136 شاعرا أمازيغيا من شعراء أحواش احتفلوا باليوم العالمي للشعر

محمد مستاوي

حالت الهجرة بين شعراء أحواش واسوياس المراقص التي كانت بالأمس البعيد تجمعهم وجمهورهم، الذي اعتاد الاستماع إلى حواراتهم الهادفة، والتي تتناول قضايا واهتمامات محلية، وطنية، وعالمية، حيث يعتبر الشاعر الأمازيغي لدى جمهور يقرأ بأذنيه ويكتب بشفتيه الجريدة والكتاب المسرح والسينما.
كان هذا في المراقص قبل هجرة الجمهور، وهاجر الفنانون بما في ذلك شعراء أحواش وشعراء تيرويسا وكتاب الشعر لتحتضن المدينة الكل، وليلتجئ المهاجر إلى المواقع التواصلية التي وفرت للجمعيات والمجموعات فرصة الحوار حول هذا الموضوع وذاك.
في هذا الإطار فتحت لجنة مكونة من شعراء أحواش موقعا افتراضيا من نوع «لواتساب» مفتوحا في وجه شعراء أحواش السوسيين يتحاورون فيه شعرا ونثرا كما كانوا يتحاورون في المراقص قبل الهجرة، أطلقوا عليه اسم دامديازن ن- سوس.
أدى هذا إلى الاحتفال باليوم العالمي للشعر، في مركز دائرة إيغرم إقليم تارودانت، بعد الاكتتاب في نفس الموقع من طرف الشعراء أنفسهم، ليكون اللقاء في بلدية إيغرم، بتاريخ 21-03-2017، حيث بلغ عدد الوافدين المشاركين من شعراء أحواش لمنطقة سوس 135 شاعرا، وجدنا اللجنة المنظمة حضرت كل مستلزمات اللقاء، وكان السيد رئيس البلدية في الموعد، حيث رحب بالشعراء الوافدين من جهة سوس، إضافة إلى شعراء من إقليم طاطا ومزوضة… ووفر قاعة مجهزة إضافة إلى وجبة العشاء.
الجلسة الأولى كانت للترحيب، للتعارف والتذكير بالهدف من اللقاء، الذي اختصرته اللجنة التنظيمية في التعريف بحقوق الفنان، بدءا بالحصول على البطاقة الفنية داخل وخارج الوطن، بل وتخول له الاستفادة من التغطية الصحية بعد إجراءات مكملة، دون نسيان حق الشاعر من صنف أحواش في الحصول على بطاقة الانتماء إلى المكتب المغربي لحقوق التأليف، وهذا ما تناولته العروض المسائية في قاعة البلدية، وما تلاها من تدخلات جمهور الشعراء، وخرج الملتقى بتوصيات تسلمتها اللجنة التي حصلت على ثقة المشاركين لتعمل على تنفيذها، في مقدمتها العمل على حقوق هؤلاء الفنانين والتي منها الحصول على البطاقة الفنية وبطاقة الانتماء إلى المكتب المغربي لحقوق التأليف طبعا حصلت أقلية جد قليلة عليها مع العلم أن بطاقة الفنان تمنح من طرف وزارة الثقافة ولها مكتب خاص في الطابق العلوي لمسرح محمد الخامس، تم تكليف موظفة واحدة تعمل بإخلاص وحسن الاستقبال، لكن للأسف لا تستطيع التغلب على عشرات الملفات، فالواجب يقتضي توظيف بضعة موظفين ليساعدوها في عملها، هناك لجنة فرضوا أنفسهم، يساهمون في فحص الملفات مؤلفة فقط من قدماء الفنانين النقابيين، لكن يجهلون كل شيء عن الفنون والفنانين الأمازيغيين من فئة أحواش والروايس والمجموعات المعاصرة.
أشرنا إلى هذا النقص في أكثر من مقال، في جريدتنا هاته، لكن فرضوا رأيهم على المسؤولين في وزارة الثقافة، وعلى وزارة الاتصال، حيث نفس اللجنة تتولى الإشراف على ملفات الترشيح وفرز المستحقات في المكتب المغربي لحقوق التأليف الذي يسيره موظفون منذ تأسيسه، في غياب أصحاب الحقوق إسوة بالدول المتقدمة والنامية بل والمتخلفة.
من العراقيل التي وقفنا عليها، بالنسبة لبطاقة الفنان تأخير الحصول عليها لشهور وسنة فأكثر، حينما تسأل عن السبب، يخبرونك بأن اللجنة لم تجتمع بعد، أو لأن المطبعة الخاصة تتماطل في طبعها.
الموضوع بحاجة إلى تسليط أضواء الصحافة المكتوبة والمسموعة والمرئية.
قلة جد قليلة تستفيد والكثرة الكثيرة يطالهم التهميش الكلي والجزئي.
يتغير مدراء المكتب المغربي لحقوق المؤلفين، دون تغيير التسيير والمردودية دون نسيان تغيير البناية. والغريب أن اللجنة التي تقوم بفرز ملفات الراغبين في الحصول على بطاقة الفنان هي نفسها التي تساعد على تدبير شأن المكتب المغربي لحقوق المؤلفين، بالمقابل طبعا، ينتمون إلى هذه النقابة وتلك وبالتالي لا ينتظر منهم الدفاع عن حقوق الفنان بالشكل المطلوب.
غياب وزارة الثقافة والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية
في البداية ، أشرنا إلى احتفال فريد من نوعه بالنسبة لجهة سوس ماسة وبالنسبة للفنان الأمازيغي، احتفال مائة وستة وثلاثين شاعرا باليوم العالمي للشعر دون دعم مادي ومعنوي من وزارة الثقافة ودون دعم من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية الذي يتوصل بسبعة ملايير سنويا قصد دعم المبدعين والمهتمين بالثقافة الأمازيغية. بل ودون تغطية إعلامية لهذا الحدث التاريخي لا من إذاعة أكادير الجهوية القريبة من إيغرم، فقط تغطية مباشرة من الإذاعة الأمازيغية بالرباط بواسطة الهاتف مما يستوجب إعادة النظر من طرف وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية في التعامل مع العالم القروي، وإعادة النظر من طرف المؤسسات الثقافية المسؤولة عن مواكبة الأنشطة الثقافية في جهات الوطن وبأية لغة كانت بدل التقوقع في هذه المدينة وتلك ،في الوقت الذي نجد تغطية أي عمل تقوم به السلطة بدءا من المقدمين والشيوخ ولابد من الإشارة إلى استنكار شاعرة من اشتوكن تدعى عائشة إلى تهميش شاعرات الجهة وعدم استدعائهن، منددة بالإقصاء في قصيدة جد مؤثرة أرسلتها بصوتها المعبر إلى موقع الشعراء.

الكاتب : محمد مستاوي - بتاريخ : 01/04/2017

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *