حكاية رحلة رياضية امتدت لأزيد من خمسين سنة 23- قبل الهجرة.. عودة للماضي

تعتبر نعيمة رودان أول إمرأة مغربية تحرز ميدالية ذهبية لصالح المسايفة المغربية، حدث ذلك في نهاية الستينيات خلال بطولة الألعاب الرياضية للمغرب العربي التي جرت بتونس.ويسجل التاريخ أنها ظلت منذ سنوات صباها وعلى امتداد خمسين سنة مرتبطة برياضة المسايفة كمبارزة،مدربة ومسيرة. ويحسب لها أيضا أنها حملت قضية المرأة الرياضية المغربية على عاتقها مدافعة عن حقها في ممارسة رياضية سليمة وعادلة حيث انضمت للجنة المرأة والرياضة التي كانت تابعة للجنة الوطنية الأولمبية وساهمت إلى جانب زميلاتها من الأسماء الرياضية الكبيرة في منح الرياضة النسوية الاهتمام الذي يليق بها.
لخمسين سنة،لم تنفصل عن عوالم الرياضة، بل وسهرت على أن ترضع أبناءها الثلاثة عشق الرياضة إلى أن أضحوا بدورهم نجوما وأبطالا في رياضة المسايفة محرزين عدة ألقاب في إسبانيا وفي كل التظاهرات بأوربا والعالم.

تعرفنا بالفعل على كيفية تسجيل الأبناء في المدارس والجامعات باسبانيا، ثم قررنا الرجوع إلى مدريد لأنها أولا العاصمة ولأنها ثانيا المدينة الكبيرة والمنفتحة.
أقمنا في أحد الفنادق في مدينة مدريد، وفي المندوبية التابعة لوزارة التعليم الاسبانية، طلب مني إعداد ملف من الوثائق الخاصة بتسجيل أبنائي، ما فرض علي العودة إلى المغرب، لغنجاز تلك الوثائق وللتحضير للرجوع مع أولادي جميعا إلى أرض المهجر .
في المغرب، استعدت شريط ذكرياتي مع الرياضة وكذا حياتي الشخصية والمهنية. عادت بي ذاكرتي لسنة 1989 حين عدت من السعودية لأستقر في بلدي الحبيب، وكيف جلست في بيتي مع ابنتي وزوجي وبدأت أقوم بمهامي كأم. مرت علي أيام لم أستطع المكوث في البيت لأنني كنت تعودت على العمل ، فبدأت بإرسال طلبات التوظيف لبعض الشركات، وجاءني الرد بقبولي في احدى الشركات للآليات والتجهيزات الطبية كمديرة تجارية ، وكان مدير الشركة فرنسي يعرفني جيدا من عندما كنت أشتغل في الشركة التي قضيت فيها عشرة سنوات قبل سفري للعمل في السعودية.
اشتغلت في تلك الشركة ولَم أكن أحس بأنني غريبة لأنها كانت المهنة التي زاولتها من قبل .سايرت عملي بجدية ، أما المسايفة فكنت أواظب على حضور كل المباريات وكنت أساعد في التحكيم.
وحان وقت ولادتي وكان بالضبط يوم الاثنين 26 مارس 1990،حيث رزقت بالمولود الثاني وهو إبني وحبيب عمري محمد حاتم. كانت فرحتي كبيرة بولادة ابني وكذا لأنني منحته اسم أخي المتوفي رحمه لله.
مر شهر ونصف على ولادتي وكنت مضطرة على الرجوع للعمل لمساعدة المدير على المناقصات مما جعلني اشتغل صباحا من التاسعة الى الثانية عشرة ظهرا.
وبعد أشهر في تلك الشركة توصلت بعرض من إحدى الشركات للأدوات الطبية، كان مقرها بشارع محمد الخامس بالدارالبيضاء، بعد الاجتماع مع المدير العام وقعت على العقد والتحقت بالشركة الجديدة كمديرة تجارية ورئيسة قسم المناقصات. في تلك الفترة ،عدت للتداريب.
لم يكن من السهل العودة إلى عالم المسايفة ولكني كنت أملك طاقة كبيرة جدا لعشقي لتلك الرياضة وفي نفس الوقت لحبي للعمل.
في شهر أكتوبر 1991 ،تلقيت عرضا من شخص كان يعتبر صديقا لنا أنا وزوجي يطلب منا مشاركته في مشروع عبارة عن شركة لتسويق التجهيزات الطبية.
وافقنا على العرض، ثم بدأنا في المشروع ،كنت مديرة تجارية، زوجي مدير إداري، وصديقنا مدير الماركوتينغ.
وكان شريكنا لا يملك أي إلمام بالمهنة ، كان شريكا بالمال فقط.
عملنا جهدا كبيرا لجلب كل أنواع التجهيزات من كل أنحاء العالم ، كما سافرت الى سنغافورة لحضور المؤتمر الدولي للأشعة وكذلك لعقد صفقات لاقتناء التجهيزات. كما عملنا عدة عروض للاجهزة الجديدة بجل المدن (الرباط، فاس،مراكش، الدار البيضاء) .
نجحت الشركة وعملنا على تطويرها.دامت تلك الفترة وذلك النجاح إلى غاية يونيو 1993 حيث اكتشفت أنا وزوجي أن شريكنا قام بالنصب علينا وخداعنا.
كانت تجربة قاسية. أصبحنا بدون عمل .
بات تفكيرنا صباح مساء ينحصر حول مصيرنا وماذا يمكن أن نعمل. إلى أن اقترح زوجي تأسيس شركة خاصة بنا..
بدا زوجي في البحث عن محل لكي نفتح فيه المكتب، فيما تكلفت بالتجهيزات والمراسلات مع الشركات المصنعة مما جعلنا نربح وقتا كبيرا. وكانت لنا شركتنا الخاصة.
ومع كل انشغالاتي المهنية، ظلت المسايفة حاضرة في حياتي


الكاتب : عزيز بلبودالي

  

بتاريخ : 21/05/2020

أخبار مرتبطة

يقدم كتاب “ حرب المئة عام على فلسطين “ لرشيد الخالدي، فَهما ممكنا لتاريخ فلسطين الحديث، بشَـن حـرب استعمارية ضد

يؤكد الفيلسوف ميشيل فوكو أن عصر الأنوار «لم يجعل منا راشدين»، ظلك أن التهافت الأخلاقي للغرب ظل يعيش، إلى الآن،

نعود مجددا إلى «حياكة الزمن السياسي في المغرب، خيال الدولة في العصر النيوليبرالي»، هذا الكتاب السياسي الرفيع، الذي ألفه الباحث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *