أشهر الأساطير والخرافات . .تأثير شعوب المايا على مناخ الأرض

الخرافات والأساطير مجرد اعتقادات أو أفكار قائمة على مجرد تخيلات دون وجود مسبب عقلاني أو منطقي مبني على العلم أو المعرفة، وترتبط هذه الاعتقادات بفلكلور الشعوب أو بالأنماط العليا للتفكير، حسب التحديد الذي وضعه لها جيلبيرت دوران، حيث إنها عادة تمثل إرثًا تاريخيًا تتناقله الأجيال وقد تكون دينية أو أسطورية، أو ثقافية أو اجتماعية، وقد تكون شخصية ترتبط  ببعض الأفراد الذين يصنعون خرافاتهم بأنفسهم، أو يدفعون الآخرين المحيطين بهم إلى صنعها والتكتل حولها.

 

كشفت دراسة جديدة من دولة بليز بأمريكا الوسطى أن ثفافة المايا القديمة قد تعاملت مع الضغوط السكانية والبيئية من خلال خلق ميزات زراعية ضخمة في الأراضي الرطبة، مما خلق زيادة في انبعاث غازي ثاني أكسيد الكربون والميثان من خلال حرق الغابات من أجل الزراعة .
وكانت دراسات سابقة قد أشارات إلى أن البنية الأساسية الحضرية والريفية المتقدمة لشعب المايا قد غيرت النظم الإيكولوجية داخل الغابات المدارية ذات الأهمية العالمية.
لقد طورت شعوب المايا حضارتهم على مدى آلاف السنين، ابتداءاً من حوالي 4000 سنة قبل الميلاد، وغطت أراضيهم أجزاء أو كل من المكسيك الحديثة وغواتيمالا وبليز وهندوراس والسلفادور.
قام شعب المايا بزراعة المحاصيل وتطوير مدنهم ذات البنايات الضخمة منذ حوالي 2500 سنة مضت، واشتهرت ثقافتهم بعلم الفلك، والرياضيات والفن ونظام الكتابة المعقد.
لقد انهارت حضارة المايا ابتداءاً من القرن التاسع، ولكنها بقيت موجودة بشكل ضئيل حتى وصول الإسبان الذين غزوا أراضي المايا على مراحل بين الأعوام 1521 و1697.
وأظهرت الدراسة الجديدة التي نُشرت في دورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم، أن المايا كان لهم آثاراً على حقبة الأنثروبوسينAnthropocene – وهي حقبة زمنية مقترحة يعود تاريخها إلى بدأية التأثير البشري الكبير على جيولوجيا الأرض ونظمه الإيكولوجية مثل تغير المناخ وغيرها من التغييرات البيئية.
وأشارت الدراسة إلى أن شعوب المايا أثرت في ذلك الوقت على الغابات المدارية .يقول مؤلف الدراسة تيم بيتش من جامعة تكساس في أوستن بالولايات المتحدة الأمريكية: «لقد بدأنا الآن في فهم البصمة الإنسانية الكاملة للأنثروبوسين في الغابات المدارية».
«فربما تكون شبكات الأراضي الرطبة الكبيرة والمعقدة هذه قد غيرت المناخ قبل فترة طويلة من الزمن».
وقد قام فريق الدراسة بتصوير صوراً عالية الدقة للمناطق من الأراضي محل البحث تبلغ مساحتها 250 كيلو متر مربع، وذك لرسم خريطة الأرض تحت مظلمة غابات المستنقع.
كشفت الصور عن حقول الأراضي الرطبة القديمة والقنوات الموسعة التي اعتمدت عليها شعوب المايا في الزراعة والتجارة خلال فترات من التغيرات السكانية وارتفاع، مستويات البحر، والجفاف.
وأظهرت الدلائل أن الحضارة القديمة قد واجهت ضغوطاً بيئية بما في ذلك ارتفاع منسوب مياه البحر في الفترة من 3000-1000 قبل الميلاد، وعانت أيضاً من نوبات جفاف في 1200- 900 قبل الميلاد، فتعامل شعب المايا مع تلك التهديدات البيئية عن طريق تحويل الغابات إلى مجمعات حقول رطبة، وقاموا بحفر القنوات لإدارة نوعية المياه وكميتها.
يفترض فريق الدراسة كذلك أن المايا تعاملت مع الزيادة السكانية الكبيرة عن طريق إنتاج الغذاء بكميات كبيرة بتوسيع شبكة الحقول والقنوات في الفترة من 1800-1000 قبل الميلاد.
وتم الكشف عن أدلة على وجود العديد من الأنواع الغذائية القديمة مثل الذرة، وكذلك أصداف الحيوانات والعظام، والتي أشارت إلى اعتمادهم على البروتين بشكل كبير.
ويُشير الباحثون إلى أن حرق الغابات واستخدام أراضيها للزراعة من قِبل شعب المايا، ساهم في زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وكذلك الميثان، كما أن الفترة من 2000 إلى 1000 قبل الميلاد تزامن فيها ظهور شبكات الأراضي الرطبة في المايا، وتلك الموجودة في أمريكا الجنوبية والصين.
ويعتقد العلماء الآن أن هذه التغيرات الصغيرة التي حدثت في الماضي البعيد ربما تكون قد ساهمت في زيادة درجة حرارة الكوكب، وأثرت على تسارع تغير المناخ في المستقبل، كما أن تلك النتائج أكدت على أن التأثيرات البشرية المبكرة والواسعة على المناطق المدارية العالمية تسببت في وجود حقبة الانثروبوسين المبكرة.


بتاريخ : 24/06/2020