كرنافال «بيلماون» (بوجلود) يحول شوارع بلديتي الدشيرة وإنزكان إلى ركحة للرقص والغناء

 

تحولت العديد من شوارع بلديتي الدشيرة الجهادية ، وإنزكان (عمالة إنزكان آيت ملول)، خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي ، إلى فضاءات للاحتفال بالدورة الخامسة لكرنافال “بيلماون” ( بوجلود)، الذي يتزامن إحياء طقوسه مع مناسبة عيد الأضحى.
فمنذ فترة الظهيرة ، شرع المئات من الشباب المشاركين في هذا الاحتفال السنوي في التوافد على نقطة التجمع بالقرب من ملعب بلدية الدشيرة الجهادية ، لينطلق بعد ذلك الكرنافال عبر مجموعة من الشوارع الرئيسية التي تنتهي بساحة “السعادة” في قلب مدينة إنزكان ، وذلك على طول ثلاث كيلومترات اصطف على جنباتها عشرات الآلاف من ساكنة عمالة انزكان أيت ملول، وزوارها من السياح المغاربة والأجانب الذي قدموا للاستمتاع باحتفالية “بيلماون”.
وقد اجتهد شبان مختلف أحياء مدينتي إنزكان وايت ملول ، والجماعات القروية المجاورة ، في ابتكار المشاهد الاحتفالية المعبرة ، وذلك تحت إشراف كل من “الجمعية الإقليمية لكرنافال بيلماون بودموان”، و ” مؤسسة المبادرات التنموية ” بالعمالة نفسها.
فعلاوة عن مشاهد تنكر الاشخاص في جلود الماعز ، ذات اللون الأسود ، التي تشكل المظهر الأساسي لهذه الاحتفالية ، تفنن المشاركون في الدورة الخامسة للكرنافال في ابتكار مشاهد احتفالية أخرى ، أثارت إعجاب الجماهير العريضة التي تجاوبت مع مختلف الاشكال والاستعراض الذي استمر إلى فترة ما بعد مغيب الشمس.
ومن جملة مشاهد التنكر التي تم توظيفها في النسخة الخامسة لكرنافال “بيلماون” هناك مشاهد الشعوب البدائية ، والمصارعون القدامي ، والرجال العمالقة ، والسلاحف الآدمية ، والمحاربون باستعمال الأسلحة المتطورة ، وتوظيف الأقنعة المخيفة المستخدمة في مشاهد أفلام الخيال العلمي وغيرها.
كما حضرت في الكرنافال مجموعة من المشاهد المعبرة عن التراث المحلي الأمازيغي والعربي من قبيل فرق الروايس والرايسات، ومجموعة “الطبالة” ، وكناوة (أسمكان)، و”تاسكوين”، إلى جانب حضور الزي الأمازيغي ، الرجالي والنسائي ، برموزه المعروفة مثل “إيدوكان” ( البلغة) ، والخلالات ( تازرزيت) ، وغيرها.
وكما سبق الإعلان عنه من طرف الجهة المنظمة ، حضر التراث الافريقي في الدورة الخامسة لكرنافال “بيلماون” ، وذلك من خلال فرق ومجموعات لمواطني بعض الدول الأفريقية التي أدت بعض المشاهد المألوفة للرقص الإفريقي ، إضافة إلى تصميم مشهد معبر عن جانب من الحياة في قلب الأدغال الأفريقية التي يستوطنها الإنسان ، كما تستوطنها الحيوانات الضارية مثل الأسود والنمور.
وشكل هم الحفاظ على البيئة بدوره هاجسا لدى منظمي الكرنافال، لاسيما وأن مدينة أكادير احتضنت خلال الاسبوع الماضي ، الدورة الثانية لقمة “فرصة المناخ ” ( كليمات شانس) ، للفاعلين غير الحكوميين في مجال محاربة التغيرات المناخية ، حيث صمم المشاركون في الكرنافال مجموعة من المشاهد تعكس انخراط المجتمع المدني المحلي في التعبئة من أجل حماية المحيط البيئي.
وكانت احتفالات “بيلماون” قد انطلقت في مختلف الجماعات الحضرية والقروية التابعة لعمالة إنزكان أيت ملول منذ اليوم الثاني لعيد الأضحى ، حيث عادة ما تنطلق هذه الاحتفالات بشكل تلقائي من طرف الشبان والمراهقين ، الذين يلجأون إلى التنكر في جلود الماعز ، مع حمل حوافرها التي يستعملونها في “مداعبة” الأشخاص الذين يصادفونهم في الأماكن العمومية.
غير أن ممارسة هذه الطقوس قد تنحرف في بعض الأحيان عن مغزاها الاحتفالي ، لتتحول إلى شكل من أشكال الاعتداء على الأشخاص والممتلكات ، أو إثارة الرعب في نفوس الاطفال والفتيات الصغيرات ، مما قد يؤدي إلى حدوث مشاجرات وتبادل للعنف بين الأشخاص.
وللحيلولة دون وقوع مثل هذه الأحداث المسيئة لهذه الاحتفالية ، تعمل كل من “الجمعية الإقليمية لكرنافال بيلماون بودوان”، و ” مؤسسة المبادرات التنموية ” بعمالة إنزكان ايت ملول على تأطير وتوجه طقوس “بيلماون” لتكون مظهرا من مظاهر إحياء التراث اللامادي المحلي ، وتوظيفه في إطار خلق انتعاشة سياحية تنعكس بشكل إيجابي على التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية.


الكاتب : حسن هرماس

  

بتاريخ : 21/09/2017

أخبار مرتبطة

اعتقلت الشرطة الأمريكية أول أمس الأربعاء 24 أبريل2024، نحو 140 طالبا من جامعتين خلال احتجاجات داعمة لغزة ومطالبة بإنهاء الحرب

أكثر من 87 % يرون أن المحتوى التافه يحظى بأكبر قدر من الانتشار على منصات التواصل الاجتماعي     كشف

يمثل فريق (أفموس) من بني ملال ،الذي ظفر بالمرتبة الأولى في بطولة المغرب لمسابقة (فورست تيك تشالانج)، المملكة في المسابقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *