نصف ذهاب كأس الإتحاد الإفريقي.. الفتح يعود من الكونغو بهزيمة صغيرة تبقي باب التأهيل مفتوحا

نجح أيمن ماجد حارس فريق الفتح الرياضي، في إبقاء حظوظ الفتح الرياضي قوية للتأهيل إلى مبارة النهاية،بعد أن أنقذ مرماه من استقبال أكثر من ثلاثة أهداف بتدخلاته الجريئة وحضور قوي لحدسه. ولم تستقبل شباكه إلا هدفا واحدا كان من خطأ فادح للمدافع “آس مانداو “الذي هيأ كرة للمهاجم “بين ملانكو” الذي لم يرفض الهدية وسجل هدف “تي بي مازيمبي»الوحيد في الدقيقة 15 .وقد خاب ظن جماهير مازيبي في فريقهم ذلك أنهم كانوا يظنون بأن فريقها المكون من ثمانية لاعبين محترفين من جنسيات إفريقية ،ويلعبون كرسميين ضمن فريقهم ،ىسيحسم التأهيل بمدينة “لوبومباشي” وبحصة كبيرة، وأنه سيسافر إلى مدينة الرباط بعد 20 يوما من أجل الاحتفال بالتأهل إلى مباراة النهاية.
وعرف لاعبو الفتح الرياضي بالرغم من استقبالهم لهدف مبكر كيف ،يوقفون مد فريق مازيمبي،وكيف يضعونه تحت ضغط رهيب،وهذا ما جعلهم يبحثون عن تسجيل الأهداف بطرق،فيها الكثير من التسرع،وغياب التركيز،وحتى تلك التي كانت في طريقها إلى الشباك وجدت أمامها الحارس أيمن ماجد الذي تحول إلى سور الصين العتيد،وهو ما زاد من ارتباك لاعبي فريق مازيمبي الذين أصبحوا يعتمدون على التسديد من بعيد،وهي طريقة أراحت شيئا ما دفاع فريق الفتح الرياضي،ذلك أن التسديدات لم تكن مؤطرة.
وكان لجوء مهاجمي فريق مازيمبي إلى التسديد من بعيد،بعد أن فشلوا في النزالات الفردية أمام كل من نايف أكرد،والمهدي خالص، والمهدي الباسل،وآس مانداو،خاصة وأن لاعبي فريق مازيمبي إعتمدوا كثيرا على الأجنحة،وعلى إسقاط كرات عديدة في مربع عمليات فريق الفتح الرياضي.هذا النهج كان نقطة قوة بالنسبة للاعبي فريق الفتح الرياضي الذين وجدوا مساحات كبيرة للإنسلال من وسط الميدان الذي لم يكن مملوءا بالشكل المطلوب،وكان ينقص لاعبي فريق الفتح،السرعة والمباغثة،والغبتعاد عن اللعب الفردي،كما أن اللاعب المهدي البطاش بتجربته القليلة كان غير قادر على مسايرة الإيقاع،وخلق جسر بين الدفاع والهجوم.شأنه في ذلك شأن اللاعب السمومي.
ولم تعجب النتيجة المدرب وليد الركراكي الذي كان يعول على تسجيل هدف واحد على الأقل في شباك فريق مازيمبي ،لأن ذلك سيشكل إعاقة كبيرة لفريق مازيمبي في مباراة الإياب،و كانت كل تعليماته قبل المباراة،تصب في حث مهاجميه على تسجيل ولو هدف واحد في ملعب “تي بي مازيمبي»،لهز ثقة لاعبي مازيمبي في أنفسهم،وللتزود بهدف قد يكون المؤهل إذا ما انتهت مباراة الإياب بالرباط بنتيجة التعادل(0 -0 )
وأرجع وليد الركراكي ذلك إلى غياب الطراوة البدنية،التي تأثرت بالرحلة التي استمرت 10 ساعات بواسطة رحلة خاصة.وأضاف المدرب وليد الركراكي:” لقد لعبنا أمام جمهور قوي، جمهور يعرف كيف يساند فريقه،وهذا يعتبر عاملا مهما في تحفيز لاعبي فريق مازيمبي،الذي لم يخسر أمام جمهوره منذ 8 سنوات”
وبخصوص مباراة الإياب أكد وليد الركراكي «سنعمل على استغلال اللعب فوق عشب طبيعي ألفنا اللعب فوقه،كما أننا وبحكم طموحنا الكبير في الفوز بهذه الكأس للمرة الثانية سنعطي كل ما عندنا من أجل تحقيق نتيجة تشرف كرة القدم المغربية، خاصة وأن ثلاثة أسابيع الفاصلة بين مباراة الذهاب والإياب ستكون مناسبة لكي يستعيد اللاعبون طراوتهم البدنية كما أننا سنسترجع اللاعب العروي».
ومن جهته، حاول مدرب فريق «تي بي مازيمبي» الهروب من أسئلة الصحافة الكونغولية التي حاصرته بالانتصار الصغير، وإمكانية قيادة الفريق إلى التأهل،والحفاظ على اللقب الذي فاز به في النسخة السابقة.مدرب فريق مازيمبي تمسك بقوة الانتصار» الذي حققه الفريق، وأكد أنه سعيد كون فريقه لم نستقبل أي هدف،وهذا شيء إيجابي» لقد كنا قريبين من تسجيل أهداف أخرى،لكن حارس الفتح الرياضي كان في المستوى وظهر بمستوى جيد وكبير، غالب الأهداف الضائعة،كانت من كرات مؤطرة،وهذا يعني بأن المهاجمين كانوا حاضرين لكن حارس الفتح الرياضي كان حاضرا أيضا.”
وعن مباراة الإياب بالرباط ،صرح مدرب مازيمبي،بأنها ستكون قوية، وأنه سيحقق نتيجة إيجابية تمكنه من الوصول إللى النهاية.
يذكر بأن مباراة الإياب ستجرى يوم 20 أكتوبر الجاري بالمركب الرياضي الأمير مولاي الحسن ومن المنتظر أن يختار وليد لعبها ليلا.
كواليس المبارة

نظرا لكون فريق الفتح الرياضي قدم إلى لوبومباتشي بواسطة رحلة خاصة أقلعت من مطار الرباط سلا، يوم الجمعة على الساعة الثالثة بعد الزوال ، فإن الرحلة استغرقت 10 ساعات توقفت خلالها الطائرة في مدينة دوالا بالكاميرون لمدة 45 دقيقة من أجل التزود بالوقود. وليد الركراكي كان سعيدا بتخصيص إدارة الفتح الرياضي طائرة خاصة لأن ذلك جنب اللاعبين الكثير من المتاعب في المطارات الإفريقية.
هذا العامل جعل المدرب وليد الركراكي يكتفي بحصة تدريبية واحدة،وكانت فوق العشب الاصطناعي الذي جرت عليه المباراة الرسمية.
وفي الندوة الصحافية التي تسبق المباراة صرح المدرب وليد الركراكي بأنه لا يهاب فريق مازيمبي الكونغولي بالرغم من كونه صاحب لقب النسخة السابقة،وأنه فريق قوي وعنيد ويتوفر على 14لاعبا محترفا.وعبر المدرب وليد الركراكي عن أسفه على غياب اللاعب هشام العروي،وسعد آيت الخرصة،وأشاد بالمعنويات المرتفعة للاعبيه الذين يعرفون جيدا قيمة مواجهة فريق إسمه «تي بي مازيمبي” حافلة الفتح الرياضي من دون خفر.
كما جرت العادة في مثل هذه المباريات وحتى المباريات المحلية فإن حافلة الفريق تكون محروسة ومحاطة برجال الأمن لتسهيل مرورها،وتوجهها إلى الملعب. هذا الجانب غاب عن توجه حافلة فريق الفتح الرياضي إلى الملعب يوم السبت لإجراء حصة تدريبية.
الغريب أن سائق الحافلة مر من طرقات ضيقة،ومن أحياء هامشية،جعلت سكان هوامش الفقر المحيطة بالملعب تستفز لاعبي فريق الفتح الرياضي بحركات وتهديد بالذبح .
أحد أعضاء وفد فريق الفتح الرياضي اعتبر ذلك محاولة لاستفزاز اللاعبين،والضغط على أعصابهم،خاصة وأنه عند العودة اختار السائق طريقا أخرى كانت سالكة.
-جواز المهدي خاليص بدون تأشيرة
نظرا لكون اللاعب المهدي خاليص والمعد البدني لفريق الفتح الرياضي يحملان جواز سفر فرنسي،فإنهما لم يحصلا على التأشيرة من سفارة الكونغو في المغرب ،فقد تم الحجز على جوازي سفرهما،وكان لابد من تدخل من طرف رئيس وفد الفتح الرياضي علي أرزام الذي عرف كيف يقنع أمن مطار لوبومباشي،بحالة المهدي خاليص،والمعد البدني وخمسة صحافيين آخرين،ولم يتطلب ذلك كثيرا من الوقت أو النقاش لتجاوب الأمن الكونغولي مع مطالب علي أرزان.
-إقامة فخمة لفريق الفتح الرياضي والوفد المرافق له أقام فريق الفتح الرياضي والوفد المرافق له في فندق من التصنيف العالي،كما أنه تم الاتفاق على مكونات الوجبات الغذائية التي يجب تقديمها للاعبين،حيث تم إرسال مكوناتها من طرف المسؤولين عن الفريق الطبي لفريق الفتح الرياضي.
-لوبومباشي تلبس الأبيض والأسود.
يوم المقابلة ومنذ الصباح، اكتظت شوارع لوبومباتشي بمشجعي الفريق،حيث كانوا يرتدون ألوان الفريق،كما نشطت حركة بيع شعارات الفريق،وزيه الرياضي،وكانوا كلهم مقتنعين بقوة فريقهم مازيمبي،وكانوا يرفعون أصبع يدهم الخمسة للإشارة على قدرتهم على الانتصار بحصة خمسة أهداف.
-ملعب «تي بي مازيمبي” نقطة قوة الفريق
يعتبر شكل ملعب «تي بي مازيمبي» من بين نقط قوة الفريق نظرا لشكله،وقرب المدرجات من العشب، كما أنه يتسع ل 20 ألف متفرج وكلها مرقمة وعندما يحتاج فريق مازيمبي لأعداد كبيرة في مبارياته الحاسمة فإنه يسع إلى 40 ألف متفرج حيث يجلس اثنان فوق الكرسي الواحد،ويتوفر الملعب كله على كراسي كما أن المدرجات مغطاة بالزنك” وهذا مايجعل الجماهير محمية من أشعة الشمس لكن تزيد من ضغط الحرارة المرتفعة أصلا في دولة الكونغو كما تحميهم من الأمطار.
عشب الملعب إصطناعي ويظهر أنه يستعمل للفئات الصغرى ذلك أنه إلى خطوط الملعب الكبير هناك تخطيط لثلاث ملاعب صغيرة.
العشب الإصطناعي، كانت تنبعث منه رائحة الكاواتشو خاصة وأن المباراة أجريت على الساعة الثالثة.
– ولوج الملعب كان ابتداء من الساعة التاسعة صباحا بالرغم من كون المباراة برمجت على الساعة الثالثة والنصف بعد الزوال، فإن مدرجات ملعب «مازيمبي بدأت تستقبل المشجعين بداية من الساعة التاسعة صباحا،وهذا لتجنب عدم وجود كرسي فارغ إذا ما تقرر الرفع من عدد المتفرجين. وقبل انطلاقة المباراة تم استغلال الممرات الموجودة بين سياج الملعب والمدرجات حيث وقف العديد من المتفرجين. أحد الصحافيين الكونغوليين صرح بأن الشعب الكونغولي ينسى همومه بالرياضة،ومنطقة كاتانغا تنسى ذلك بإنجازات فريق «تي بي مازيمبي».
– شعار الفريق قبل النشيدين الوطنيين المغربي والكونغولي
قبل عزف النشيدين الوطنيين المغربي والكونغولي، تم عزف نشيد فريق “تي بي مازيمبي”
وعند ترديده وقفت كل الجماهير رافعة يدها اليسرى ، وهي تردده بحماس كبير.
130 صحافيا غطوا مباراة مازيمبي ضد الفتح الرياضي
حضر مباراة «ماويمبي» ضد فريق الفتح الرياضي 130 صحفيا كان من بينهم 10 صحافيين مغاربة،وقد تعاون الصحافيون الكونغوليون مع الصحافيين المغاربة بطريقة جيدة حيث كانوا رهن الإشارة لمدهم بكل المعلومات.


الكاتب : موفد الجريدة إلى لوبومباتشي: عبد المجيد النبسي

  

بتاريخ : 03/10/2017