رسائل الكتاب 4 : ست رسائل من بورخس إلى ستيلا كانتو

1.

اليوم، الجمعة، 18
عزيزتي ستيلا:
لا أعرف متى ستقرأين هذه السطور، ولا أعرف إن كنتِ هنا أم في أوروجواي. أعتقد أنني سأتخلى هذا العام عن إجازات أخرى كان يجب أن أقضيها في «أدروجيه» (حيث يعملون على تأسيس مدرسة). أنا غارق في العديد من المهام: كتابة مقدمة لـ «روايات نموذجية» ومقدمة أخرى لـ»الفردوس المفقود»، ومقدمة ثالثة لكتاب إمرسون، بالإضافة لقصة لكتاب أنطولوجي لي سترسمه إليزابيث وريد، وقراءة لأربعة كتب مرشحة لجائزة الدولة في الفلسفة. وقراءة العديد من الأعمال المسرحية المقدمة في جائزة، وكذلك كتابة العديد من عروض الكتب وأغلفة الكتب والأخبار.

يا ستيلا، لم أشعر أبدًا أني قريب منك هكذا، الآن بت أتخيلك وأفكر كثيرًا فيك، لكن ذلك يحدث وأنا أعطيكِ ظهري أو جانب وجهي. وبعيدًا عن لقاءاتي مع بيوي لا أرى أحدًا. أتمنى لك السعادة.
خورخي
***
2)
الأحد، الساعة الثالثة

عزيزتي، البعيدة ومن لا أنساها، ستيلا:
لم أجد ورقًا آخر لخطاب في «لاس نوبيس» إلا هذه الورقة المختومة بشعار «Denver»، حيث ولد بوفالو بيل (بحسب ما أطلعني إنريكي أموريم الذي يطلق اسمك أو اسم دورانتي أو افيلانتال من حين لآخر ليختبر رد فعلي). ذهبنا في وابور حتى محطة «كونثيبثيون»، ومن هناك ركبنا قطارًا ومررنا بسهول أرض حمراء بها خيول ونخيل سامق حتى بلغنا «كونكورديا»، ومن «كونكورديا» وصلنا»سالتو» بـ لانش. وبشرود شاهدت عدة بيوت محتها بفظاظة ذكريات عنيفة عن زاوية ابتسامتك، عن نبرة صوتك وأنتِ تقولين Georgie، عن ناصية بـ «لوماس» أو «لا بلاتا»، عن تحذيرات المناضد ببارات «كونستيتوثيون»، عن ساعتي في محفظتي، عن أصابعي تتحسس الورق. أن أفكر أني بعد أسبوع (وربما قبل ذلك) سنلتقي مرة أخرى يبدو لي حدثًا سعيدًا بعنف؛ أن أفكر أني مضطر لأنتظر عدة أيام يبدو لي غير محتمل. هذا الصباح (انظري كم أنا اقتصادي) قرأت، أمام قفص بومة في حديقة، الشطور الأولى من Sudden Light. (قولي لـ أدولفيتو إني عثرت على نسخة من «الجاوتشيون الثلاثة الشرقيون» لـ أنطونيو لوسيش، وهو رجل كما يقولون أقام فنارة ليقوضها في الوقت المناسب ويكتشف الغرقى).


بتاريخ : 27/07/2017