أسدل الستار مساء يوم السبت الماضي على فعاليات الدورة السابعة لمهرجان جوهرة الدولي ،التي اعتبرتها اللجنة المنظمة بالدورة الناجحة مرتكزة في ذلك على عدد الجمهور الذي ملأ جنبات المنصات الثلاث في يوم الاختتام التي قام باحياء أمسياتها كل من قادر الجابوني وسعيدة شرف بمنصة هيبودروم بالجديدة (250000 متابع) ، وسامي راي والداودي بأزمور (150000) وسي المهدي وعادل الميلودي بالبئر الجديد (120000)، والتي تخللها بفضاء حلبة سباق الخيول بالجديدة ( الهيبودروم) أطلاق للمفرقعات والشهب الاصطناعية أضاءت سماء جوهرة بألوان زاهية.. أبهرت جمهور فضاء الحلبة وساكنة مدينة الجديدة.. في إشارة لتوديع دورة ناجحة والتطلع إلى استقبال دورات أخرى في نفس المكان والزمان.
لكن النجاح هنا يتطلب بعض التدقيق في التفاصيل، فالشكل دائما لا يعكس المضمون، أو، كما يقول المثل الفرنسي les apparences sont souvent trompeuses .. فمنذ اليوم الأول على انطلاق مهرجان جوهرة الدولي، أي يوم الخميس 3 غشت 2017 ، ووسائل الإعلام بمختلف مشاربها تقوم بتغطية أطوار الحدث الفني والثقافي، محاولة رصد كل كبيرة وصغيرة تتعلق بجميع مراحل المهرجان وبمنصاته المقامة بثلاث مدن وهي الجديدة وأزمور والبير الجديد.
فرغم نجاح المهرجان من الناحية الشكلية، إلا أنه تم تسجيل بعض الاختلالات والنواقص المرتبطة بالتنظيم الداخلي انعكس بالخصوص في سوء التدبير خاصة في الندوات الصحفية التي كانت تقام بمنتجع مازاغان، والارتجالية في التنسيق بين المنظمين، التي أرجعها بعض المسؤولين إلى ضعف الموارد المادية لهاته الدورة..
إلا أن هذه المبررات لا علاقة لها بمجموعة من السلوكات صدرت عن بعض مسؤولي المهرجان، والتي تعتبر بعيدة كل البعد عن الجانب الأخلاقي والمهني والمادي أيضا، فمثلا لا يوجد هناك أي مبرر لكي تتعرض إحدى الزميلات الصحفيات إلى التعنيف من قبل شخص قوي البنية لا يظهر عليه حارس الأمن الخاص أو رجل الأمن الوطني..، وقع ذلك عندما طلبت الزميلة الصحفية وهي تشتغل في إحدى الجرائد الإلكترونية الوطنية، إجراء حوار صحفي مع مغني الراي الجزائري قادر الجابوني، مباشرة بعد انتهائه من تقديم سهرة غنائية ساخنة أمام الجمهور، فتم منعها من قبل الشخص الذي ادعى أنه يتوفر على «بطاقة ملكية»، فأطلق العنان لنفسه في التعنيف اللفظي والجسدي أمام مرأى ومسمع الحاضرين الذين أصابهم الذهول من شدة الصدمة..
وفي اليوم الأخير من عمر مهرجان جوهرة، قام احد الحاضرين في مؤتمر صحفي بمنتجع مازاغان، ادعى أنه صحفي، وقام بمهاجمة المغني المغربي «سامي راي» الذي كان رفقة المغني «سي المهدي» ونعته بأقدح النعوت، متجاهلا أدبيات الحوار وأخلاقيات مهنة الصحافة، ولولا رزانة هذا الفنان الذي عرف كيف يحتوي الموقف بدم بارد، لرد بالمثل وعمت الفوضى في القاعة.
أما بالنسبة للمكان المخصص للصحفيين في جميع المنصات الثلاث، فقد عرف اجتياحا من قبل الجمهور الحاضر أمام أعين المنظمين وحراس الأمن، بالإضافة إلى سلوكات غير طبيعية صدرت عن بعض الشباب، تبين أنهم تحت تأثير المخدرات والكحول مما عرقل بشكل واضح عمل الصحفيين.
وهنا لابد من طرح أسئلة، لماذا لم يتم طرد الشخص الذي هاجم الفنان من القاعة وتقديم الاعتذار بشكل رسمي وأمام الملأ إلى سامي راي؟
إذا لم يكن الشخص الذي عنف الزميلة الصحفية له صفة رجل أمن ولا حارس شخصي ولا يتوفر، كما ظهر في الصورة، على بطاقة تحمل أي صفة معينة، فما سبب تواجده في الكواليس، وهو المكان الوحيد الذي لا يمكن لأي كان بما فيهم الصحفيون الولوج إليه بدون بطاقة المهرجان بالإضافة إلى السوار البلاستيكي ؟ من المسؤول عن الفوضى التي عرفها المكان المخصص للصحفيين ؟ لماذا تم استثناء جميع الفنانين الشعبيين من المؤتمرات الصحفية المقامة بفندق مازاغان ؟ لماذا يحمل المهرجان صفة الدولية في حين أن الفنانين المشاركين جلهم محليون ؟
خدوش تصيب «جوهرة» الجديدة الدولي

الكاتب : عبد الرحيم الراوي
بتاريخ : 12/08/2017