أشهر الأساطير والخرافات .. شيطان جيرسي

الخرافات والأساطير مجرد اعتقادات أو أفكار قائمة على مجرد تخيلات دون وجود مسبب عقلاني أو منطقي مبني على العلم أو المعرفة، وترتبط هذه الاعتقادات بفلكلور الشعوب أو بالأنماط العليا للتفكير، حسب التحديد الذي وضعه لها جيلبيرت دوران، حيث إنها عادة تمثل إرثًا تاريخيًا تتناقله الأجيال وقد تكون دينية أو أسطورية، أو ثقافية أو اجتماعية، وقد تكون شخصية ترتبط  ببعض الأفراد الذين يصنعون خرافاتهم بأنفسهم، أو يدفعون الآخرين المحيطين بهم إلى صنعها والتكتل حولها.

 

تتحدث الكثير من الأساطير عن مخلوقات خارج حدود معرفتنا، وبعيدة عن قوانين الطبيعة التي نعرفها.. وكل أسطورة تتمحور حول الثقافة الشعبية وفلكلور شعب ما.. وفي مقالنا هذا سنتحدث عن مخلوق فلكلوري لسكان «نيو جيرسي».
شيطان جيرسي.. (كما يسمونه قاطني المناطق الريفية في جنوب نيوجرسي).. هو أسطورة ظهرت منذ 1700م، في القرن الثامن عشر.. وهو مخلوق أغرب من الخيال يعيش في باين بارينز Pine Barrens (وتعني أراضي الصنوبر المقفرة) في جنوب نيو جيرسي.. يظهر من العدم ، ويبدو برأس حصان، يمشي على قدمين من الحوافر، وله ذيل متشعب، وأجنحة جلدية تشبه أجنحة الخفاش.. وتعددت الأقاويل بأن هذا الوحش كان يقتل الماشية والأغنام، ويروع الناس محدثاً صرخات مرعبة يتردد صداها في السماء!
مشاهدات المخلوق من قبل الريفيين
قال رجل يدعى روس مويتس من فرانكلينفيل إنه سمع عن مشاهدات المخلوق وكان الماعز والدجاج يختفي بكثرة وكان يتم العثور على أكوام من الريش والشعر، ولم يصدق الأمر حتى رآه. وكان كما وصفه يمشي على رجليه الخلفيتين وكانتا تنحنيان، وظهره كان على الأقل بطول أربعة أقدام وكان لونه رماديا داكنا وشعره يشبه شعر الجرذان، والذيل يشبه ذيل القرد وكان بطول قدمين، ولم يرى الرأس لكن جاره الذي رآه منذ سنوات قال أنه كان خليطا من رأسي كلب وإنسان وله عينان حمراوان. وقال مويتز أنه سمع من مصدرين مختلفين أن أقدامه كالكنغر كما سمع نفس الأوصاف من إناس آخرين.
من جهته قال جورج سنايدر من مورزتاون إنه رآه في 20 يناير 1909، وكان بطول ثلاثة أقدام بشعر أسود طويل على جسده كله ويداه وذراعاه كالقرد ووجه كالكلب وحافر بظلف مشقوق وذيل بطول قدم.
وقال لويس بوغر من مرتفعات هادون إنه في 21 يناير 1909 رآه وكان يشبه الزرافة وذوعنق طويل ومن نظرة بسيطة قال أن ملامح وجه بشعة وله أجنحة كبيرة وبدا في الظلام أسوداً ورجلاه طويلتان ونحيفتان ووصف وضعيتهما بأنها تشبه البجعة التي تستعد للطيران، وقال أن طوله نحو أربعة أقدام.
وليس فقط المزارعين الريفيين من شاهدوا المخلوق، ولكن شقيق نابيلون بونابرت عندما كان يقوم برحلة صيد في المنطقة عام 1820، رأى ذلك المخلوق المرعب، كما أن الكومودور ستيفن ديكاتور أحد أبطال البحرية الأمريكية رأى ذلك المخلوق عام 1778، وقام بضربه بمدفع بتسديدة صاروخية إلى صدره، لكن يبدو أن ذلك المخلوق لم يتاثر !
وكانت هناك مشاهد متفرقة للمخلوق في أواخر القرن الـ 19، ثم جاء سرب من المشاهدات في شهر كانون الثاني من العام 1909، حيث شاهد مئات من الناس المخلوق في جنوب نيوجرسي، فأصبح الناس في حالة من الرعب، ومنع الآباء أولادهم من الذهاب إلى المدارس، كما أن معظم العمال رفضوا ترك منازلهم للذهاب إلى أعمالهم!
ليس السكان فقط.. فأيضا ذكرت إدارات الشرطة المختلفة في المنطقة عن رؤية ذلك الشيء الطائر، وأطلق بعضهم النار عليه، إلا أنه لم يصاب بأذى.
وذكرت التقارير أن هذا المخلوق قد هاجم عربة مكتظة بالركاب، ثم انتهى هذا الهجوم فجأة مثلما بدأ.. في ظروف غامضة!
أصل الأسطورة
يعود أول ذكر للمخلوق من أيام الهنود الحمر فهناك قبيلة تدعى ليني لينابي أسمت منطقة باين بارينز بوبويسينغ Popuessing وتعني مكان التنين والمستكشفون السويديون أسموا المكان دراكه كيل Drake Kill وتعني قناة أو نهر التنين.
لكن حكاية الأم ليدز وهي السبب في تسميته شيطان ليدز هي أصل الحكاية عند أهالي نيو جيرسي.
تبدأ الحكاية بأن الأم ليدز ذات الإثني عشر ولدا قالت إن طفلها القادم إن حدث وجاء سيكون الشيطان، وفي عام 1735 كانت الأم ليدز تعاني المخاض في ليلة عاصفة واجتمع حولها الأصدقاء، ويعتقد أنه ربما كانت الأم ليدز ساحرة والأب هو الشيطان بنفسه. ثم ولد الطفل طبيعيا لكنه تغير إلى كائن بحوافر ورأس حصان وأجنحة وطواط وذيل على شكل شوكة وهدر وصرخ وقتل القابلة قبل أن يهرب للمدخنة ودار حول القرية قبل أن يتجه إلى أرض الصنوبر. بعد 5 سنوات قام قس بوضع رقية على الشيطان لمائة سنة ولم يُر حتى انقضائها.
وبغض النظر عن كل تلك الأحداث والمشاهدات.. يبقى شيطان جيرسي.. في مجال التراث الشعبي لأهالي جنوب نيوجيرسي، على الرغم من عدم القدرة على شرح كل تلك المشاهدات في العام 1909!


بتاريخ : 25/06/2020