إقليم خنيفرة : أقصى درجات العزلة بدواوير بسيدي اعمرو

في مراسلة من سيدي اعمرو، إقليم خنيفرة، تم تعميمها على المنابر الإعلامية، جاء فيها أنه “بعد أن هدد سكان بعض الدواوير بالجماعة، أواخر يونيو المنصرم، بتنظيم مسيرة نحو مقر عمالة خنيفرة، للاحتجاج على الأوضاع المزرية للمنطقة، والمتمثلة في تدهور حالة المسالك الطرقية وشح الموارد المائية وغياب أي مشروع تنموي”، تدخل رئيس الجماعة حينها وأقنع السكان المحتجين ب “العدول عن فكرة المسيرة على أساس أنه سيعمل على تلبية مطالبهم”، بينما اجتمع بعدد منهم، في مقر الجماعة، حيث تم تشخيص الوضع واقتراح بعض الحلول، إلا أن كل شيء ظل بمثابة جعجعة بلا طحين وكلام نهار جرفه الليل.

ومنذ ذلك الاجتماع، والذي سبقته اجتماعات كثيرة مع رؤساء متعاقبين على المجلس القروي، من دون جدوى، “ظل السكان ينتظرون مثلا جرافة لإصلاح مسالك دواويرهم للتنقل إلى الأسواق ولقضاء أغراضهم بالمراكز الحضرية”، إلا أن كل النداءات ظلت على حالها في مواجهة الأذان الصماء والوعود العقيمة، وفي كل ذلك “ما ينم عن إهمال وتجاهل مقصودين، حسب السكان، وعدم اكتراث الجهات المسؤولة بالأمر، ومنها عمالة الإقليم ومجموعة الجماعات التي تتعامل مع الجماعات ورؤسائها وفق منطق النفوذ”، على حد المراسلة.
وتشير المراسلة المذكورة إلى “أن المسالك الطرقية تدهورت بشكل كارثي واضح جراء الأمطار الرعدية الغزيرة التي تهاطلت، خلال شهر يونيو، على المنطقة”، ما جعل ظروف التنقل إلى الأسواق المجاورة صعبة للغاية، علاوة على أن “شح المياه، خلال فصل الصيف، يزيد من مضاعفة معاناة الساكنة، بالأحرى الحديث المرير عن واقع عدم ربط بعض الدواوير بشبكة الكهرباء، رغم الوعود التي قطعتها الدولة، منذ عقود، بخصوص كهربة العالم القروي”، تضيف المراسلة التي لم يفتها إبراز مدى تخبط دواوير سيدي اعمرو في التهميش والإقصاء الاجتماعي، من خلال “عدم توفرها على أبسط شروط العيش الكريم، ولا ماء ولا كهرباء ولا طرق، وتعيش بإمكانياتها التي لا تسعفها لتطوير قدراتها الإنتاجية وتحسين ظروفها التي لا تزداد إلا سوءا، عاما بعد عام، سيما مع تواتر سنوات الجفاف، وفي كل ذلك ما أدى بمعظم سكان المنطقة إلى مغادرتها للبحث عن فرص عمل بمختلف المدن والجهات.
أما الوضع الصحي، فأشارت المراسلة إلى أن “المنطقة لا تتوفر إلا على مستوصف صغير بلا أدوية ولا تجهيزات، يديره ممرض وحيد كما يدير ضيعة خاصة به”، حيث “يشتكي المرضى من معاملته التي تتسم بالمحسوبية والزبونية من خلال استقباله من يشاء ويحضر متى شاء”، حسب المراسلة التي صرخت بما يؤكد أن “السيل بلغ الزبى، والمنطقة المنسية تعيش شظف العيش، رغم ما تزخر به من مؤهلات طبيعية ومن مقالع الرخام التي لا تستفيد منها المنطقة، وكيف أن الآليات الثقيلة التي تستعمل في هذه المقالع تساهم بشكل كبير في تدهور حالة المسالك دون أية مبادرة من أربابها لإصلاحها”، على حد نص المراسلة.


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 16/08/2017

أخبار مرتبطة

بعد سلسلة من الإجراءات والمساطر التي ترمي إلى جعل كل الجماعات الترابية التابعة لعمالة الصخيرات مدنا بدون سكن صفيحي، وكذا

ناشدت أسرة من مدينه أزيلال كل الجهات المسؤولة والمختصة من أجل التدخل للبحث عن ابنها المتغيب الذي انقطعت أخباره في

يشتكي عدد من سكان دوار اسكار مما يعتبرونه عزلة يعيشونها بسبب الحالة التي آلت إليها الطريق الرابطة بين الدوار ومركز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *