«الدارالمشروكة» يجمع حوله أكثر من خمسة ملايين مشاهد

 

بثت القناة الثانية مساء يوم  21 ماي الموافق ل27 رمضان تلي- فيلم « الدار المشروكة « لمخرجه محمد عبد الرحمان التازي. و التيلي- فيلم هو من نوع الأفلام البوليسية، و يروي قصة ثلاثة رجال عزاب، مهندس معماري و أستاذ و مهندس في مجال الإعلاميات، يقطنون سوية في منزل مشترك. تتوالى الأحداث و تتعقد أمورهم عندما تقتل رحمة التي كانت تعمل كخادمة تساعدهم في تنظيف البيت، و يتدخل رجال الأمن لحل لغز وفاتها، حيث ستحوم الشكوك حولهم و حول خطيب القتيلة، العامل في مجال البناء.
و قد لوحظ من خلال الموقع الاجتماعي الفايسبوك تتبع رواده للتلي – فيلم و إعجابهم بشخصيات أبطاله.
حول هذا الاهتمام و هذه الالتفاتة المتميزة، كان للجريدة حوار مع مخرج العمل، لالتقاط ارتساماته و كذا معرفة كيفية عيشه خلال الحجر الصحي.
و في هذا الصدد صرح محمد عبد الرحمان التازي بأن التلي- فيلم عرف نسبة مشاهدة ما يقارب خمسة ملايين و 65 ألف مشاهد خلال تلك الليلة التي اعتبرها نسبة مهمة. و استرسل مفسرا بأنه يجب أخذ بعين الاعتبار أن المشاهدة تزامنت مع الحجر الصحي، لكنه رجح بأن عوامل أخرى في التيلي فيلم جعلت العمل محببا لدى الجمهور كونه يضم ممثلين من مختلف الأجيال. و بالفعل، فهذا العمل يتكون من باقة من الممثلين المختلفين، منهم رشيد الوالي، هشام الوالي، نسرين الراضي، جلال قريوا، مراد حميمو، نجاة الخطيب ( في دور أم رحمة )..
فضلا عن كل هذا، يقول دائما عبد الرحمان التازي، فالفيلم التلفزيوني فيه نفحة من الفكاهة بالرغم من كون القصة هي جدية بما أنها تحكي عن جريمة قتل. فقد تجاوب المشاهدون مع المفتش الذي أدى دوره رشيد الوالي و الذي صورته الكاميرا في بيته يتصارع مع مشاكل الصلع، فحسب التازي هذا هو الذي أضفى نوعا من التميز على التلي – فيلم و جعله مغريا.
و للإشارة فقد سبق لجريدة « الإتحاد الإشتراكي « أن حضرت مجريات يوم كامل في بلاتو تصوير التلي فيلم خلال صيف سنة 2019 بعين عودة نواحي مدينة الرباط، و التقت بمجموعة من طاقم الفيلم، كما التقطت شهادات أغلبهم و من بينهم المخرج و بعض من الممثلين. و أكد حينها التازي بأن الأفلام التلفزية مهمة على اعتبار أنها في متناول المشاهد، كما أن مواضيعها تناقش قضايا تهم المجتمع المغربي. و بالنسبة لـ « الدار المشروكة «، فهو يميط اللثام عن التنوع الذي يعرفه هذا الأخير و عن الاختلاف بين البادية و المدينة، فضلا عن كونه يسلط الضوء على الدور الدقيق الذي يؤديه أفراد الأمن الوطني، بحيث يقومون بحل ألغاز قضايا صعبة كما هو الشأن بالنسبة للقضية التي يتناولها موضوع هذا الفيلم التلفزي، و لم يفت المخرج خلال هذا الحديث، تأكيد فرحته بلقاء، كما هو الحال دائما، جمهور القناة الثانية الوفي، من خلال أعمال يتمناها أن تتميز في كل مرة بجودة أكبر.
و ختم التازي كلامه حول اختيار الممثلين مصرحا بأنه يحاول إيجاد أولئك الذين يتقمصون الشخصيات كما يتصورها، علاوة على أنه يحب المزج بين الممثلين ذوي التجربة الطويلة و الشباب الموهوبين الذين لا يزالون في بداية مسارهم الفني.
و حول الحجر الصحي فقد اعتبر المخرج المغربي بأن هذا الأخير لم يغير جذريا شيئا في حياته العادية كعامل في هذا المجال، بما أنه أغلب الأيام في السنة يقضيها إما في التصوير و البقية في الكتابة. إلا في ما يخص، بطبيعة الحال، لقاءه بأهله و أصدقائه و كذا خروجه للفسح في الطبيعة التي يفتقدها كثيرا. و استطرد قائلا بأن هاته الأزمة أبانت عن عدة ثغرات في عدة قطاعات، و هي مناسبة للتأمل في الحياة و تغيير بعض العادات في السلوك البشري و استخلاص الدروس..، وأكد على ضرورة تغليب الجانب الإنساني.
و عن برامجه ما بعد الحجر، قال التازي بأنه كان قبيل الإعلان عن الحجر في مدينة زاكورة، قصد الإعداد لبداية تصوير الفيلم الوثائقي حول فاطمة المرنيسي، إذ كان الطاقم ينتظر وصول بطل الفيلم من الخارج، لكنه مع قرار إقفال المطارات و بداية الحجر الصحي يوم 16 مارس، الذي تزامن مع موعد التصوير، تم إلغاء هذا الأخير إلى حين، و تأجيل التصوير. و بالتالي فمن برامجه أن يتم إكمال الفيلم، بعد العودة للحياة الطبيعية.


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 09/06/2020