محمد الناصري.. حكاية جندي مغريى تعرض للاحتجاز القسري بمعتقلات تندوف لأزيد من 24 سنة -04- ولوج الجندية ومرتزقة البوليساريو تضرب قشلة حوزة

محمد الناصري قصة متشعبة لدروب الحياة الشائكة. لم تمهله التفاصيل الشاردة مع سيولات الزمن متسعا من الوقت ليتنفس هواء الحب و المتعة لترمي به في قلب مغامرة اختبر فيها معنى القسوة و الألم، و العذاب و الألم..
قدر عليه أن يكون يتيما أُم وهو رضيع، قبل أن يُمْنَعَ من ممارسة شغبه الطفولي .. وبين حضن الجدة في الجبل وزوجة الوالد، قساوة عنوانها عصا الوالد بدل دفء الأُبوّة.. تم امتهان الشقاء بعيدا عن جحيم البيت..
قصة محمد الناصري، حكايات تتشعب بين الاحتجاز القسري بمعتقلات تندوف، حيث كان نصيبه أزيد من 24 سنة من التعذيب خلف الاسوار المظلمة التي غيبته عن أسرته و محبيه، مغيبة معها أيضا أزهى أيام شبابه، لكنها أيضا قصة بليغة لملحمة فردية من الصمود و الأمل و الإيمان الصادق …

 

اتخذت قرار الدخول إلى الجندية بشكل نهائي وكان لابد من الذهاب غى مسقط راسي لتهيء الوثائق المطلوبة لذلك كعقود الازدياد وبطاقة التعريف.. عندها لم تكن البطاقة على الشكل الحالي بل كانت تسلم في مقر القيادة وكان يوقع عليه قائد القيادة التي يدخل ضمنها تراب مسقط الرأس..
هيأت كل الوثائق المطلوبة وتوجهت نحو مدينة أكادير.. حيث يتواجد ابن خال لوالدي وهو ضابط في الجيش..
حين أخبرته بأن مجيئي لمدينة أكادير هو بقصد ولوج الجيش.. لم يعجبه الامر وحثني على العدول عن قراري لكنني كنت مصرا على أن أكون جنديا يدافع عن وطنه ويحس بأن له دور مهم يقوم به لفائدة بلده.. أعطاني مهلة شهر للتفكير على أن أتراجع، لكنني لم أغير رأيي، فما كان عليه إلا أن يتسلم وثائقي ويسجلني في الجندية في المنطقة العسكرية بإنزكان، لأغادر يومها عالم المدنية إلى الجندية..
قضيت ستة اشهر من التداريب مع جنود كانوا بالنسبة لي إخوان وأصدقاء، وعوضوا لي الثمانية عشر سنة من الالم والقساوة داخل اسرتي التي افتقدت فيها الدفء المطلوب.. بعدها سيننتقل إلى مدينة طانطان في شهر أكتوبر من سنة 1975.. كنت اشرف على مجموعة تتكون من 12 شاحنة حيث ننقل الدخيرة من منطقة تسمى الواد الواعر الى مدينة طرفاية ونبيت ليلتنا هناك تم نعود للواد الواعر ونذهب بالدخيرة إلى منطقة المسيد ونبيت هناك تم نعود وهكذا داوليك إلى انهينا خزائن الدخيرة بالواد الواعر..
بعد انتهاء المسيرة دخلنا الى الصحراء وبالضبط لأبطيح ومنها إلى مدينة السمارة ومن هذه الأخيرة الى منطقة حوزة، هناك عرفنا الكثير من المعاناة..
في يوم عيد الاضحي سنة 1975 بمدينة حوزة وزعوا علينا الأضاحي، أول من ذبح هو الضابط المسؤول عن سيريتنا.. لم ينته من الذبح حتى فوجئنا بقذيفة تنزل علينا.. من حسن الحظ أنها لم تصب احدا..
خرج أحد رؤسائنا يدعى توفيق عبد المجيد، استطلع االمنطقة أمر احد الجنود بأن يأتيه بسيارة عسكرية رباعية الدفع، هيأ السلاح بنفسه، تحرى بدقة متناهية الجهة التي تأتي منها القذائف، وجه قذيفته ليصيب الهدف حيث قضى على مجموعة من ثلاثة افراد للبوليساريو والتي كانت توجه لنا القذائف..
مدينة حوزة آنذاك بها بعض الصحراويين ينصبون خيامهم خارج القشلة لكن لديهم بعض المحلات التجارية داخل القشلة.. محلات كانت تباع فيها بعض السلع الجزائرية مع العلم ان لديهم ايضا السلع المغربية.. وكان الجنود المغاربة وباتفاق مع إسبانيا ما إن ينسحبون من قشلة أو مركز عسكري في الصحراء يدخله الجنود المغاربة على التو..
في المساء م نفس يوم عيد الاضحى وبعدما غطى الليل بظلامه المنظقة حتى تم الهجوم علينا بوابل من الرصاص، كان فيلقنا مقسم إلى ثلاثة أقسام كل قسم تم تطويقه لوحده لكن الغريب هو ان القذائف كانت تأتينا من داخل خيام الصحراويين الموجودة خارج القشلة.. أحد القادة أمر بضرب اتجاه الخيام .. توقفت بعدها ضرباتهم.. في ذلك اليوم أصيب من صفوفنا جنديان واحد من أكادير والاخر من صفرو وتم حملهما بالمروحية في الصباح الموالي لمدينة أكادير..


الكاتب : محمد المبارك البومسهولي

  

بتاريخ : 06/07/2017