تلميذة من ذوي الاحتياجات الخاصة: مريم عمري .. حصلت على الباكالوريا بمعدل متميز وتحلم بولوج كلية الطب

 

نظمت الثانوية التأهيلية فاطمة الزهراء التابعة للمديرية الاقليمية الفداء مرس السلطان بالدار البيضاء، زوال يوم الخميس 2017/07/21 حفلا احتفت فيه بالمتفوقين والمتفوقات في امتحانات شهادة البكالوريا بمعدلات مرتفعة، وبعض الأطر التربوية والادارية التي بلغت سن التقاعد بعد سنوات من البذل والعطاء. هذا الحفل الذي نظمته جمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بتنسيق مع إدارة المؤسسة، ترأسه مدير المديرية الاقليمية لوزارة التربية الوطنية بالمنطقة وحضره باشا باشوية المشور ورئيس جماعة المشور،تخللته أمداح نبوية ووصلات فنية من الدقة المراكشية، وكلمات وشهادات في حق المتقاعدات والمتقاعدين.
ومن أبرز اللحظات المميزة للحفل تلك المتعلقة بحدث حصول التلميذة مريم عمري على الباكالوريا، وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة من مواليد 1996 وبمعدل جيد 15 .هذه التلميذة التي تحدت إعاقتها، حيث تعتبر نفسها إنسانة عادية تندمج بسرعة مع الآخرين، لم يسبق لها أن رسبت في أي سنة دراسية، بل تنتقل دائما من مستوى تعليمي لآخر بمعدلات جيدة، فحتى الامتحان الجهوي حصلت فيه على معدل 16، وهوالأمر غير المتيسر لآلاف المترشحين الذين لا يعانون من أية إعاقة.
وحسب ما أكدته مريم للجريدة، فإنها درست مستوى الجذع المشترك وهي على كرسي متحرك لإصابتها في إحدى رجليها، وكانت تصعد الدرج بمساعدة التلميذات والتلاميذ، فكسبت تعاطف واحترام جميع مكونات الثانوية من إدارة وأطر تربوية و تلميذات وتلاميذ ،وتبنتها جمعية الأمهات والآباء والأولياء التي كانت تتابع عن قرب مسيرتها الدراسية وتحرص على توفير كل المستلزمات الدراسية التي تحتاجها، فبالاضافة إلى اجتهادها ومستواها الدراسي المرتفع فهي تمتاز بأخلاق عالية وصفات حميدة، تأسرك بسلاسة الحديث عن مختلف مراحل مسارها الدراسي، وكذا الكلام عن محيطها العائلي الخاص بصدر رحب وبابتسامة عريضة… «بهذه الصفات والأخلاق استطاعت مريم الاستحواذ على قلوب الجميع» يقول عدد ممن حضروا الحفل.
التلميذة مريم عمري التي اجتازت امتحانات الباكالوريا بالثانوية والاعدادية القسطلاني، والتي حصلت عليها في الدورة العادية، ومن خلال جريدة الاتحاد الاشتراكي وجهت رسائل عديدة إلى: أولا التلميذات والتلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة تدعوهم «إلى التمسك بالأمل والثقة في لله تعالى، والعمل من أجل ألا تكون الإعاقة مصدرا للفشل، بل على العكس من ذلك، لابد من بذل جهد مضاعف، كي لا يشعر الآخر بأنك شخص تنقصك أشياء معينة ، فبالعزيمة ممكن أن نحقق ما يبدو مستحيلا . لقد اعتمدت على نفسي منذ بداية دراستي التي كانت كلها بالمدرسة العمومية، واستطعت الاندماج مع باقي التلميذات والتلاميذ، وعامة الناس بالشارع أو الحي.. الكل يعاملني حسب سني وعقلي ودراستي وليس شكلي وقصر قامتي»،«وهنا لابد من تقديم كلمة شكر، تضيف مريم، لجميع مكونات الثانوية التأهيلية فاطمة الزهراء، من إدارة، حراس عامين، أطر تربوية، صديقاتي وأصدقائي التلاميذ ،أعضاء جمعية الأمهات والآباء والأولياء الذين كنت أحس وأشعر أنني أحتل مكانة خاصة في قلوبهم، ليس عطفا تجاهي بسبب وضعيتي الجسدية، ولكن كإنسانة عادية ذات شخصية مستقلة. الحمد لله لقد استطعت أن أفرض نفسي بمستواي الدراسي وبأخلاقي، وكلهم أحبوني وأنا بدوري أحبهم جميعا».
عن طموحاتها المستقبلية أكدت التلميذة مريم عمري أن أمنيتها هي ولوج كلية الطب وتحلم بأن تصبح طبيبة نفسانية.. وفي هذا السياق ناشدت الجهات المعنية، العمل على تيسير سبل التحاقها بكلية الطب، متمنية ألا تكون «إعاقتها» الجسدية سببا لإعاقة مسارها التكويني العالي، في أفق تحقيق أمنيتها الغالية، التي ستواصل الاجتهاد والمثابرة من أجل بلوغها.


الكاتب : محمد تامر

  

بتاريخ : 01/08/2017