خواكين جوزمان ال باتشو امبراطور مخدرات استثنائي 4- حكاية الخمسة أطنان من الكوكايين واعتقال آل باتشو في غواتيمالا

يعد خواكين جوزمان ، بلا منازع أخطر رجل في العالم حاليًا، ورغم قصر قامته وضعف هيئته، فهو الرجل الذي تقف جميع الأجهزة الأمنية والمخابراتية في معظم الدول الكبرى بالعالم عاجزة أمامه، حتى أنه في كل مرة يتم اعتقاله، يتمكن بسهولة من الهرب من داخل أكثر السجون حراسة، حكايته تشبه كثيرًا الأفلام البوليسية، لدرجة أن قصة حياته ومغامراته مع الأجهزة الأمنية سيتم قريبا تحويلها لفيلم سينمائي.
الاتحاد الاشتراكي تنشر جزء من سيرة هذا الرجل الذي انطلق كبائع للفاكهة في قريته قبل أن ينتقل إلى العمل في مزارع الماريخوانا وكافة الزراعات التي تصنع منها أنواع متعددة من المخدرات ليتربع لأكثر من عشرين سنة على عرش امبراطورية المخدرات على الصعيد العالمي

 

وصول خواكين إلى غواتيمالا لم يكن بمحض الصدفة أو الاستجمام والتخفي بل تم التخطيط له أول بأول ذلك أن خواكين كان قد خبأ شحنة من الكوكايين تصل إلى خمسة أطنان في مخازنه في سلفادور وكان يخطط لنقلها الى غواتيمالا بعد ان التقى بزعيم كارتيلها وبعد أن تم تحديد موعد معه التقى خواكين وايريرياس حيث كان الأول يطمح إلى الزعامة بهذا البلد أيضا في انتظار عودته إلى المكسيك، إلا أن ايريرياس كان واضحا في محادثه مع خواكين مؤكدا له أن الحبل قريب من عنقه ولم تعد تفصله والاعتقال إلا لحظات معدودة مختتما حديثه معه بانه لم يعد لديه ما يخسره إلا أن حنكة خواكين وقدرته على إقناع مخاطبه كيف ماكان قادت إيريرياس إلى الانبطاح أمامه عندنا أخبره انه سيمنحه 40 في المائة من الشحنة أي مايناهز 4 مليون دولار.
حيث انطلق خواكين في تحضير اليد العاملة التي ستقوم بعملية تخزين الكوكايين في شحنة طماطم مهيأ طاقم الحراسة التي ستؤمن الشحنة من السلفادور الى غواتيمالا كما ان المفاوضات كانت جارية مابين رجال خواكين وبعض الاجهزة الفاسدة لإغماض عينها أثناء تمرير الصفقة ، وقد كان خواكين لحظتها قد قرر أن يخسر ثمن الصفقة كليا من أجل أن يضع موقع قدم له في غواتيمالا وإرضاء ايريرياس .
خواكين عمد أيضا إلى الحفاظ على علاقته مع كارتيل كولومبيا الذي يستحوذ عليه بصفة كلية اسكوبار لأن عين المادو كتنت على هذه السوق قصد ازاحته عنه والقضاء عليه بشكل نهائي من أجل التربع على عرش المخدرات بالمكسيك خاصة وأنه حصل إجماع بين قادة الكارتيلات والحكومة من أجل إيقاف حمام الدم والاغتيالات التي كانت قد بدأت تعرفها المكسيك بشكل يومي والتي يختلط فيها السياسي والاقتصادي والمصالحي بعالم المخدرات وكانت جهات داخل أجهزة الدولة تطمح إلى إزاحة احد كبار المستشارين الأمنيين واستعملت الصحافة في كشف عورته مما قادها هي الأخرى إلى خسارة بفقدانها اسماء كبرى داخل عالمها .
وفي الوقت الذي كان خواكين يسارع الزمن من أجل نقل شحنة المخدرات إلى غواتيمالا كانت ساعة الصفر قد وصلت حيث عمدت إدارة مكافحة المخدرات بالمكسيك التي بعثت فريق من خيرة رجالها من أجل إفشال صفقة الخمسة أطنان وإلقاء القبض على ال تشابو كما أن ايريرياس أراد التخلص من هذا الوجع فتآمر عليه مع جهات عسكرية عمدت على تقديم خدمة إلى أمن المكسيك والاستفادة من القيمة المالية التي خصصها المكسيك لمن يلقي القبض على خواكين ، وفي الوقت الذي كان هذا الأخير ينتظر لقاء مع ايريرياس لمساعدته على جلب المخدرات وجد نفسه رفقة حارسه الشخصي مساعده الأيمن محاصر بفريق من الجيش الغواتيمالي وبعد حبسه في مركز تابع لقيادة الجيش اخبروا رئيس المكسيك بنجاح العملية حيث تم نقل خواكين ومرافقه على متن طائرة عسكرية مباشرة إلى سجن شديد الحراسة ويعلن من داخله عن سقوط أحد أكبر المطلوبين إلى العدالة في العالم خواكين جوزمان لويرا الملقب بال باتشو،
يتبع


الكاتب : مصطفى الناسي

  

بتاريخ : 18/05/2020

أخبار مرتبطة

يقدم كتاب “ حرب المئة عام على فلسطين “ لرشيد الخالدي، فَهما ممكنا لتاريخ فلسطين الحديث، بشَـن حـرب استعمارية ضد

يؤكد الفيلسوف ميشيل فوكو أن عصر الأنوار «لم يجعل منا راشدين»، ظلك أن التهافت الأخلاقي للغرب ظل يعيش، إلى الآن،

نعود مجددا إلى «حياكة الزمن السياسي في المغرب، خيال الدولة في العصر النيوليبرالي»، هذا الكتاب السياسي الرفيع، الذي ألفه الباحث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *