فرقة «عمي عبدو» للسماع والمديح، بخنيفرة، تتألق بخطوات ثابتة في أفق ترسيخ تجربتها على الساحة الوطنية

 

تزداد فرقة «عمي عبدو»، للمديح والسماع، بخنيفرة، تألقا على صعيد المشهد الفني، والتي رأت النورقبل تسع سنوات، وغالبية أعضائها من العنصر النسائي، ما منحها تميزا خاصا بين باقي المجموعات والأفراد ممن اشتهروا في هذا اللون الفني بالمدينة، وتشبعوا بالأشعار الصوفية،وفرضوا وجودهم في ليالي اللقاءات والتظاهرات، عبر تحبيب فن السماع والأناشيد والمديح النبوي لأوسع الجمهورالعاشق، ونذكر من الفرق المحلية «ربيع النور»، «نور الهدى» و»إيمولا»، ومن المنشدين نذكر نور الدين فرح وسليمان بوستة الحائز، مؤخرا، على الرتبة الأولى في مسابقة برنامج «تيمسيزوارين ن رمضان»، الذي تنظمه وتبثه القناة الثامنة الأمازيغية المغربية.
وفي كل مرة يؤكد «سي عبدالله»، رئيس فرقة «عمي عبدو»، أن فرقته تسير بخطى ثابتة على خلفية ما يميز مدينة خنيفرة من تعدد ثقافي ولغوي وفني، ولا يفوتها الانسجام مع هذا التعدد بإخراجها لعدد من القطع المتنوعة التي ترتكز على أصلها في السماع والمديح النبوي وتتفرع بما هو عربي وأمازيغي، وحتى لا تفقد هذه الفرقة تميزها واستقلاليتها، اختارت عدم الوقوع في الغرور والميوعة والتقليد، ولم تطلق، منذ ميلادها، سوى عشر قطع، اشتهرت منها، على سبيل المثال فقط، قطع «لا إله إلا الله»، «المحبة للنبي»، «عيداتأميدن» و»تازليت»، ثم «ما يدوم غير الله»،فيما لم يفت الفرقة الانخراط في حملات الجائحة بأغنية أمازيغية حول كورونا.
وبهدف ضمان استمراريتها، شاركت فرقة «عمي عبدو» في عدة فضاءات، ونظمت حفلات لفائدة مرضى المستشفى وعمال النظافة، كما سبق للجمهور أن تعرف عليها من خلال مشاركتها ببرامج تلفزيونيةك «تيمسيزوارين»، بالقناة الثامنة الأمازيغية،فيما يجري إخضاع مكونات الفرقة لتداريب نظرية وتطبيقية، من باب حفاظ الفرقة على تميزها وطقوسها الروحية، بعيدا عن التقليدوقريبا من صيانة هذا اللونالفني،دون أن يفوت رئيس الفرقة الكشف عن مكونات فرقته، سيما منها عدد النساء، وهن ثمانية، كلهن متعلمات أو يتابعن دراستهن، إما بالباكالوريا أو الجامعة، وبينهن مجازات وفاعلات في حقل حماية النساء من التمييز والعنف.
وبعبارة «هناك بعض الأعمال الجيدة في الأفق في حاجة إلى الدعم»، أعربت مكونات فرقة «عمي عبدو» عن طموحاتها واكراهاتها في ذات الوقت، كما عن أملها في أن تبادر مدينتها إلى تنظيم مناسبات ولقاءات تهتم بفن السماع والمديح، والذي بات يشكل جانبا هاما من التراث الموسيقي والغنائي الذي يميز البلاد، عبر الأجيال المتعاقبة منذ قرون خلت، ويأمل العديد من عشاقه في المحافظة عليه وحمايته من التلاشي في زحام باقي ألوان الفنون الغنائية التي ازدهرت في السنين الأخيرة، علما أن اللون الفني المذكور ما يزال له ثقله التاريخي وإشعاعه الروحي وخاصيته التراثية الدينية بمدن مغربيةمن قبيل فاس وسلا وطنجة ومكناس وتطوان.


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 11/06/2020