لسعة نحلة في عنق زرافة

 

جئت إلى  هذا العالم في عجالة
لا  صبر لدي
لذا أخسر معارك الحبّ قبل الحرب
أحب  التحليّة قبل الأكلات الدسمة
لذا أشرب  الماء لأُفسد لذة الطعام
أفضل القبلات على صيد الأسماك فوق السرير
لذا تزوجت باكرا
لكن البطون المنتفخة سرٌّ لا تشي به الشفاه المبلَّلة..
عشبَةً كنتُ
سريعاً صرنا غابة
بمهارة عظيمة
أكملت مهامي المقدسة
أسرعت المشي في أحلامي
حتى ظننت أنني ضيعت دهون جسدي
التي لم توزعها  وصيفات أفروديت  بشكل لائق
وحين بدأت فعليا أحب ما أنا عليه
في محاولة جيدة لتخطي اليأس
أتذكر الأمور الصحيحة التي قمت بها
فلا أجد
أتذكر الأمور السيئة،
لاشيء أيضا.
ولأنني أتقن السقوط
ولا أتقن التحكم بجسدي
مازلت أصعد السلالم  ثلاث درجات دفعة واحدة
هاأنت ياجسدي مليء بالكدمات
تشبهُ كائنا بعنق  وسيقان طويلة
أجلسته يد ما  في مقصورة خلفية  لقطار كهربائي
لا شيء تستطيع فعله
سوى أن تطلّ من النوافذ
مستنكرا  كلَّ الأشياء التي تمضي خاطفة
لكنك تدرك جيدا
سيمضي كل هذا دون أن ينتبه أحد
وستكون الحياة مجرد لسعة نحلة في عنق زرافة.


الكاتب : فدوى الزياني

  

بتاريخ : 26/06/2020

أخبار مرتبطة

غدا الجمعة 10 ماي: لقاء حول «جدوى الكتابة اليوم؟» يشارك في هذا اللقاء: إدريس كسيكس، عبد القادر الشاوي، عبد الرحيم

  أصدرت مؤسسة عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية، كما دأبت على ذلك على مدى السنوات الماضية، تقريرها

يرى الأستاذ الجامعي حسن طارق في إصداره الجديد الموسوم ب» الوطنية المغربية تحولات الأمة والهوية»، أنه لا مناص اليوم من

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *