السيارة وسيلة النقل المفضلة لمغاربة الخارج

تتجه نحو المغرب،كل سنة ، مئات الآلاف من السيارات والعربات القادمة من مختلف البلدان الأوربية، وعلى الخصوص من فرنسا، من أجل زيارة العائلة والبلد، ورغم تطور النقل الجوي الذي أصبح ينقل جزءا كبيرا من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، وذلك بفعل انتشار الطائرات المنخفضة التكلفة التي سهلت و«دمقرطت» استعمال الطائرة، فإن السيارة مازالت الوسيلة الأساسية والمفضلة لأغلب المغاربة المقيمين بأوربا، لزيارة بلدهم وأهلهم في المغرب، بفضل التسهيلات التي توفرها في التنقل ونقل بعض الحاجيات من بلد الإقامة، وذلك رغم المخاطر التي تواكب هذه الوسيلة، ولفهم جزء من هذه الظاهرة طرحنا السؤال على عدد من أفراد هذه الجالية بميناء طريفة باسبانيا، وذلك خلال فترة انتظار دورهم لركوب الباخرة المتوجهة نحو ميناء طنجة القديم.
تقيم مريم بفرنسا منذ أكثر من ثلاثة عقود، وهي تفضل السيارة عندما تقرر زيارة المغرب، وذلك من أجل جلب بعض التجهيزات الخاصة لمنزلها بمدينة الجديدة، وأحيانا تسافر وتقود السيارة لوحدها من دون زوجها ” مرت الطريق من دون أي صعوبات من مدينة بوردو التي أقيم بها نحو مدينة الجديدة التي أتوفر فيها على منزل، باستثناء درجة الحرارة التي كانت مرتفعة جدا في اسبانيا، لكن الطريق كانت فارغة ولم نلاحظ أي اكتظاظ ( السفر يوم الخميس) ونمت بأحد الفنادق بمدينة غرناطة، قبل متابعة الطريق لنصل هذا الصباح إلى ميناء طريفة. وأنا في حاجة إلى السفر بالسيارة، لأنني اشتريت منزلا بالجديدة وفي حاجة لبعض الحاجيات والتجهيزات الصغيرة، أما بعض الآلات الخاصة بالمطبخ فقد اشتريتها بالمغرب الذي أصبح من السهل أن نشتري به كل التجهيزات التي نحن في حاجة إليها. فكل شيء أصبح متوفرا اليوم بالمغرب”. وأضافت أنها في حاجة إلى السيارة بالمغرب، “أنا اقضي شهرا كاملا، إذا أخذت الطائرة فإنني مجبرة على كراء سيارة وهذا مكلف، وما عليك إلا القيام بعملية الحساب: الطائرة زائد كراء السيارة، إذن فالتكلفة ستكون كبيرة وبجلب السيارة الشخصية فإننا نقتصد”.
وحول مخاطر الطريق تقول مريم ” سمعت كثيرا عن حالات السرقة التي يتعرض لها أفراد من المهاجرين في الطريق باسبانيا، لكنني أنا شخصيا لم أتعرض لذلك رغم المدة الطويلة التي سافرت فيها بين المغرب وفرنسا، ورغم أنني أسافر أحيانا دون زوجي”.
ارتفاع كلفة كراء السيارات بالبلد هو الذي يدفع عبد المجيد الذي يقيم بهولندا، للسفر هو الآخر عبر السيارة، في الوقت الذي يأتي فيه باقي أفراد الأسرة عبر الطائرة ” أنا قادم من هولندا من مدينة بريدا، وقد قضيت في الطريق 24 ساعة، رغم أن الزحام بباريس عطلنا ثلاث ساعات، وباقي الطريق مر بشكل جيد، وأتمنى أن اليسر الذي وجدناه في الطريق نجده في بلدنا أيضا، أما السيارة فنحن في حاجة إليها بالبلد،لا يمكننا السفر إلى المغرب دون سيارة لحاجة العائلة إليها والأحباب الذين نسافر بهم من مدينة إلى أخرى،هذه السنة كل أفراد العائلة جاؤوا إلى الغرب بالطائرة، وأنا وابني تعاونا على السفر بالسيارة، وقد ضحينا وصبرنا لنمكن باقي الأسرة من التوفر على وسيلة نقل بالمغرب، وهي وسيلة لتعريف أبنائنا على بلدهم ولتقريبهم منه، فأنا أعمل ما في وسعي لربطهم ببلدهم الأصلي، رغم أن هناك إغراءات السفر إلى بلدان أخرى مثل تركيا وماليزيا وغيرها، والتي توفر أسفارا بأسعار معقولة لأن المغرب أصبح أغلى، ونحاول إقناعهم بأن السفر إلى البلد أحسن من باقي البلدان وذلك ليس سهلا دائما”.
مصطفى من فرنسا اعتبر أن هناك مخاطر بالطريق عبر اسبانيا لكنه، رغم ذلك، يفضل هذه الوسيلة في تنقله ” أنا أفضل السفر بالسيارة، ونسمع الكثير عن الحوادث التي يتعرض لها بعض المهاجرين خاصة الذين لا يأخذون احتياطاتهم، وكما يقول المثل المغربي، “الذئب يفضل الشاة المنعزلة”، لهذا يجب النوم بالفنادق باسبانيا وليس في الهواء الطلق كما يفعل البعض، أفضل السيارة لأن لي عدة أطفال، وكذلك لنقل الهدايا إلى الأسر وأيضا من أجل السفر معهم داخل المغرب. ورغم الصعوبات التي تعترض السفر عبر السيارة إلى المغرب إلا أن لهذه الوسيلة عدة فوائد منها نقل عدد من الحاجيات ليس للتجارة و لكنها حاجيات شخصية أوللعائلة”.
ورغم صعوبة الطريق ومخاطرها، فإن عددا كبيرا من أفراد الجالية المغربية بالخارج مازالوا يفضلون زيارة بلدهم بسياراتهم التي تسهل عليهم التنقل أثناء العطلة.


الكاتب : ميناء طريفة: يوسف لهلالي

  

بتاريخ : 24/08/2017

أخبار مرتبطة

كشفت الأرقام الصادمة التي جاء بها التقرير الفصلي حول سوق الشغل، الذي نشرته المندوبية السامية للتخطيط أمس، عن فشل ذريع

الشاحنات المغربية تتوافد على الكركارات بعدما تراجعت رسوم العبور من 46 إلى 26 ألف درهم   أكد مهنيو النقل الطرقي

يشير عالم الزراعة وولتاو تاديسي ديغو باعتزاز إلى «سنابل قمح جميلة» تغطي حقلا لاختبار بذور مقاومة للجفاف في المغرب تمثل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *