حكاية رحلة رياضية امتدت لأزيد من خمسين سنة 20- مؤتمر دولي للمرأة والرياضة

تعتبر نعيمة رودان أول إمرأة مغربية تحرز ميدالية ذهبية لصالح المسايفة المغربية، حدث ذلك في نهاية الستينيات خلال بطولة الألعاب الرياضية للمغرب العربي التي جرت بتونس.ويسجل التاريخ أنها ظلت منذ سنوات صباها وعلى امتداد خمسين سنة مرتبطة برياضة المسايفة كمبارزة،مدربة ومسيرة. ويحسب لها أيضا أنها حملت قضية المرأة الرياضية المغربية على عاتقها مدافعة عن حقها في ممارسة رياضية سليمة وعادلة حيث انضمت للجنة المرأة والرياضة التي كانت تابعة للجنة الوطنية الأولمبية وساهمت إلى جانب زميلاتها من الأسماء الرياضية الكبيرة في منح الرياضة النسوية الاهتمام الذي يليق بها.
لخمسين سنة،لم تنفصل عن عوالم الرياضة، بل وسهرت على أن ترضع أبناءها الثلاثة عشق الرياضة إلى أن أضحوا بدورهم نجوما وأبطالا في رياضة المسايفة محرزين عدة ألقاب في إسبانيا وفي كل التظاهرات بأوربا والعالم.

 

تخليت عن الرياضة، عن العمل، عن كل شيء وعشت إحباطا كبيرا، ولأول مرة في حياتي،وفي غياب والدي، لم أكن أجد أي طعم للحياة.
الحمد لله أن زوجي كان بجانبي لدعمي ولمساعدتي على تجاوز تلك الفترة العصيبة من حياتي. وبالفعل، بدأت أستعيد توازني النفسي وبدأت استرجع قواي وطاقاتي
في لجنة المرأة والرياضة التابعة للجنة الوطنية الأولمبية المغربية ،انطلقنا بنشاط وحماس في الإعداد لتنظيم الموتمر الدولي “للمرأة والرياضة”. دامت الاستعدادات لأشهر، كنا خلالها نذهب إلى الرباط كل يوم خميس للمشاركة في الأعمال الإدارية وتحضير كل التدابير. وخلال تلك الاستعدادات، استقبلنا رئيس اللجنة الأولمبية الجنرال حسني بنسليمان وكانت فرصة وتعرف خلالها على كل واحدة منا ، كما نوه بِنَا وبالعمل الذٌي كنا نقوم به تجاه الرياضة النسوية .
حدد لإقامة الموتمر تاريخ من 7 الى 9 مارس 2004.
كل واحدة من أعضاء اللجنة كانت مكلفة بعمل وبمهمة. كنت مع المجموعة الأولى وكانت تضم أسماء الضهار ، سميرة الزاولي، فاطمة عوام وكذلك لمتوني سميرة. المجموعة الثانية كانت تضم ثريا أعراب، فاطمة بن دريوش وآمنة الرامي.
وزعنا المهام بيننا، فريق مسؤول عن استقبالات الوفود، فريق مشرف على التسيير الإداري كما كانت البطلة الأولمبية نوال المتوكل وبحكم عضويتها باللجنة الدولية الأولمبية مكلفة باستقبال الشخصيات الكبرى كرئيس اللجنة الأولمبية الدولية ومرافقة رئيس اللجنة الوطنية الأولمبية الجنرال حسني بنسليمان.
قبل بداية المؤتمر، كلفني الكولونيل مصطفى زكري عضو اللجنة الوطنية الأولمبية ورئيس جامعة الجمباز، بمفتاح المكتب الذي كانت توجد فيه كل الهدايا والميداليات وكذلك المجلات الرياضية. سعدت بالثقة التي منحني إياها الكولونيل وكان معي كذلك فريق من اللجنة الوطنية الأولمبية للقيام بتهييء كل ما سيوزع في المؤتمر.
وحل يوم الافتتاح، حضر عدد كبير من الضيوف معظمهن من النساء اللواتي فاق عددهن 600 مشاركة من كل بقاع العالم.
خلال ذلك المؤتمر، انبهرت بمداخلة ألقتها الصديقة ثريا أعراب. تدخلها تطرق إلى تاريخ المرأة والرياضة في المغرب، وكذلك سارت تدخلات نوال المتوكل وآمنة الرامي.
خلال ثلاثة ايام، تعرفنا فيها عن كل ماهو إيجابي وسلبي في تاريخ المرأة الرياضية في اوروبا ، أمريكا ، والدول العربية.ثم خرجنا بتوصيات وزعت كل اللجان الدولية للمرأة والرياضة .
وبعد انتهاء كل العروض ، اختتم المعرض بحفل كبير في المجمع “chez Ali ” بمراكش وكانت ليلة مبهجة لجميع الحضور.
التنظيم كان رائعا بكل المقاييس، بحيث كنّا كلنا يد واحدة لإنجاحه بتسيير اللجنة الأولمبية المغربية ووزارة الشبيبة والرياضة وتشرفنا جميعا بكون المؤتمر تم تنظيمه برعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وتميز يحضور الأميرة الجليلة للاامينة رحمة لله عليها.
اختتمت التظاهرة، رجعت إلى بيتي، ورافقتني صديقتان واحدة من الكونغو والثانية من افريقيا الجنوبية.
استضفتهما في بيتي لمدة 10 أيام، رافقتهما في جولة وفسحة في مدينة الدار البيضاء، وكانت استضافتهما في بيتي فرصة اتفقنا خلالها على تأسيس جمعية (ONG) في الكونغو ، وبدأنا بالفعل في إعداد كل ما هو اداري خلال العشرة أيام. أطلقنا على الجمعية اسم (المرأة والرياضة)، وبعد انتهاء العشرة أيام اتفقنا على أن نكمل الأعمال في جوهانسبورغ بجنوب افريقيا في تاريخ لاحق.
عدت إلى عملي، وكذلك إلى نادي أبطال المسايفة الذي غبت عنه لأيام عديدة بحكم التزامي مع لجنة المرأة والرياضة و اللجنة الوطنية الأولمبية في المؤتمر الدولي بمراكش.
انطلقنا في النادي من جديد في الاستعداد للاحتفال بعيد العرش، حيت اجتمعت مع السيد عامل عمالة عين السبع الحي المحمدي (توفيق بن جلون) ووضعنا برنامجا خاصا بالتظاهرة التي نحتفل بها بذكرى عيد العرش.
على المستوى التقني، كان المدرب والأب الروحي “الحاج عمر السفيني” هو من كان يشرف على تدريب المسايفين، وكذلك الكاتب العام “نور الدين مفكر” ،أما من الناحية الإدارية فقد كنت أتكلف بكل المنشورات والدعوات، فيما كان زوجي مكلفا بكل ماهو لوجيستيكي.
لا أنكر أن جميع أطر العمالة وكذلك الجماعة الحضرية قاموا بعمل جبار لجعل تلك التظاهرة من أنجح التظاهرات. أشرف عامل عمالة الحي المحمدي عين السبع شخصيا على ترؤس التظاهرة الرياضية التي قام نادينا بتنظيمها.
في اختتام العرس الرياضي، تم تكريم المدرب المقتدر (الحاج عمر السفيني) لتفانيه في خدمة رياضة المسايفة، كما تم تكريم أبنائي الثلاثة نظير مشاركتهم القيمة في منافسات تلك التظاهرة.


الكاتب : عزيز بلبودالي

  

بتاريخ : 18/05/2020

أخبار مرتبطة

يقدم كتاب “ حرب المئة عام على فلسطين “ لرشيد الخالدي، فَهما ممكنا لتاريخ فلسطين الحديث، بشَـن حـرب استعمارية ضد

يؤكد الفيلسوف ميشيل فوكو أن عصر الأنوار «لم يجعل منا راشدين»، ظلك أن التهافت الأخلاقي للغرب ظل يعيش، إلى الآن،

نعود مجددا إلى «حياكة الزمن السياسي في المغرب، خيال الدولة في العصر النيوليبرالي»، هذا الكتاب السياسي الرفيع، الذي ألفه الباحث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *