الحالة الوبائية بإقليم الجديدة من 27 مارس إلى 27 أبريل

مؤشرات مطمئنة واستنفار متواصل للحفاظ
على نفس وتيرة اليقظة

 

استطاع إقليم الجديدة أن يحافظ على خلوه من فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد 19 لمدة 25 يوما كفارق ما بين تسجيل أول حالة إصابة بالفيروس في المغرب يوم 2 مارس 2020 ، بالرغم من تواجد الإقليم في جهة الدار البيضاء – سطات ، التي اعتلت، منذ الأيام الأولى لظهور الوباء بالبلاد، سلم ترتيب الإصابات .

أرقام ومعطيات

لم تظهر أولى الحالات إلا يوم 27 مارس 2020 بعدما توفيت بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة سيدة في عقدها الثامن تنحدر من جماعة ترابية محاذية لمدينة آزمور كانت تعاني من مرض مزمن ، ثم تلتها الحالة الثانية لرجل من أحد أحياء مدينة الجديدة يبلغ من العمر 63 سنة كان قد حل بالمغرب رفقة زوجته  يوم 13 مارس ، في طائرة قادمة من تركيا بعد تأديته لمناسك العمرة ، بعدما أكدت التحاليل المخبرية إيجابية النتائج يوم الإثنين 30 مارس ، وهي الحالة التي توفيت كذلك نتيجة الوباء ، فيما تم استبعاد زوجته بعدما تبين أن النتائج كانت سلبية .
وظلت الحالة مستقرة في حالتين مؤكدتين توفيتا معا ، ولم تظهر أية حالات مؤكدة أخرى طيلة عشرة أيام متتالية بموازاة حملة الجهات المعنية لحصر المخالطين وتتبع حالاتهم ، إلى غاية يوم الجمعة 10 أبريل ، حيث تم إدخال أحد الموظفين بإدارة الموانئ بميناء الجديدة يبلغ من العمر 58 سنة لغرفة العزل الصحي بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة ، بعدما أحس بأعراض المرض وأكدت التحاليل المخبرية إصابته بالعدوى ليكون ثالث حالة تسجل على صعيد الإقليم ، غير أن هاته الحالة ارتفع معها عدد الإصابات من حالتين إلى إحدى عشرة حالة بعدما تبين من خلال حصر المخالطين وإنجاز التحاليل المخبرية لهم، وجود ثمانية آخرين من المصابين، ويتعلق الأمر بأربعة موظفين آخرين بذات الميناء وثلاثة أطفال وزوجة أحد الموظفين المصابين .
وحمل يوم 25 أبريل خبرا سارا بشفاء أربعة مصابين دفعة واحدة ومغادرتهم للمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة وسط احتفاء بالحدث، صوب أحد فنادق المدينة لقضاء فترة النقاهة ، وهو الحدث الذي بعث الاطمئنان في نفوس ساكنة الإقليم بشأن قدرات الكفاءات المهنية للطاقم الطبي المدني والعسكري بذات المستشفى على ما بذلوه ويبذلونه من جهود تترجم المهنية العالية لجنود الصفوف الأمامية ، إذ كانت لحظة مغادرة المتعافين الأربعة للمستشفى لحظة جد مؤثرة ، ويتعلق الأمر بموظفين بإدارة ميناء الجديدة وأبنائهم (ابنة أحد الموظفين عمرها سنتان، وكذلك ابنة موظف آخر تبلغ من العمر 16 سنة ) عبروا من خلالها عن شكرهم لحسن الرعاية الطبية وما تم توفيره لهم خلال مدة علاجهم بالمستشفى من أدوية ومستلزمات الحياة اليومية ، بينما انحصر العدد في أربع حالات تتلقى العلاج بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس، إضافة إلى الموظف الذي تم نقله للدار البيضاء حيث يتلقى هو الآخر العلاج هناك.
وتشاء الأقدار أن تضاف إلى الحالات المؤكدة حالتان جديدتان هما لزوج المرأة المسنة المتوفاة وابنتها بعدما جاءت تحاليلهما المخبرية إيجابية يوم الأحد 26 أبريل ، الأمر الذي رفع مجموع الحالات المؤكدة بالإقليم منذ ظهور الوباء إلى 13 حالة توفيت اثنتان وشفي أربعة أشخاص ، في حين بلغ عدد المستبعدين الذين كانت تحاليلهم المخبرية سلبية 189 حالة ( حسب جدول الحالة الوبائية لحالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد لمندوبية الصحة بالجديدة المعلن يوم 27 أبريل 2020 ) .

حالة استنفار دائم

خلال كل هذه الفترة كانت السلطات الإقليمية والمحلية، بكل تلويناتها وأشكالها ، وبكل طواقمها وعناصرها، في حالة استنفار دائم لتطبيق الحظر الطبي وحالة الطوارئ الصحية وتنفيذ كل التوجيهات الرسمية بخصوصها ، سواء على مستوى تقييد الحركة والتنقل والخروج من البيت المقيد للضرورة والتوعية والتحسيس بحتمية التباعد الاجتماعي عند التبضع، أو عند قضاء الأغراض الإدارية ، وعلى مستوى التعقيم والتنظيف التي لم تفتر عملياتها بمختلف الشوارع والأزقة والمرافق العامة والعمومية، سواء في المدن الثلاث للإقليم ( الجديدة ، آزمور ، البئر الجديد ) أو في الجماعات القروية الأربع والعشرين ومراكزها ، والإسهام الفعال في تحديد المخالطين للمصابين المؤكدة إصابتهم مع الحرص على التقيد التام بتنفيذ الحجر الصحي المنزلي للمخالطين مثل مخالطي المرأة المنحدرة من جماعة سيدي علي بن حمدوش ، ومخالطي الرجل الذي كان يقيم بحي سيدي موسى بالجديدة ، ومخالطي موظفي إدارة ميناء الجديدة ، ومخالطي امرأة بجماعة اثنين هشتوكة، وسرعة ونجاعة التدخل كلما توفرت معلومات تفيد الاشتباه في حالة ما ، وتوفير التموين الغذائي بالأسواق والخدمات الإدارية ، وتدبير الإعانات المالية والعينية للفئات الهشة والمعوزة ، وتوفير الكمامات بالعدد الكافي وإلزام المسموح لهم بالخروج بارتدائها ، واحتواء المشردين بتوفير المأوى حماية لهم من هذا الوباء وتأمينا لحياتهم .
كما أن أطر التربية والتكوين ، سواء على المستوى الجامعي أو على مستوى التكوين المهني أو على مستوى الأسلاك الثلاثة: ابتدائي وإعدادي وتأهيلي، تقوم بجهود مكثفة لتنزيل برامج التعليم عن بعد ومواكبة الفئات المستهدفة لضمان استفادتها من ذات البرنامج، تحقيقا لمبدأ تكافؤ الفرص بين تلامذة الوسطين الحضري والقروي …
هي ، إذن، معطيات تبعث على التفاؤل ، وتدفع إلى الإشادة بمجهودات الجميع، للانخراط الواسع في تطبيق الطوارئ الصحية والقوانين ذات الصلة ، وللتضحيات المتواصلة من أجل التمكن من سرعة التدخل وفعاليته ونجاعته، مع الأمل في الاستمرار بنفس الوتيرة والحماس خلال الجزء الثاني من فترة حالة الطوارئ الممتدة إلى غاية 20 ماي 2020 …


الكاتب : عبد الكريم جبراوي

  

بتاريخ : 04/05/2020