توالي تسجيل الإصابات يمهد لمرحلة ثالثة من الحجر الصحي

تأجيل الامتحانات وعرض السيناريوهات من أجل طمأنة التلاميذ والطلبة والآباء والأمهات

سلطات ميدلت تحتفي بأطفال تعافوا من الفيروس ويخضعون للمراقبة الطبية في أحد فنادق المنطقة

 

يتواصل تسجيل المزيد من الإصابات المؤكدة يوما عن يوم، سواء في صفوف المخالطين أو تعلّق الأمر بمرضى جدد، وتُكتشف في كل يوم جديد بؤرة من البؤر، بسبب أخطاء بشرية، ترفع من العمر الزمني للجائحة الوبائية لفيروس كورونا المستجد، وهو ما يفرض تمديد الحجر الصحي والإعلان عن مرحلة ثالثة، تمتد على الأقل لمدة 3 أسابيع كحدّ أدنى، من أجل تطويق هذه البؤر الجديدة وتحديد المخالطين الجدد، وتحقيق المؤشرات الثلاث التي صرّح وزير الصحة بأنه لابد من توفرها من أجل أي رفع تدريجي للحجر الصحي، تفاديا لموجة ثانية أشدّ شراسة وضراوة، قد تأتي والإنهاك نال نصيبه من أجساد مهنيي الصحة بسبب الجهد الذي تم بذله من 20 مارس إلى اليوم.
التمديد الذي يطرح نفسه بإلحاح يقابله تأجيل ضروري للامتحانات، وعرض السيناريوهات المحتملة للنقاش، حتى دون الإعلان عن تواريخ محددة، لكي تتم طمأنة التلاميذ والطلبة والآباء والأمهات، نظرا لأن عملية التحصيل الدراسي عن بعد، التي اعترتها عدة عراقيل ومعيقات، لم تتم بالكيفية المطلوبة، وهو ما يتطلب مهلة زمنية ما بعد رفع الحجر الصحي، من أجل محاولة تجاوز التبعات النفسية التي أرخت بظلالها ووقعها على الجميع، ومن أجل منح فرصة لمحاولة تدارك الزمن الضائع ومراجعة الدروس، حتى يتسنى آنذاك الذهاب للامتحانات.
تحرك سريع مطلوب ومرغوب، يجب أن يكون مصحوبا بالإعلان كذلك عن سيناريوهات مباريات ولوج عدد من المعاهد والكليات، على غرار الخطوة التي تم القيام بها بخصوص ولوج 4 مؤسسات عليا، باعتماد تقديم كشوفات النقاط والوثائق عبر الأنترنيت، من أجل عملية الانتقاء، حتى تكون الصورة واضحة عن الموسم الدراسي العالي في الغد، كما هو الشأن بالنسبة لكليات الطب والصيدلة وغيرها.
فيروس كورونا المستجد، يواصل زحفه وحضوره في بلادنا، إذ تم تسجيل 153 حالة إصابة جديدة ما بين الرابعة من مساء السبت ونفس التوقيت من مساء الأحد، إلى جانب حالتي وفاة، ثم عاد العدد للارتفاع بتسجيل 163 حالة إصابة أخرى بالمرض إلى غاية العاشرة من صباح الاثنين، رفعت العدد الإجمالي للمصابين منذ ظهور الجائحة الوبائية إلى 6226، ضمنهم 3279 يتابعون العلاج ويوجدون تحت المراقبة الطبية، وذلك بنسبة 52.67 في المئة، في حين وصل عدد الوفيات إلى 188 حالة بنسبة 3.02 في المئة، أما المتعافين فقد بلغ عددهم 2759 أي بنسبة 44.31 في المئة، بعد تسجل شفاء 205 حالات صباح الإثنين.
من جهته، استقبل مستشفى بوسكورة الذي افتتح مؤخرا 14 مريضا مصابا بفيروس كورونا المستجد، أغلبهم من عمالة ومخالطي مصنع الأحذية بالبرنوصي، الذي انضاف إلى سلسلة البؤر التي قضت مضجع العاصمة الاقتصادية وبائيا، ضمنهم 4 أشخاص ما فوق 60 سنة، وأصغر المصابين طفلة لا يتجاوز عمرها 3 سنوات. ويشرف على تتبع الوضع الصحي داخل هذه المؤسسة الصحية الجديدة التي عززت البنيات الاستشفائية بجهة الدارالبيضاء سطات، 24 طبيبا ضمنهم 12 اختصاصيا إلى جانب  54 ممرضا وتقنيا للصحة.


الأجواء المرتبطة بفيروس كورونا المستجد والتي تثير قلق الكثيرين، لا تخلو بين الفينة والأخرى من مشاهد ولحظات إنسانية متميزة، كما وقع بميدلت، حين احتفت سلطات الإقليم بعيد ميلاد طفل من دوار تكندوزت بجماعة اموكر الذي بلغ سنته الثامنة، وهو ما تزامن مع فترة نقاهته التي يقضيها بأحد فنادق المدينة تحت إشراف فريق طبي متعدد الاختصاصات من المستشفى الإقليمي بميدلت، بعد تعافيه من الإصابة بفيروس «كوفيد 19»، في خطوة خلّفت أثرا إيجابيا في نفوس أربعة أطفال متعافين ينحدرون من منطقة الريش، الذين شاركوا صديقهم الاحتفال، هم وبعض أفراد أسرهم المنحدرين من منطقة الريش وتكندوزت الذين تعافوا كذلك من الفيروس، مما ساهم في تجاوز التبعات النفسية التي قد يكون الوضع تسبب فيها، بسبب الإصابة بالداء، وإضفاء طقوس من البهجة والسرور، التي ساهم الجميع في تحقيقها.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 12/05/2020