الخواص يهيمنون على رمال ومواقف سيارات شاطئ الصويرة

وعادت حليمة إلى عادتها القديمة المألوفة خلال كل موسم اصطياف بشاطئ الصويرة الحائز على اللواء الأزرق للموسم الثالث عشر على التوالي،مئات الشمسيات المملوكة لمجموعة من المؤسسات الفندقية تكتسح رمال الشاطئ بشكل غير مسبوق وغير معقول لتحتل الحيز الأفضل متوسطة المنطقة المؤهلة على مستوى نظافة الرمال، وجودة مياه السباحة، والولوجيات ومستودعات الملابس والممرات وتحديد مناطق الأنشطة الشاطئية مع توفر الأمن والخدمات الصحية.
سباق محموم وجشع شهدته المدينة بين أرباب الفنادق والمطاعم المتواجدة على الكورنيش من اجل ضمان أقصى استفادة من مكتسبات مشروع إعادة تهيئة الشاطئ الذي أنجز في إطار برنامج تحديث مدينة الصويرة. فتجاوز الأمر الاحتلال المستفر للرمال، إلى احتلال مواقف السيارات يمينا ويسارا على امتداد المقطع ذي الاتجاه الواحد والذي أثار الكثير من الانتقادات والتساؤلات…
« لم أر في السابق هذا الحجم من الخوصصة لشاطئ ما. فشاطئ الصويرة ملك للجميع، ويحق بالتالي لكل المصطافين الاستفادة من رماله ومياهه وتجهيزاته وخدماته بشكل متساو . فلا شيء يبرر تخصيص جزء من الشاطئ لفئة معينة مقابل حرمان فئة أخرى منها علما أن ثمن حمام الشمس، المحدد بكل حرية وخارج أية مراقبة من طرف المؤسسات الفندقية، يبقى غير متاح للعموم « استنكر مصطاف مقيم بالديار الأوروبية.
الغريب في الأمر أن أيا من المؤسسات السياحية المتواجدة على الكورنيش لم تساهم من قريب أو بعيد في تحسين وضمان استدامة مكتسبات شاطئ الصويرة على مستوى التجهيزات والخدمات ونظافة الرمال التي يؤمنها المحتضن الرسمي لبرنامج شواطئ نظيفة.
« لا يحق للمجلس البلدي الترخيص بالاحتلال المؤقت إلا ل 30 في المائة من رمال الشاطئ خلال موسم الاصطياف، مع الحرص على ضمان عموم المصطافين من 70 في المائة بعد احتساب آخر موجة. كما يجب أن يستحضر دفتر تحملات الترخيص بالاحتلال المؤقت مجموعة من المحددات الايكولوجية، الاجتماعية، الثقافية والبيئية. وأتساءل هنا ماذا استفادت مداخيل المدينة من جراد الشمسيات التي اكتسحت رمال شاطئ المدينة؟» تساءل أحد سكان المدينة بنبرة احتجاجية غاضبة. في البداية استقرت الشمسيات بشكل محتشم على جنبات السور الوقائي للشاطئ، إلا أنها ومع مرور السنوات صارت تتقدم شيئا فشيئا نحو وسط الشاطئ، لتحتل خلال الموسم الحالي أفضل منطقة بدون مراعاة للحيز الذي يجب احتسابه لفائدة عموم المصطافين قبل الترخيص المؤقت باحتلال رمال الشاطئ.
« خلال الموسم الفارط، ضاقت المنطقة الحائزة على اللواء الأزرق ،والتي تهافتت شمسيات المؤسسات السياحية على أمتارها ال 800، بآلاف المصطافين الذين حجوا إلى شاطئ الصويرة للاستمتاع بشمسه ورماله ومياهه النقية. مما اضطرهم إلى مجاورة الخيول والجمال بالمنقطة الملوثة التي يستغلها مهنيو الجولات السياحية مع كل ما يحمله الأمر من إزعاج وخطر على سلامتهم البدنية. أتساءل أن كانت هذه هي الطريقة الأنسب لدعم جاذبية المدينة خلال موسم السياحة الداخلية؟ « استنكر مواطن مغربي مقيم بالديار الفرنسية.
أثمرت أشغال مشروع إعادة تهيئة كورنيش المدينة تحسين خدماته وبنيات استقباله على مستوى الولوجيات والممرات والإنارة ومواقف السيارات. للأسف، وضعت مجموعة من الفنادق والمطاعم المتجاورة للشاطئ يدها على مواقف السيارات ، يمينا ويسارا، المتواجدة في المقطع الطرقي ذي الاتجاه الواحد على مرأى ومسمع من الجميع.
« هذه صورة فوضوية مستفزة تسائل جميع المصالح المتدخلة بدون استثناء. حفنة من المؤسسات السياحية تقاسمت كعكة مواقف السيارات مقتصر على وضع لوحات تحمل عبارة مفادها كون الموقف مخصص لفندق أو مطعم كذا. بدون أن ننسى أن بعض المؤسسات تضع حواجز حديدية شبيهة بتلك الخاصة بالمجلس الجماعي …» علق باشمئزاز احد سكان المدينة.


الكاتب : عبد العالي خلاد

  

بتاريخ : 15/08/2017