عزيز السالمي: هناك فرق شاسع بين منتج سينمائي محترف وآخر «بزناس»

يحضر العديد من المخرجين والمهنيين السينمائيين فعاليات الدورة 23 لمهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط، يشارك أغلبهم في النقاشات التي تعقب تنظيم الندوات والموائد المستديرة التي يفعل فيها خبراء مغاربة وأجانب في عالم الفن السابع.. عزيز السالمي، المخرج، كان أحد هؤلاء المخرجين المتفاعلين مع هذه اللقاءات السينملئية والمواضبين على الحضور إليها.. «الاتحاد الاشتراكي» التقته بعد خروجه منسحبا/ محتجا من أحد هذه اللقاءات، وكان «الحوار السينمائي» التالي:

 

p تضاربت الأراء حول موضوع إشكالية الانتاج في السينما للمغربية في المائدة المستديرة التي نظمتها الغرفة المغربية لمنتجي الأفلام بمهرجان تطوان السينمائي التي كنت حاضرا بها ثم انسحبت.. باعتباركم مخرجا معنيا، ماهي قراءتك لهاته الإشكالية؟
n المبادرة التي قام بها الزملاء في الغرفة جميلة جدا، وانسحابي، جاء بسبب تدخلات غير مسؤولة خارجة عن السياق في هذا اللقاء الذي عرف حضور شخصيتين أجنبيتين يشتغلان في القطاع السينمائي، كان ينبغي الاستفادة منهما أكثر ما يمكن، لما فيه صالح الجميع سينمائيا. هذا من جهة ، ومن جهة ثانية هذا اللقاء الهام من حيث موضوعه سجل غياب أي ممثل عن السلطة المعنية بشان السينما الوطنية ( وزارة الاتصال و المركز السينمائي المغربي)، وبالتالي، أرى، كما رأى زميلي أحمد المعنوني، أن المخاطب الأهم في هذه العملية لم يستدع لهذا اللقاء لكي نقنعه.. مثلما نحن مقتنعون بالمشاكل الجمة التي تعيشها السينما للمغربية.. وذلك من منطلق أنه عندما تتاح لنا فرصة مناقشة المسؤولين بمن فيهم ممثلون عن وزارة المالية، نصادف مقاومة، لأنهم يعتقدون أننا نبحث فقط عن تحقيق مصالحنا كمخرجين وكمنتجين.. بالرغم أن ما نطالب به هو إجراءات وامور ساري بها العمل في الدول الأوروبية، كما وضحت ذلك السيدتان اللتان شاركتا في هذه المائدة، حيث أفادت إحداهما أن جهة « ليل دو فرانس»، مثلا، ترصد لوحدها 16 مليون أورو لتسيير كل ما يتعلق بالقطاع السينمائي في منطقتها. إذن فالخطأ الأول بالنسبة لنا هو غياب المخاطب الأساسي لكي نقنعه، والثاني أننا لم نترك الفرصة كاملة للخبيرتين السينمائيتين لتفصيل معطياتهما وتعم الاستفادة، بل أعطيت الفرصة للقاعة للمناقشة التي أفرزت آراء متعددة وأشياء تافهة، والسبب،في اعتقادى، هم أناس ظلوا منذ عشرين يلوكون نفس الكلام ونفس المضمون بدون طائل، وهذا شيء ممل بكل صدق..

p إذن ماهي اقتراحاتكم من أجل الخروج من هذه الأزمة التي طالت؟
n الاقتراحات التي يعبر عنها الزملاء دائما معظمها تصب في صالح خدمة السينما المغربية ، وخصوصا ما يتعلق بتنمية الصناعة السينمائية، التي لا وجود لها في المغرب ، وإنما الموجود هو تلك الفكرة أن المخرج والمنتج ينهب مال الشعب والتي يعتقد بها حتى بعض المسؤولين، وهذا شيء خطير، وأذكر بالمناسبة أنه كان لدينا منذ عشر سنوات دعم يسمى «منحة الجودة» قدره 20 مليون سنتيم، اعتمد فقط لسنتين، وقد طالبت باستمراريته أو تحويله لكتابة السيناريو لكن دون جدوى. وبالتالي أعتقد أن البعض يحمل مفاهيم خاطئة عن عناصر العمل السينمائي، خصوصا ما يتعلق بوظيفة المنتج، الذي يراه فقط أنه صاحب مال، بل المنتج السينمائي الحقيقي، هو الذي يبحث عن تمويل الفيلم من شركاء ذاتيين او معنويين.. وهذا نوع من المنتجين متواجد بالمغرب، لكن لا يجد أرضية الاشتغال .. قد تقول لماذا ؟ أقول لك لدينا فقط «شباك» دعم واحد، بخلاف أوروبا على سبيل المثال، حيث المنتج يبحث عن الدعم من الجهة ومن الدولة  ومن دولة أخرى و من الاتحاد الأوروبي إذا تجاوز الدعم ثلاثة شبابيك..، لذلك فالمشكل الذي لدينا أنه حتى ولو علمت بهذه القنوات / الشبابيك لا أعرف أين أذهب من منطلق هناك شباك واحد ودعم واحد «avavce sur rcette» وحتى التلفزيون فهو يستهزئ بنا.. يأخذ الأعمال ويبثها لمدة خمس سنوات وأكثر بدون تعويض، وهذا شيء خطير، لأنه العقد الذي يربط بين التلفزة وبين أصحاب الأعمال التلفزيونية يمكن أن يؤدي به بأصحابه إلى السجن في الدول المتقدمة بسبب مضامينه غير الواقعية.. ومن ثمة يمكن أقول بأننا منتجون « ناقصين» حتى ولو كنا نعرف الطيران في هذا الميدان.، وبالتالي فإنه لكي تنتج لابد لك من «بزناسة» وليس منتجين، لأنهم يعرفون كيفية التواصل مع «الشبابيك» غير المهيكلة، وهي كثيرة، والتي إذا قصدناها نحن كمهنيين يكون الرد « طلبكم لا يتماشى مع إطارنا» وهو رد تعويمي معروف القصد منه للأسف.

 

p على مدى يشتغل عزيز السالمي سينمائيا هذه الأيام؟
n أشتغل على فيلم سينمائي تحت عنوان «دموع الرمال»، الذي يتناول قضية المحتجزين المغاربة في تيندوف، وأعتقد أنه أول فيلم تخييلي يتطرق إلى هذا الموضوع بعد أفلام وثائقية حوله، وقد جسده ممثلون بديكورات تقريبا مماثلة بعد استعانتي بوثائق وأشخاص ذاتيين عاشوا المحنة، بالإضافة إلى على عدد مهم من الكتب التي كتبت حول الموضوع باللغتين العربية و الفرنسية، والتي حاولت أن استخرج منها فكرة عن كيفية معاناة مواطنين مغاربة واختطافهم في السبعينيات من قبل عصابة البوليساريو، وبالتالي تحسيس الجمهور المغربي والعربي و الأجنبي بهذه القضية التي تواجهها عدة لوبيات في الخارج، وكذلك تكريم هؤلاء المواطنين، الذين قضوا زهرة سنواتهم في معتقلات تيندوف ..

 

p أين وصلت مرحلة إنجاز الفيلم؟
n انتهيت مؤخرا عملية توضيب الفيلم بعد تصويره في منطقة ورزازات، واعتكف حاليا على وضع الموسيقى التصويرية. وقد شارك في بطولته كل من محمد الشوبي، عبد الله شاكيري، عز العرب الكغاط، عادل أبا تراب، قطيب محمد.. وبالنسبة للفنانات هناك نعيمة المشرقي، راوية، هند السعديدي والسعدية لديب بالإضافة إلى شخص من المحتجزين الذي استعانا به بداية لأجل التوجيه، لكن بعد حين تم إشراكه في دراما الفيلم بعد الإمكانيات الفنية التجسيدية التي أظهرها، وهذه أحسن هدية قدمها لي ..


الكاتب : تطوان: جمال الملحاني

  

بتاريخ : 01/04/2017