظرا لأن مدينة نيويورك تعد حاليا بؤرة لتفشي ‬وباء كورونا في ‬الولايات المتحدة، ‬يركز فريقي ‬البحثي ‬على العمل والتعاون مع المستشفيات الكبرى في ‬المدينة. ‬لا ‬يزال هناك عمل وأبحاث ‬يتعين القيام بها على مستوى نشر الأداة وإقرارها وتطويرها.‬

 

p ما الذي ‬يعنيه لك الاشتغال على هذه الأداة التي ‬يمكن أن تحدث فرقا في ‬مكافحة جائحة كورونا؟
n أنا فخور بكوني ‬مغربيا ‬يرأس فريقا متعدد التخصصات في ‬جامعة نيويورك ‬يضم باحثين من جنسيات مختلفة وخبرات متنوعة في ‬الطب والذكاء الاصطناعي ‬وعلوم الكمبيوتر. ‬هدفنا الحقيقي ‬هو إنقاذ الأرواح من خلال مساعدة الأطباء على اتخاذ المزيد من القرارات المستندة إلى البيانات من خلال الذكاء الاصطناعي


الكاتب : و.م.ع

  

بتاريخ : 21/04/2020