سعيد أعبودو، بطل التسعينيات في مسافة 800 متر، يرحل في صمت بالديار البلجيكية

منذ الإعلان عن وفاته بالديار البلجيكية، صباح يوم السبت سادس يونيو 2020، مايزال اسم العداء المغربي سعيد أعبودو يتردد على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وبين أوساط معارفه وأصدقائه، والعدائين والمهتمين بالشأن الرياضي، بالنظر لما خلفه الراحل من رصيد وازن على مستوى ألعاب القوى التي ظل متعلقا بها، عبر تمارينه اليومية، إلى أن لحق به المرض اللعين الذي دخل معه في صراع مرير إلى حين أغمض عينيه إلى الأبد، عن عمر يناهز 52 سنة، مخلفا وراءه الكثير من الآثار التي تدل على مسيرته الرياضية والاجتماعية.

وتعود بداية مسيرة العداء سعيد اعبودو إلى أوائل الثمانينيات، عندما وضع قدميه بجمعية تسمى «فتح المسيرة الخضراء» بمدينته خنيفرة، ويرأسها آنذاك عبد النبي الركيبي المعروف بـ «اعبي»، حيث لم يكن بنادي شباب أطلس خنيفرة أي فرع لألعاب القوى، وبفعل طموحات الفقيد، ومجموعة من زملائه ممن برزت قدراتهم بقوة آنذاك، انضموا، عام 1988، لأقرب نادي خارج الاقليم، والذي كان هو النادي الرياضي المكناسي، الأمر الذي حمل السلطات الإقليمية بخنيفرة إلى دعوة العدائيين المذكورين إلى اجتماع تحت سقف عمالة الإقليم.
وعلى طاولة الاجتماع الذي حضره عدد من قدماء العدائين، في مقدمتهم الفقيد سعيد اعبودو، امبارك بحاج، المالكي بوعبيد، خديجة عباسي وعزيز أوعصم، تمت مناقشة كل ما يحيط برياضة ألعاب القوى وحاجتها إلى الدعم لأجل تطويرها وترسيخ ممارستها، مع استعراض ما يؤكد قدرة المدينة على إنجاب المزيد من العدائين مستقبلا، وهي التي تردد اسمها في وسائل الاعلام والمحافل الدولية من خلال ابنيها البطلين العالميين يوسف بابا وجواد غريب، قبل أن تلمع بها أسماء أخرى، عبر بوابة أندية الإقليم والرياضة المدرسية ومركز التكوين الجهوي.
ومن خلال «اجتماع العمالة» أعلن عن ميلاد «نادي شباب أطلس خنيفرة لألعاب القوى» الذي باشر مهامه رفقة عدد من العدائين، وفي مقدمتهم الفقيد سعيد أعبودو، غير أن شح الموارد المالية حمل أغلب قدماء العدائين إلى العودة للنادي المكناسي، والتأرجح بين هذا النادي والنادي الخنيفري على خلفية مشاعر الانتماء للتراب، وفي أوائل التسعينيات حدث أن أقدمت الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى، برئاسة محمد المديوري، على انتقاء عدائين للمنتخب الوطني، بينهم الفقيد سعيد أعبودو الذي سيرتدي قميص الكوكب المراكشي.
وفي غضون التسعينيات، فرض العداء سعيد اعبودو نفسه، بطلا عالميا لمسافة 800 متر، وبين عناصر النخبة الأولى ضمن المنتخب الوطني في المسافات المتوسطة، وشارك بعدة ملتقيات على الصعيدين الوطني والدولي، فيما لمع اسمه إبان أولمبياد سيدني 2000 وبطولة العالم 2001 بكندا، وتشاء الصدف أن تتقوى صداقته بالبطل المغربي هشام الكروج، وحتى ما بعد انتقال سعيد أعبودو للديار البلجيكية لم تتلاشى العلاقة المتينة بينهما، وظلت ألعاب القوى بمثابة الخيط الرفيع، الذي زاد فجعل هذه العلاقة تستمر وتشتد.
وخلال السنوات الأخيرة، شاء القضاء الإلهي أن يتزامن وجوده بالمغرب مع اكتشاف إصابته بداء على مستوى الرأس، لم ينفع معه علاج، كان قد نقل إثره لمستشفى خنيفرة، ومنه للمستشفى العسكري بالرباط، بتدخل من صديقه الحميم البطل العالمي هشام الكروج، حيث جرى اخضاعه لفحوصات دقيقة أثبتت الإصابة بالداء اللعين الذي عاد به نحو الديار البلجيكية، ورغم صراعه المرير مع هذا الداء، كان دائم الابتسامة والأمل إلى أن وقع طريح الفراش لفترة قصيرة، قبل أن يفارق الحياة في صمت، وفي غياب الجهات المغربية المعنية برياضة ألعاب القوى.


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 11/06/2020

أخبار مرتبطة

ينتظر نهضة بركان، يومه الثلاثاء بداية من الثامنة ليلا، حضور المغرب التطواني إلى الملعب البلدي، من أجل خوض مباراة مؤجلة

قبل بضعة أيام، تمزق ما بقي من الروابط بين الجزائريين والمغاربة مرة أخرى بسبب قميص كرة قدم. لكن قبل بضعة

أوقف رجاء بني ملال سلسلة النتائج الجيدة، التي حققها مؤخراً النادي المكناسي، متزعم البطولة الاحترافية الثانية، وذلك بالفوز عليه بالملعب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *