نكهة مغربية موسيقية خالصة تطبع اختتام فعاليات مهرجان «جوهرة» الدولي» بالجديدة

ختتمت أول أمس السبت، 5 غشت الجاري، فعاليات الدورة السابعة لمهرجان « جوهرة» الدولي للموسيقى التي نظمتها عمالة إقليم الجديدة بشراكة مع جمعية دكالة، وذلك على إيقاع موسيقى غني ومتنوع احتضنت أمسياته المدن الرئيسية للثلاث للإقليم البئر الجديد، أزمور و عاصمة الإقليم الجديدة، التي استقطبت منصاتها عشرات الآلاف من المهرجانيين من أبناء الإقليم وزواره..، الذين تفاعلوا مع أغلب العروض التي برمجتها اللجنة المنظمة للدورة، خاصة تلك التي احتضنها فضاء «الهيبودروم»(مضمار سباق الخيل) بالجديدة، حيث كان الجمهور الذي ملأ معظم جنبات الفضاء الفسيح، على موعد مع الفنان الجزائري قادر الجابوني، الذي قدم ألوانا ممتعة من فن الراي تفاعل معها الجميع غناء وترديدا طيلة ساعتين، لم ينقطع فيها الجابوني، بإمكانياته الصوتية المتميزة، عن أداء أغاني خالدة من فن الراي الجزائري – المغربي، وبالأخص أغاني الأسماء التي بصمت مسار هذا الفن الذي لازالت له شعبيته الواسعة بين مختلف الأوساط الاجتماعية والفئات العمرية..، ومثله فعلت الفنانة المغربية الصحراوية سعيدة شرف، التي أبت إلا أن تترك بصمتها في هذا المضمار ، وهي تدلي بدلوها فنيا بصوتها الجهوري، حيث قدمت فواصل متنوعة من ريبرتوارها الغنائي الخاص و المغربي و العربي.. تفاعل معها الحضور ، بدوره، بشكل لافت.
أما ساكنة أزمور فكانت، كذلك، على موعد لونين موسيقيين مختلفين. الأول فن الراي، الذي كان نجمه ليلة السبت الفنان المراكشي «سامي راي» الذي يبدو أنه أصبحت لدية حصيلة جد محترمة من الأغاني الخاصة على مستوى هذا النمط الغنائي… تضاهي حصيلة أبرز ممثليه مغربيا ومغاربيا.. باعتبار التجاوب الذي حصل بينه وبين الجمهور في هذا السياق.. و الثاني الفن الشعبي، الذي كان نجمه الفنان الداودي، الذي استعرض أمام عشرات الآلاف من الحاضرين مختلف أنواع العيطة المغربية التي تفاعلوا معها ترديدا ورقصا..
بدورها سجلت منصة مدينة البئر الجديد برمجة فنية موسيقية متنوعة، استقطبت إليها أعدادا محترمة من الجماهير ، تفاعل أغلبها إيجابا سواء مع الوصلات الغنائية التي قدمها بداية الفنان «السي المهدي» أو تلك التي استعرض الفنان الشعبي «عادل الميلودي»..
وقبل ذلك، كانت ليلة الجمعة الماضية قد شهدت المنصات الفنية الثلاث، المومأ إليها، برمجة فنية موسيقية مميزة..، أمام حضور جماهيري غفير، بل وقياسي في « الهيبودروم»، حيث تابع بتجاوب كبير إبداعات المجموعة المكناسية «آش كاين» في فن الراب، الذي وظفت فيه موسيقيا أنغاما وجملا من التراث الموسيقي المغربي بمختلف تلاوينه العريقة و الحديثة..، الشيء الذي لقي استحسانا جيدا من قبل المتتبعين… ، والأمر نفسه بالنسبة للفنان الشعبي سعيد الصنهاجي المعروف بأسلوبه الخاص في العزف و الأداء، حيث وجدت جميع وصلاته الغنائية، التي تعتمد على موسيقى» الساكن»و «الحال»..، تفاعلا منقطع النظير .. وبالدرجة نفسها تقريبا حظيت منصة البئر بإطلالة خريجة برنامحي «استوديو دوزيم» المغربي و «دوفويس» (أحلى صوت) الخليجي الفنانة لمياء الزايدي التي قدمت وصلات غنائية خاصة بها وبالأغنية المغربية… كما حظيت بإطلالة الفنان الشعبي «ولد الحوات». الذي يعتبر من الفنانين الذين يتقنون فن العيطة بأسلوبهم الخاص، والذي كان له وقع على حضور الفضاء ..
أما في مدينة أزمور فقد كانت أمسيتها الفنية بنكهة طربية و»شعبية».. الأولى مثلها الفنان الشاب مراد البوريقي.. الفائز بلقب برنامج «دوفويس» في نسخته الأولى والثانية مثلتها الفنانة الشعبية»الستاتية».
وتجدر الإشارة إلى أن قبل انطلاق الأمسيات الفنية في المنصات الثلاث، عرف أحد المنتجعات السياحية الكبيرة بمدينة الجديدة تنظيم ندوتين صحافيتين( الجمعة و السبت) كانت فرصة لبعض الفنانين ، باستثناء فناني الأغنية الشعبية الذين غابوا عنها لأسباب مجهولة، لتقديم بعض تصوراتهم وآرائهم، أحيانا، أفرزت بعض المشاحنات والاستفزازات… في القضايا التي عرضت عليهم من قبل بعض الإعلاميين، وخاصة في ما يتعلق ببعض الأمور الشخصية..الخارجة عن الإطار الفني الموسيقي..، كما أفرزت الكشف عن جديدهم الفني والمشاريع المستقبلية . ويتعلق الأمر في هذا السياق بالفنانة لمياء الزايدي, مجموعة «آش كاين»،»السي مهدي» و»سامي راي»، … هذا الأخير الذي أكثر الفنانين استهدافا من قبل بعض « المتطفلين» على المجال الإعلامي… وهو ما جعله (سامي راي) يخرج ، بين الفينة و الأخرى، في ندوته « الصحافية» عن السياق الذي وضع لأجلها…
وموازاة مع أمسيات الدورة السابعة ل»جوهرة» فقد عرفت أيام المهرجان أنشطة فنية لامست بعضا من مشارب الإبداع الإنساني الأخرى من قبيل التشكيل، حيث برمج معرضان، الأول للفنانة التشكيلية مليكة العراقي احتضنه رواق الراحلة التشكيلية الفطرية المغربية الشعيبية طلال، و الثاني معرض جماعي ساهم في تزيين جدران رواقه مجموعة من التشكيليين ، وهو رواق الكاتب المغربي عبد الكبير الخطيبي.
وعلى مستوى فن الدراما تمت برمجت اللجنة المنظمة للمهرجان، عروضا مسرحية للعموم بفضاء الكنيسة بالحي البرتغالي، حيث قدمت مسرحية «أحلام عربية» لفرقة « ربيع الإيداع» و مسرحية « عفريت الليل» لفرقة « القناع الأزرق» ، كما قدم، بالمناسبة، عرض ل»مسرح الحلقة» بإحدى ساحات الحى البرتغالي تحت عنوان « ملء الفراغ بالشعر» لفرقة «ماجوريت»، وقد كان عرضا ناجحا من حيث الإقبال الجماهيري و التجاوب معه …
وفي السياق نفسه لم تخل برمجة الدورة السابعة من أنشطة مخصصة للأطفال احتضنها المنتجع السياحي سيدي بوزيد، حيث استفاد أطفال المنتجع من ألعاب مختلفة وورشات في فن الرسم و النحت و عروض في فن الكراكيز….
وتنبغي الإشارة إلى أن هاته التظاهرة التي استقطبت إليها مئات الآلاف من ساكنة إقليم الجديدة وخارجه، طيلة ثلاثة أيام، لم تسجل فيها ، فيما يبدو، أي حوادث أمنية خطيرة، باعتبار التدبير الأمني المحكم الذي ساهمت فيه مختلف الأسلاك الأمنية بالمنطقة..


الكاتب : جمال الملحاني

  

بتاريخ : 07/08/2017