من يخبر الرئيس «تبون» بأن كورونا وصل الجزائر؟ 2/1

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr

في كل القصاصات وفي كل العالم، هناك معضلة اسمها فيروس كورونا.

في كل العالم لا يهتم العالم إلا بكيفية إنقاذ العالم من الجائحة.
في الجزائر، الأمر مختلف تماما.
نعرف أن النظام فيها قد وضع نفسه في الحجر عشرين عاما. كان ذلك أيام عبد العزيز بوتفليقة 20
ولكن يبدو أنه مددها مع ظروف الجائحة والرئيس تبون لا علم له، في ما يبدو، بأن هناك شيئا ما يشغل العالم، ويشغل الجزائريين أيضا، فاستمر في تمديد الحجر السياسي المفروض على البلاد تحت اسم «تبون 91»
ومن يريد أن يتأكد بالفعل من ذلك، ليطلع على وكالة الأنباء الجزائرية..
كل قصاصاتها العاجلة والمطولة والحصرية والسبقية في ميدان الوكالات تهم“ المغرب.
في الجزائر، لا خبر عن الموتى ولا عن طوابير البحث عن رغيف وأكياس البطاطا… لا شيء، والفيديوهات المباشرة إلى الرئيس ولا عن الندرة الرهيبة في مواد التغذية والتعقيم والكمامات والأدوية…
لا شيء سوى أخبار المغرب Œالطيبة جدا˜، مما تجيد الوكالة ونظامها وطباخوه المهرة إعداده..
في يوم واحد فقط، تجد كل ما تريده عن المغرب، مصدره بلاد ووكالة، فيها رئيس لا يحير جواب عن سؤال يطالب بمستشفى كبير في البلاد سوى أن يقول «لا جواب».
هذا الرئيس وبلاده النظامية ووكالته تجد كل الأجوبة عن المغرب.
حَوَلٌ جغرافي وسياسي يصعب مداواته، بالكلوروكين أو بالنيكوتين..
لنبدأ من آخر ما باضت به الوكالة بحق المغرب في الأربع والعشرين ساعة الأخيرة.
تحت عنوان عملية التسوية الأممية في شلل تام بسبب العراقيل التي وضعها المغرب بدعم من حلفائه، نقلت الوكالة التي يدعي نظامها الحياد، وجهة نظر دميته محمد عمار، في نيويورك التي تلقوا فيها صفعة في منتصف أبريل الحالي عندما لم يلتفت إليهم العالم ولا لزعيق محركهم.
غير التاريخ الموضوع في القصاصة، ليس هناك جديد آخر يمكن ان يجتهدوا فيه، في هذا البيات الاستراتيجي الذي اختاره النظام بالرغم من شعبه، هكذا تعود الوكالة إلى أغنيتها الرتيبة. تصفية الاستعمار، المغرب العدو وشلل الأمم المتحدة والعراقيل..
لا جديد، تحركوا، النظام يبيت على هلوساته القديمة، ويكرر كوابيسه على مرأى من جزائريين يشغلهم الوباء الذي لا كلام فيه…
عنوان ثان، هو أيضا من الأخبار التي تكشف الحَوَل الجزائري النظامي. اهتمام مبالغ فيه بحقوق الإنسان للمغاربة، حتى أن الوكالة استفاضت بقوة وبالفعل في المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي…
وهو اهتمام غريب بعض الشيء، من بلاد نصف النظام فيها أكل النصف الآخر والاعتقالات بالآلاف، والمحاكمات السياسية لا يمكن حدها.
نظام يبحث في تفاصيل الحياة الوطنية المغربية ليجد صدى في الخصوصية المغربية زاوية له، وكأن المغرب بلا مستقبل والجزائر في تيهها السياسي، لا انشغال لها سوى بالهجمات الكبيرة على حقوق الإنسان…­
الوكالة، في هذا الباب الثابت لديها، تحدثت عن الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، وعن مناشدتها ملك المغرب بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي والحركات الاجتماعية، بما في ذلك حراك الريف والصحفيين المعتقلين وكل المدافعين عن حقوق الإنسان والمدونين في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد…
يا سلام، لم يبق خارج السور والزنازن، سوى كاتب هذه السطور، والشرطي الذي يجوب الشارع حفاظا عن قرار الحجر الصحي…
ويضاف إلى ذلك، كثير من المستملحات التي، يا المفارقة، قد تجدها في أدبيات حقوقية، ولكن من الغرابة بمكان أن يكون النظام الجزائري هو من يرعاها بالصوت والصدى…
وفي الوكالة تجد بالتدقيق عدد الإصابات بالفيروس في المغرب، كما يصرح بها المنبر الصحي المرخص له في بلادنا، لكن لا تجد نفس الدقة في نقل مرضى الجزائر وظروف الحيف الرهيب التي يعيشون فيها، والتي تنقلها فيديوهات وصور ومشاهد ما كان أحد ليرضاها لشعب أبي ولبلاد المليون شهيد“..
بالدقيقة تقريبا، والفاصلة والتفصيل الممل، تعطينا الوكالة حالة الجائحة في المغرب، وربما لم يعد ينقصها سوى عدد الصفارات في البلاد التي يستعملها البوليس والإسعاف.
ولا شيء يذكر عن الجزائر ومرضاها طبعا..
لا بأس من منا تعذر عليه معرفة أرقام المرضى لسبب أو لآخر سيضغط على زر الوكالة، أما أخبار الأشقاء فلربما يحسن بنا أن نبحث عنها، عن بعد، في كتابات المنشقين عن النظام.
أو عندما يأكل نصف النظام الذي لم نعرفه بعد النصف الحالي“.
الوكالة ونظامها، في الوقت حينه، اهتما بجدية منقطعة النظير بمقال لوموند ديبلوماتيك، الذي كتب بمداد العداء أكثر منه بعمق البحث عن حقيقة ما يجري في مغرب نحن أدرى به.
فسارعت الوكالة وسابقت نفسها في ترجمة مقال المجلة الفرنسية لكي تبرز فشل نموذج التنمية المغربي˜ اييه. هذا هو الاكتشاف المزدوج، في عقدة مشتركة بين الحالمين بفرنسا القديمة والحالمين بالعداء الدائم للمغرب الشقيق.

الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 21/04/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *