مقتطفات من تاريخ الحركة الوطنية يرويها المقاوم امحمد الظاهر .. الاحتفاء بعيد العرش المجيد 15

قبل رحيله إلى دار البقاء ألف حول الحركة الوطنية بالمدينة القديمة، تحت عنوان ثنايا الذاكرة، إنه المناضل الكبير الغيور على وطنه المرحوم ذ. امحمد الظاهر، فمن هي هذه الشخصية البارزة، التي قاومت الاستعمار الفرنسي
مع زمرة من المقاومين الذين نقشوا
تاريخ الحركة الوطنية بمداد من الفخر والعز والكرامة؟
ولد سنة 1931 بالمدينة القديمة بالدار البيضاء، وفي أول خطوة له، نحو التمدرس التحق بالكتاب القرآني، فحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، بعدها التحق بالمدرسة العبدلاوية، حيث نال الشهادة الابتدائية، تم تابع دراسته بجامعة القرويين بمدينة فاس، وبها أدى القسم على يد الشهيد عبد العزيز بن ادريس العمراني الحسني رحمه الله ،بعدها انتقل إلى مؤسسة عبد الكريم لحلو بالدار البيضاء، إلا أن القرار الجائر الذي أصدره المقيم العام الجنرال جوان حال دون حصوله على شهادة البكالوريا، فالتحق بالتعليم الرسمي كمدرس للغة العربية بالدار البيضاء لحزب الاستقلال، ومنها مباشرة إلى صفوف المقاومة المسلحة المغربية .اعتقل يوم 16 يونيو 1963 بمقر الكتابة العامة للاتحاد الوطني للقوات الشعبية بالدار البيضاء، مزج بين النشاط الوطني والسياسي والعمل الجمعوي خلال مسيرة الجهاد الأكبر بعد الاستقلال، فحصل على الوسام الوطني لأطر ومسيري بناء طريق الوحدة من طرف الملك المحرر المغفور له محمد الخامس، وساهم في بناء »الاتحاد الوطني للقوات الشعبية«، حيث انتخب عضوا ضمن الكتابة المحلية لفرع المدينة القديمة، وعضوا في اللجنة المركزية بالدار البيضاء .انتخب نائبا برلمانيا بالدائرة الثانية لعمالة الدار البيضاء في أول برلمان يشهد النور على يد المغفور له الحسن الثاني. أنعم عليه جلالة الملك محمد السادس بوسام المكافأة الوطنية من درجة ضابط، كما حصل على الدرع الوطني من طرف المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وحظي بتكريم من طرف مؤسسة الزرقطوني للثقافة والأبحاث.

تحت تأثير النشوة الكبرى بإفشال «المخطط »الانتخابي»،« اندمج الجميع بمعنويات عالية في التهييء للاحتفاء بالذكرى الرابعة والعشرين لعيد العرش المجيد. الذي اعتاد الشعب المغربي إحياء ذكراه الغالية سنويا للتعبير عن مشاعر الولاء والامتنان. بما كان يقدمه العاهل المفدى من جليل الاعمال لبلاده وشعبه بمساندة قادة الحركة الوطنية الذين صدقوا الله ما عاهدوا عليه ووفوا العطاء بغير حساب.
والاماكن الرسمية التي كانت تحتضن هذه الاحتفالات المجيدة التي كان ينظمها رجال الحركة الوطنية وتغطي رقعة المدينة القديمة. مهد الوطنية والمقاومة بالثغر البيضاوي بشكل استراتيجي هادف. الحفل الذي كان يقام بقيسارية «»ابن شوعة»» التي تعرف ب «»قيسارية درب كناوة«« الكائنة بزنقة الجديدة. والذي كان بتفعيل المقاومين: احمد اليوبي والحاج عبد العزيز وشقيقه المفضل لحلو. بمشاركة المناضلين الشقيقين الحاج عبد الرحمان والحاج عبد الهادي برادة ومن معهم من المواطنين تجار القيسارية وهو أول مكان رسمي شهد الاحتفال بعيد العرش المجيد. والذي كان يحضره باشا المدينة بصفة رسمية. الا أن السلطة الاستعمارية كانت تحرص دوما على ادماج الراية الفرنسية بين الاعلام الوطنية لاثبات الذات. وفي هذا المكان دون غيره. وسرعان ما تصدى لها الوطنيون لتختفي إلى الأبد.
الحفل الثاني كانت تستضيفه ساحة وازان المشهورة ب»عرصة »فتيحات»« قرب الباب الجديد. وكان يشرف على تنظيمه المناضل شعيب شجاعدين وبتفعيل الشهيد بن صالح محمد بولعقول الحريزي ومحمد اجضاهيم. والوطني الملتزم الحاج محمد القرقوري المكلف بالتمويل. تغمدهم الله بواسع رحمته. وفي اطار الاحتفال بعيد العرش المجيد يوم 18 نونبر 1951 صنعت اللجنة المنظمة. وعلى رأسها الشهيد محمد الزرقطوني. الذي لعب دورا كبيرا في التنظيم وفي الاشراف العام على الحفل، قوسا ممتازا وضعت فيه رايات الدول العربية الشقيقة بمناسبة تبني جامعة الدول العربية القضية المغربية وتقديم مطالب المغرب المشروعة على أنظار مجلس الامم المتحدة بعد خطاب طنجة التاريخي. وما أن علمت السلطات بهذا الأمر حتى هرعت إلى عين المكان برئاسة الكمندان روسو وعملاءه وافراد البوليس السياسي وفرقة من الشرطة الذين كانوا في حالة استنفار كعادتهم في مثل هذه المناسبات. وأرادوا التدخل بشكل عنيف لإزالتها لكن اللجنة المنظمة حالت بينهم وبين ما يشتهون وفضلت ان تتولى انزالها بطريقة مشرفة بعد أن أدت مهمتها طيلة يوم كامل تقريبا على أحسن ما يرام. تولى الشهيد الزرقطوني إزالتها واحدة تلو الأخرى. تحت ذوي الزغاريد وهتاف الجماهير المحتفلة والتي حجت إلى مكان الحفل بعد ان شاع خبر التطويق.


الكاتب : إعداد: محمد تامر

  

بتاريخ : 07/08/2017