بشرى حجيج رئيسة جامعة الكرة الطائرة … أتأسف على إقصاءنا من اللجنة الوطنية الأولمبية دون أي مبرر!!

بشرى حجيج أول امرأة تترأس جامعة الكرة الطائرة تفتح قلبها لجريدة الاتحاد الاشتراكي في حوار حصري بعد أربع سنوات من تسيير هذه الجامعة التي يشهد لها المتتبعون أنها حققت إنجازات لم يسبق أن حققها مكتب جامعي من قبل خاصة بعد الفراغ الذي عاشته الجامعة من 2011 الى 2014.
بشرى حجيج حاصلة على دبلوم الدراسات العليا في الموارد البشرية وناقشت أطروحة بالمعهد العالي للتجارة والتيسير تحت عنوان التسويق والتسيير الرياضي لنيل ماجستير بأعلى نقطة ضمن الفوج المتخرج بتأطير من أساتذة باحثين مرموقين.

 

جامعة الكرة الطائرة ليست عضوا في اللجنة الأولمبية الوطنية، كيف ؟!
n يجب طرح هذا السؤال على اللجنة الاولمبية الوطنية و رئيسها، لأنني وبكل صراحة و موضوعية، أجهل الأسباب الكامنة وراء إقصاء جامعة رائدة ولها حصيلة فاقت عقدة الأهداف مع الوزارة بأكثر من عشرة في المائة ، إنه وضع غريب فعلا، والإجابة عن السؤال عند أهل الحل والعقد بهذه اللجنة التي كان من الأجدر ومن المنطقي منطقيا أن تضم الجامعات النشيطة والفاعلة، مع العلم أننا كجامعة الكرة الطائرة نمثل المغرب باللجنة الأولمبية الدولية إلى جانب اعضاء وازنين وممارسين للكرة الطائرة ، الأمر الذي كان يمكن أن تستفيد منه المنظومة الرياضية ببلدنا لو كنا ممثلين باللجنة الأولمبية الوطنية. إنها مفارقة كبيرة اأن يعترف الأجانب بنجاحنا وأن تتنكر له هيئاتنا الوطنية.
الشيء غير المفهوم هو هل اللجنة الوطنية الأولمبية أقصت سهوا أو عمدا جامعات رياضية وازنة على الساحة الوطنية والدولية، إذ بالإضافة إلى جامعتنا، تم إقصاء جامعة المصارعة أيضا،مع العلم أن رئيسها هو في نفس الوقت رئيس الاتحاد الإفريقي وعضو بالاتحاد الدولي. كما تم إقصاء جامعة التبكواندو والجميع يعلم الإنجازات والحضور الوازن لهذه الرياضة في المحافل الدولية. هذه أمثلة توضح أن هناك في اللجنة الأولمبية الوطنية من يخاف ربما من نجاح البعض الآخر ليبقى السؤال مطروحا حول أسباب الإقصاء والتي أقول لجريدتكم بكل صراحة أنني أجهل تماما مبرراته وأسبابه.
كيف ترى بشرى حجيج ولايتها على رأس الجامعة الملكية للكرة الطائرة؟
n أنا سعيدة وفخورة بما حققته الجامعة في الفترة الماضية، لقد كان الهدف الأساسي الذي اشتغلت  عليه و وضعته في برنامجي هو استعادة التواجد بالمحافل الدولية للكرة الطائرة الوطنية، خاصة بعد الفراغ الذي خيم على تواجد المغرب في الفترة مابين 2011 و2014، وهو الفراغ الذي أضعف الكرة الطائرة الوطنية سواء من حيث المشاركات حيث لم يعد اسم المغرب يتداول في الوسط الرياضي العربي، الإفريقي، أو الدولي. كما أن التمثيلية المغربية في الهيئات ذات القرار أصبحت منعدمة .لذلك، كان همي الوحيد خلال هذه الولاية و تركيزي هو العمل على أن يكون المغرب موجودا وحاضرا بكل التظاهرات والهيئات الخاصة باللعبة، وإعادة سمعة الكرة الطائرة المغربية في هذه المحافل. الحمد لله تأتى لنا دللك  بفضل المثابرة و العمل الفعال بمعية الفريق الذي أشتغل معه بالمكتب الجامعي، والدليل هو أن المغرب أصبح ممثلا بالاتحاد الدولي وأعلى هيئة مقررة فيه. هذا إلى جانب أننا نجحنا في استرجاع مكانتنا بالاتحاد الإفريقي ونفس الأمر في الاتحاد العربي، كما نجحت والحمد لله في الحصول على عضوية باللجنة الأولمبية الدولية . كممثل للمغرب في هيئتها.
هذا فيما يتعلق بالتمثيلية المغربية والتي أعطت لسمعة المغرب إشعاعا كبيرا لدى هذه الهيئات، مما جعل الاتحاد الدولي يعقد ولأول مرة في التاريخ مؤتمره السنوي بالمغرب بل هي المرة الأولى كذلك في افريقيا وفي الوطن العربي.هو إنجاز لا يمكن أن نمر عليه مرور الكرام لما يحمله من دلالات وإشارات قوية من الاتحاد الدولي على المكانة التي أصبح يحظى بها بلدنا العزيز  من خلال الجامعة الملكية المغربية للكرة الطائرة،  حيث واكبنا  هذا التواجد الإداري بالتواجد الرياضي من خلال تنظيم تظاهرات وازنة والمشاركة في بطولات عالمية سواء تعلق الأمر بالكرة الطائرة الشاطئية، أو داخل القاعة. وحققنا تحديا لم يسبق تحقيقه من قبل بعدما أهلنا خمس فئات عمرية للمشاركة في مختلف البطولات العالمية حيث شارك منتخب الشبان في بطولة العالم للكرة الطائرة الشاطئية بالصين، إناثا و ذكورا، وشارك منتخب الشبان أقل من 21 سنة بنفس البطولة داخل القاعة بالتشيك، كما شارك منتخب الكبار مؤخرا بالنمسا ببطولة العالم للكرة الطائرة الشاطئية رجال، كحامل لللقب الإفريقي، و الإناث اللواتي حصلن على الوصافة بالبطولة الإفريقية بالموزنبيق. هذا إضافة إلى المشاركة في الألعاب الإسلامية الأخيرة بباكو، وتنظيم البطولة الإفريقية للشبان بطنجة، والبطولة العربية الفتيان بسلا، دون أن ننسى تنظيم دوريات دولية شارك فيها منتخب الكبار أمام فرق وأزنة كدوري مراكش الذي نظم بموازاة انعقاد مؤتمر الاتحاد الدولي، والذي شارك فيه منتخب مصر ومنتخب قطر ما مكن المنتخب الوطني من اختبار مؤهلاته.
لم نقف عند هدا الحد، عملنا على أن يحتضن المغرب الاقصاءيات الإفريقية الخاصة بالمنطقة والمؤهلة لبطولة العالم، ونجحنا في ذلك،كما لا ننسى الدوري الدولي للكرة الطائرة الشاطئية World Tour الذي دار بأكادير والذي تم نقله عبر 162 قناة أجنبية عبر القارات الخمس .
ارتأيت أن أسهب في سرد هذه الإنجازات لأنها تبرز أنني راضية على الحصيلة التي حققتها في هذه الولاية الأولى وأفتخر بإرجاع سمعة الكرة الطائرة المغربية إلى صورتها الحقيقية التي يجب ان نسوقها كسفراء لبلدنا عن طريق الرياضة.
ما مدى انعكاس هذه الحصيلة الإيجابية على الأندية الوطنية ؟
n كما أسلفت، كان همنا الأول هو إرجاع الكرة الطائرة الوطنية إلى المحافل الدولية، ونجحنا في ذلك دون شك،ومن المؤكد أن ذلك سينعكس على الكرة الطائرة الوطنية وعلى الأندية لأن ذلك سيساهم في تحفيز وفي جلب ممارسات وممارسين جدد ، كما سيساعدنا توسيع قاعدة الممارسة والتي بدونها لن تتقدم الأندية الوطنية. لذلك ركزنا كل الجهد على جلب أكبر عدد من الممارسين و الزام الأندية بالتوفر على كل الفئات العمرية لأن الفئات الصغرى هي النواة التي يمكن بها تطوير اللعبة. و برنامجنا كان طموحا لكي نصل لتحقيق عقدة الأهداف مع الوزارة الوصية، حيث كنا أول جامعة تتجاوز الأهداف المسطرة مع الوزارة بعشرة في المائة، علما أنه في بداية ولايتي، لم يكن عدد رخص الممارسين تفوق 2000 رخصة بالجامعة ، اليوم، والآن وصلنا ل5600رخصة. عدد الأندية لم يكن بتجاوز 42 نادي، اليوم، هناك 76 نادي، العصب كانت أربعة، الآن نشتغل بعشرة عصب تمثل كل جهات المملكة.
إنه عمل جبار قمنا به، لكن هناك عمل أكبر وتحديات كبرى تنتظرنا مستقبلا لإعطاء إشعاع أكثر لهذه اللعبة الأولمبية.
ومع ذلك، الأندية ماتزال تعاني؟
n بالفعل، الأندية الوطنية تعاني من عدة مشاكل خاصة منها المادية .والجامعة انخرطت في مساعدة كل الأندية الوطنية بتقديم منح رغم ضعف قيمتها،إلا أنها تعد أفضل بكثير مما كانت الأندية تتوصل به من قبل. ومع ذلك، أعتقد أن ما نقدمه من منح للأندية،هو غير كافي لأن تطور الأندية واللعبة بصفة عامة يجب ان تواكبه آليات اشتغال عصرية و عقلية احترافية، كما أن الجهات والسلطات المحلية يجب أن تنخرط بشكل فعال في النهوض باللعبة بتمكين الأندية من مساعدات مالية مهمة تمكنها من الاشتغال بشكل صحيح.
اشدد هنا على ضرورة إسناد إدارة الأندية إلى أطر ذات كفاءة ولها دراية بالتسيير الرياضي، والحد مع التسيير العشوائي للأندية إذا أردنا التوفر على أندية رائدة تضاهي أندية إفريقية شهيرة وناجحة. فالمسير يجب أن تكون لديه مؤهلات ومعرفة بكل ما من شأنه أن يساعده على تسيير ناديه بطريقة معقلنة و إحترافية.
ماذا عن أطروحتك التي خصصتيها للتسير الرياضي؟
n عند انتخابي كرئيسة للجامعة الملكية المغربية للكرة الطائرة، واجهت تحديات وسطرت برامج عمل تحدثنا عليها آنفا ورغم أنني حاصلة على دبلوم الدراسات العليا في الموارد البشرية، إلا أنه يجب على المرء  إن أراد النجاح في مشواره التسييري، أان يكون ملما بعدد من التقنيات والآليات الأساسية لهذا التسيير. اخترت بالتالي ان أركز في أطروحتي على التسيير والتسويق الرياضي لأن ذلك سيمكنني من العمل مستقبلا بشكل أكثر احترافية.
لا أخفيكم أن هذه الأطروحة أخذت من وقتي الكثير وجهدا كبيرا لإعدادها وقد أشرف عليها باحثون أكفاء ومكنتني من إنجاز دراسات معمقة في كيفية تسويق وتسيير رياضي ناجع، والحمد لله كنت متفوقة وحصلت على أعلى نقطة بالمعهد العالي للتجارة والتسيير بالبيضاء بفضل هذه الأطروحة التي سهلت اشتغالي بطريق أكثر احترافية.
كلمة أخيرة؟
n بدون مجاملة، أشكر الصحافة المتتبعة والمهتمة  بهذه اللعبة والتي تواكب إنجازاتها واخفاقاتها وكل همومها وأفراحها، والتي أقولها بصراحة ساعدتنا ولها الفضل في كل ما وصلنا إليه. انا جد ممتنة لها وأتمنى أن أكون  عند حسن ظن الجميع وسأعمل جاهدة للرجوع بالكرة الطائرة الوطنية إلى أحسن المستويات والشكر الخاص لجريدة الاتحاد الاشتراكي على مواكبتها لكل أخبار هذه الرياضة.


الكاتب : أجرى الحوار: سعيد العلوي

  

بتاريخ : 15/08/2017