على هامش حريق «مديونة»: بطنجة أزيد من 1700 هكتار التهمتها النيران سنة 2016 و «غابات الشمال» في الصدارة

 

تشهد المساحات الغابوية الممتدة عبر جغرافية البلاد ، من موسم لآخر ، اندلاع حرائق تختلف أحجامها وتتباين خسائرها المادية والمعنوية ، كما تتعدد أسبابها التي يتداخل فيها الطبيعي والبشري .
حرائق تحمل في طياتها “رسائل” الخوف والقلق بخصوص مدى “جودة “الهواء المستنشق، في القادم من السنوات ، سواء من قبل سكان المناطق المجاورة أوغيرهم من الزوار المحليين والأجانب ، بالنظر لما تشكله الغابة من رئة لأوكسجين الحياة السليمة من كل تمظهرات التلوث ذات التداعيات المدمرة .
“رسائل” تستوقف المرء وهو يتمعن في المعطيات الرقمية الصادرة عن الجهاز الوصي، والمتضمنة لحصيلة ” زيارة ” النيران لأشجار ونباتات الغابات الوطنية، علما بأن المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر سبق أن أعلنت، في وقت سالف ، عن افتتاح “أول مركز وطني لتدبير المخاطر المناخية بالمغرب في سياق تعاون ثنائي  بين كل من فرنسا والولايات المتحدة الامريكية” ، والذي يستهدف ، وفق تصريحات المسؤولين ، ” المتابعة والاشراف وطنيا على برامج الوقاية والتنبؤ  في أفق الحد من حرائق الغابات ومخاطر الآفات، وتحسين فعالية وكفاءة عملية التنسيق بين جميع الشركاء ، وكذا بهدف توفير المعلومات في الوقت المناسب حول الحرائق وصحة الغابات وحالة الوسائل المعبأة من أجل التدخل في نقط الحرائق”.
وبخصوص الحرائق المسجلة عام 2016، على الصعيد الوطني، فقد بلغ العدد ، في الفترة الممتدة من فاتح يناير إلى غاية شهر غشت ، 270 حريقا ،  اجتاحت نيرانها 1739 هكتارا، موزعة على 956 هكتارا من الأشجار الغابوية و 782 هكتارا من الأعشاب الثانوية .
واستحضارا للتوزيع الجغرافي للمساحات المتضررة من اندلاع النيران، احتلت منطقة الريف (شمال البلاد)، والممثلة في مدن شفشاون، تطوان، طنجة، العرائش ووزان، صدارة المناطق الأكثر تضررا بمساحة قدرت ب741 هكتارا (73 حريقا) ، تلتها الجهة الشرقية (الناظور،بركان و تاوريرت) بمساحة ناهزت 439 هكتارا بمجموع 45 حريقا.
وفي السياق ذاته ، تجدر الإشارة إلى أن عدد حرائق الغابات المسجلة عبر التراب الوطني، في الفترة المتراوحة بين فاتح يناير و رابع غشت 2014، بلغ أنذاك 234 حريقا، هم مساحة تناهز 576 هكتارا، 44 في المائة من هذه المساحات تتمثل في الأصناف الثانوية والأعشاب والحلفاء، وفق بلاغ للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، والذي كان قد أفاد بأنه “مقارنة مع نفس الفترة خلال العشر سنوات الماضية، تشكل هذه الأرقام انخفاضا في ما يتعلق بالمساحة التي اجتاحتها النيران بنسبة 58 في المائة”.
وحسب المصدر ذاته ، فإن قراءة للتوزيع الجغرافي للمساحات المتضررة من الحرائق خلال سنة 2014، تبين أن المنطقة الشرقية (الناظور، بركان وتاوريرت) تأتي في مقدمة المناطق المتضررة من الحرائق بمجموع (60 حريقا)، إذ أن المساحة التي اندلعت فيها النيران تقدر ب244 هكتارا، تلتها منطقة الريف (شفشاون، تطوان، طنجة، العرائش ووزان) التي أتت فيها النيران على مساحة تقدر ب106 هكتارات من خلال 66 حريقا.
إنها أرقام تؤشر على أن أخطار الحرائق، التي تجتاح الغابات على امتداد خريطة البلاد ، وتتسع دوائرها في فصل الصيف ، بفعل عامل ارتفاع الحرارة أساسا ، كما هو الحال في بلدان متوسطية أخرى – البرتغال ، اسبانيا .. نموذجا – تشكل تهديدا دائما يستوجب مزيدا من اليقظة وتضافر جهود الجميع ، تعلق الأمر بالسلطات المسؤولة أو فعاليات المجتمع المدني، المدعوة إلى مضاعفة مبادراتها التحسيسية والتوعوية بشأن التزام السلوك المواطن القويم، المبني على تفادي كل عوامل إشعال النيران كيفما كانت طبيعتها ولو ارتدت لبوس أعقاب سجائر مهملة ؟


الكاتب : حميد بنواحمان

  

بتاريخ : 04/07/2017

أخبار مرتبطة

  عرف ملف الأساتذة الموقوفين منعطفا جديدا، صباح أمس الاثنين، فبعد أن كان المعنيون على موعد مع المجالس التأديبية التي

نصف المصابات بسرطان عنق الرحم يفارقن الحياة بسبب تشخيص المرض في مراحل متأخرة     أكد الدكتور محمد بنعزوز، المسؤول

لن يستغرب الشاهد على ما يجري في العالم القروي بإقليم تارودانت، وفي القبائل المنتمية إلى دائرة ايغرم على وجه الخصوص،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *