كريمة صلاح الدين عضو جامعة الدراجات ورئيسة اللجنة النسوية: أحلى ذكرياتي، رحلتي إلى مدينة العيون بالدراجة

ولجت كريمة صلاح الدين البطلة السابقة في رياضة الدراجات، عالم الرياضة في بداية السبعينيات، حيث اختارت أن تسير ومعها شقيقتيها على نفس منوال والدهن الذي كان يعتبر حينها اسما كبيرا في الرياضة التي يصفها المتتبعون ب: الأميرة الصغيرة. لم تفارق أميرتها الصغيرة منذ ذاك الحين، أحرزت ألقابا وكؤوسا وصنعت لتفسها اسما في رياضة سباق الدراجات، وحتى عندما قررت الاعتزال، وجدت نفسها غير قادرة على توديع الأميرة الصغيرة، لتلج ميدان التدريب، ثم لتعتلي عن جدارة واستحقاق أعلى مناصب المسؤولية في الجامعة الملكية المغربية لسباق الدراجات، وكذا في الاتحاد العربي لنفس اللعبة.
الجميل في حياة كريمة صلاح الدين، هو أنها أم ترعى أسرة رياضية بامتياز،فزوجها ليس إلا البطل السابق والمدرب الوطني الحالي في سباق الدراجات أحمد الرحايلي، وأبناؤها جميعهم اختاروا لحياتهم مسلكا رياضيا، اختلفت توجهاتهم من الدراجة للكرة وللريكبي، لكنهم يتنفسون تويعيشون تحت سقف واحد داخل فضاء رياضي..هو بيت الأسرة وراعيته البطلة كريمة صلاح الدين.
عن الأميرة الصغيرة وعن بيتها الرياضي وأشياء أخرى، تتحدث كريمة صلاح الدين:

 

أي منصب لك في المكتب المديري لجامعة الد اجات؟

n إلى جانب كوني عضو في المكتب المديري الجامعي ، فأنا أتشرف برئاسة اللجنة النسوسة الجامعية. الحمد لله أن زملائي في المكتب المديري وعلى رأسهم الرئيس محمد بلماحي وكل مكونات أسرة الدراجة المغربية يرون أنني تفوقت ربما في أداء مهامي وإلا لن تجدد الثقة في شخصي لأستمر عضو في الجامعة منذ سنة 2011.أضف لذلك، أنه وإلى جانب ترأسي للجنة النسوية في الجامعة، فأنا أترأس أيضا وفي نفس الوقت اللجنة الطبية.
 كيف ترين مستوى الدراجة المغربية بشكل عام والنسوية بشكل خاص؟
n الدراجة النسوية تتطور يوما عن يوم و بشكل مميز وذلك بفضل الاستراتيجية التي وضعتها الجامعة لفائدتها، وكذا بفضل الاهتمام الكبير الذي تحظى به الدراجة النسوية في كل برامج المكتب الجامعي.
اليوم، تعددت المشاركات النسوية في مختلف السباقات وفي عدد كبير من المحافل وطنيا وعربيا وقاريا.
لقد حققت الجامعة تطورا كبيرا للدراجة النسوية، بحيث أضحت تعرف هيكلة منظمة من خلال خلق الفئات الصغرى، وتشجيع الأندية على خلق مدراس وتحفيز الصغيرات على الانخراط في هذه الرياضة.
وتقوم الجامعة بتحفيز البطلات في مختلف المناسبات، كما تخصص لهن سباقات لا على مستوى البطولة الوطنية بل حتى على مستوى منافسات كأس العرش، ومنحهن فرص المشاركة الشلرفية في بعض ادورات ومراحل طواف المغرب. وقررت الجامعة وهذا أمر جميل يحسب لمسؤولي جامعتنا، تنظيم طواف المغرب في نسخته النسائية ابتداء من السنة القادمة. بدأت، كما تلاحظ بالجزء الثاني من سؤالك وهو الدراجة النسوية، أما عن الدراجة المغربية بشكل عام، فلاشك، وهذا يشهد به المتتبعون هنا في المغرب، وفي إفريقيا والوطن العربي كله، أنها أصبحت متقدمة ومتطورة وحققت إنجازات كبيرة تجعلنا كمغاربة نفتخر بها ونسعد بما تحققه من نتائج. الدراجة المغربية أضحت وللسنة السابعة على التوالي الأولى إفريقيا وعربيا، ولا توجد أي دولة عربية أو افريقية باستطاعتها منافستنا على ما تحقق وعلى كل النتائج التي تحققها درأجتنا. أضف إلى ذلك، أننا مأفراد أسرة الدراجة المغربية لنشعر بالرضى والسعادة ونحن نعاين مدى التطور الذي وصل له طواف المغرب وما عرفه من استقرار في تنظيمه كل سنة، بعدما كنا وضعنا أيدينا على قلوبنا في سنوات خلت عندما بدأ خطر الزوال يهدد الطواف الذي نعتبره موروثا ثقافيا وطنيا. في هذا الإطار، لابد من توجيه الشكر للجامعة الملكية المغربية لسباق الدراجات على ما حققته لطواف المغرب، وكذا قيامها بخلق دوريات وسباقات أخرى اعترف بها الاتحاد الدولي ووضعها كمسابقات رسمية في برنامجه الداولي العام وأذكر هنا مثلا دوري ولي العهد مولاي الحسن، لحاق الصحراء، ودوري المدن الفوسفاطية.
كيف تقيمين أدائك كعضو في مكتب الجامعة؟
n أعتقد أنه لو لم يلامس زملائي في المكتب الجامعي ومعهم كل مكونات أسرة الدراجة المغربية، ما أعمله بحب وبإخلاص لصالح الدراجة المغربية، لما جددوا الثقة في شخصي ومنحوني العضوية الجامعة منذ سنة 2011 إلى اليوم. لن أتحدث عن ما قدمته في عملي كمسيرة في الجامعة، لأني أعتقد أن الميدان هو الحكم، وهو من ينوب عنا في الحديث. خلاصة الأمر، هو أني أشتغل في محيط أعشقه وهو عالم الدراجة، وبالتالي لا يمكن أن أتكاسل في خدمة مجال ولدت فيه وأعيش فيه وسأظل مرتبطة به إلى اليوم الأخير من حياتي.
 ماذا ينقص للدراجة النسوية حتى تصبح قريبة من مستوى الذكور؟
n يجب أن نعترف أن الدراجة النسوية لا تمتلك تاريخ الدراجة الرجالية، وبالتالي فهي حديثة وبدأت تحقق الانتشار في السنوات الأخيرة. ولكي تصل إلى مستوى الدراجة لدى الذكور، هناك عمل كبير يجب أن نشتغل عليه وسيتطلب منا بعض الوقت، لكني جد مطمئنة بكوننا سننجح قريبا خاصة أنني كإمرأة ألامس وأعاين مدى جدية البرامج الموضوعة لصالح تطوير الدراجة النسوية ومدى تمسك رئيس الجامعة وأعضاء المكتب بإنزال هذه البرامج على أرض الواقع. أمر آخر يجب أن أشير إليه في هذا الجانب، هو أننا بدأنا نلاحظ تطور العقليات في المجتمع المغربي، حيث أضحى بإمكان الفتاة المغربية اختيار النوع الرياضي الذي ترغب في مزاولته، وأخص بالذكر هنا رياضة الدراجات والإقبال الذي بدأت تعرفه من طرف الفتاة والبنت في كل أرجاء بلدنا.
انتخبت عضوا في الاتحاد العربي،كيف تعملون من أجل تطوير الدراجة النسوية؟
n حضوري كإمرأة مغربية في الاتحاد العربي لسباق الدراجات، أعتبره اعتراف عربيا بالمستوى الكبير الذي وصلته الدراجة النسائية في المغرب. وهو أيضا اعترافا لمستوى المرأة المغربية في التسيير الإداري والتقني، وهنا لا بد أن أشير إلى أنني أعتبرأول إمرة في العالم العربي حاصلة على دبلوم عالي من الاتحاد الدولي درجة أولى ودرجة ثانية تخصص سباقات الدراجة الجبلية .
من هن اﻷسماء البارزات حاليا في الدراجات في المغرب وافريقيا والعرب؟
n كما ذكرت سلفا، هناك إقبال كبير من الفتيات على مزاولة رياضة الدراجة، ومع تعدد مدارس تعليم هده الرياضة في مختلف الأندية الوطنية وكذا للاهتمام المتزايد من طرف الجامعة، فأكيد أن السياسة العامة التي ننهجها ستعطي ثمارها، وهي بالفعل بدأت تعطينا وتمنحنا ثمارها، ولدينا الآن والحمد لله بطلات في مستوى عالي من بينهن نادية سكوكدي وفاطمة الزهراء المغراوي وسهام وغيرهن من البنات القادمات بقوة وفي المستقبل القريب سيؤكدن المستوى العالي الذي وصلته له الدراجة النسوية المغربية.
 متى يبدأ برنامج الموسم الرياضي ومتى ينتهي وهل هو للذكور مثل اﻹناث؟
n يبدأ الموسم الرياضي في شهر يناير من كل سنة، وينتهي في شهر يوليوز وقد يمتد لآخر شهر غشت حسب البرنامج السنوي للجامعة والذي يكون مرتبطا بالبرنامج العام للاتحادات الدولية والافريقية والعربية. والبرنامج السنوي لا يختلف عند النساء كما عند الذكور.
نعود إلى بداياتك وكيف ولجت عالم الدراجات؟
n وجدت نفسي وأنا أفتح عيني على الحياة وأنا ألج الى عالم الدراجة ، فقد نشأت في أسرة ارتبطت برياضة الدراجات، والدي كان مهووسا ومرتبطا بهذه الرياضة، وخلق فريقا ضمني إلى جانب شقيقتي وكان ذلك في سنة 1970.
كنا ثلاث أخوات نشكل ذلك الفريق الذي اشتهر بفريق صلاح الدين .
متزوجة من بطل ومدرب كبير، وأبناؤك رياضيون..كيف تعيشون أجواء الرياضة في البيت؟
n أعتبر بيتي فضاء رياضيا. كل الأنواع الرياضية حاضرة فيه، لا ينقصنا أنا وزوجي وأبنائي سوى تشكيل مكتب لنخلق لجنة أولمبية أسرية. البيت يجمع ثلاث انواع من الرياضات : ابني محسن الرحيلي في رياضة سباق الدراجات واليوم انتقل لممارسة رياضة التريياتلون ،   أكرم الرحيلي في رياضة الريكبي وهو محترف بفرنسا، عادل الرحيلي يمارس كرة القدم وهو لاعب محترف بقطر. وآخر العنقود بنتي سلمى التي نجحت هده السنة في البكالوريا بفرنسا وهي عاشقة لرياضة الدراجة.Bas du formulaire
زوجي هو أحمد الرحيلي البطل السابق والمعروف في سباق الدراجات،ويشتغل حاليا في ميدان التدريب رفقة المنتخبات الوطنية.
لا أخفي أن الحياة كانت صعبة بالنسبة لأم مطالب منها رعاية أسرة كل أفرادها يزاولون الرياضة، هذا إلى جانب أننا كنا نعاني من ضعف الإمكانيات مقارنة مع ما كان تتطلبه مزاولة الأبناء للرياضة من مصاريف. أتذكر كم عانينا أنا وزوجي مع متطلبات أبناءنا، والدموع تنهمر من عيني، كان الأمر صعبا ولكننا صمدنا وقاومنا كل الظروف والحمد لله نجنا في تربية أبنائنا وفي إيصالهم للمراتب العليا في الرياضات التي تعلقوا بها.
 قمت برفقة زوجك برحلة على الدراجة من الدارالبيضاء إلى العيون، كيف تم ذلك؟
n حدث ذلك سنة 2002،كنا في عطلة الصيف، الأبناء كلهم غابوا ودخلوا دخلوا معسكرات تدريبية رفقة أنديـهم، كنت في البيت رفقة زوجي عندما فكرنا في تنظيم رحلة إلى صحرائنا المغربية، كنا نرغب في أن تساهم الدراجة في دعم ملف قضيتنا الوطنية الأولى، أخدنا المبادرة، وتم الأمر.
رغم صعوبة المسالك والطرقات، وظروف الرحلة وتقلبات الجو والطقس، فقد كانت رحلة ممتعة ومفيدة، أحسسنا بالإرهاق أكيد، لكنه كان يهون أمام منبل تلك المبادرة. قطعنا الرحلة كلها كل واحد منا على دراجته. مرة مرة نوقف الرحلة للاستراحة وللتزود بالأكل. كانت بالفعل من أجمل الذكريات التي ستظل تحملها ذاكرتي.
كيف ترين أحمد الرحايلي كمدرب؟
n أحمد الرحيلي، في نظري وبكل موضوعية، من أحسن المدربين في العالم العربي. تتخرج على يده أبطال على مستوى الوطن العربي كالسعودية وقطر وليبيا. وكون واكتشف ودرب كبار الأبطال هنا في المغرب. أحمد مايزال مخلصا في عمله، يدرب ويكتشف ولعل آخر الأسماء التي منحها للدراجة المغربية هي التي تتزعم كل المراتب وهي التي ولجت عالم الاحتراف وأذكر هنا مثلا الزهيري وشكىيري المهدي، والكوراجي واللائحة طويلة.


الكاتب : أجرى الحوار: عزيو بلبودالي

  

بتاريخ : 19/08/2017