إطلالات تلفزيونية

الإشهار المستورد

ما يسترعي انتباهي في وصلة اشهارية لمشروب غازي على الدوزيم طيلة شهر رمضان الماضي ، ليس لونه ، ولا مذاقه ولا وصفات تحضيره، وإنما تلك الضحكة الخمسينية أو الصرخة التي تطلقها نجمة هذه المشهد الذي يتكرر يوميا عقب الانتهاء من تحضير المشروب أو تذوقه تعبيرا عن الذوق والنكهة . (هإيو ) ضحكة للممثلة القديرة فاطمة وشاي وإن كانت تضفي نوعا من العفوية ، وتولد مشاعر أقرب إلى الطفولة وحاجات يصعب التعبير عنها إلا أنها وبمؤاخذة حنونة تبعث على التصابي ولا تتناسب مع السياق ..ما يؤكد أن الإعلام المغربي المتلفز اليوم سمح لتركيا رسميا للمرور من المسلسلات إلى الإشهار !!

كواليس الخاوة تبد ع أحسن
إمعانا في استبلاد المشاهدين قدمت القناة الثانية نهاية سلسلة (الخاوة) فصلا تسميه دون حياء كواليس التصوير . والفكرة في جوهرها تقليد دأبت عليه كبريات شركات الإنتاج العالمية حيث تبرز أقوى لحظات النجوم والمشاهد عفوية وواقعية مثال نجم الأكشن ( جاكي شان ) جان كلود فان دام )…
وإمعانا في التقليد الأعمى للفكرة عند القناة الثانية، يتضح العبث والضحك على الذقون بشكل أكثر تشويها عند أبطال السلسلة ، فلا هي مواقف درامية، ولا حتى كوميديا مواقف هزلية، إنها بكل بساطة تصنع وتكلف وأداء وفق منطق (كور واعطي لعور) لدرجة يتمنى المشاهد أن تبث القناة كواليسها وسقط المتاع أفضل بكثير مما انتقته للعرض النهائي ، علما أن كلا الصنفين مجرد خواء وكلام ليل يمحوه النهار فضلا عن كونه ضياع و تبذير للمال العام ليس إلا !!!أن يتجمع الناس حول مشهد تلفزيوني في رمضان كما لو يتحلقون حول حادثة سير في الشارع العام .. لا متعة فقط الفضول والمأساة.


الكاتب : عزيز باكوش

  

بتاريخ : 22/07/2017