قراءة في النوايا

 

أحدث حضور سليم بركات في القائمة الطويلة لجائزة البوكر 2020 كثيرا من الضجيج، إلى حد الحكم مسبقا بأن النتائج ستكون مغشوشة إذا لم يتم منح الجائزة له. وبات اسمه حاضرا بشكل متواصل في الإعلام وغوغل، علما بأن اسمه كان دائما وازنا.
بعد القائمة والنتائج  عادت الأمور الثقافية إلى  طبيعتها وسكونها  بل ركودها الذي اعتدنا عليه، وعاد اسم سليم بركات أيضا إلى مكانه أديبا بين الأدباء.
ربما أثر ضجيج البوكر في الشاعر والروائي، وأعجبه، بشكل مفاجئ، أن يكون وحده محور الاهتمام إلى حد منحه الجائزة  مكان لجنة التحكيم باعتبار أنه ولا روائي أو روائية في القائمة تطاول القامة السامقة لسليم. هكذا نظر الكثيرون إلى الأمر، وربما جعلوا سليم يشعر بزهو الآلهة! وبالتالي صعب عليه الخروج من تلك الحالة، وخُلِقت لديه الرغبةَ في العودة إلى تلك «القمة»، فتفتقت العبقرية عن فكرة وضع محمود درويش، بكل علوه، تحت قدميه لعله يصبح أعلى  فأعلى.
في مجتمعاتنا عندما يتعلق الأمر ب»الأخلاق»، لن يتسامح المنافقون قبل غيرهم مع أي زلة مهما كانت صغيرة. فما بالك بامرأة متزوجة وبنت غير شرعية لم يُعترف بها. الأكيد أن صحة الرواية من عدمها غير مهمة هنا، ولن تكون، فصاحب الأمر نفسه لم يعد هنا.
المفارقة أن سليم بركات عاد إلى الواجهة. ويالها من عودة! فإذا لم يع، وأستبعد ذلك، حجم الفرق بين حضوره المشع حين الإعلان عن القائمة الطويلة للبوكر إلى حد منحه الجائزة بشكل يشبه توقيع شيك على بياض، وبين حضوره الحالي تتبعه لعنات «جثة» محمود درويش، فإن ذلك مما يبعث على الأسى.


الكاتب : جمال الموساوي

  

بتاريخ : 18/06/2020