مهرجان التسامح الدولي بأكادير في نسخته الثانية عشرة يوقع على حضور جماهيري غفير وعلى ترتيبات أمنية احترازية

وقعت فعاليات مهرجان التسامح الدولي بأكَادير، في نسخته الثانية عشرة المنظمة بشاطئ أكَادير، مساء يوم السبت 14 أكتوبر2017، على حضور جماهيري غفير من كل الأعمار، حيث حجت إلى منصة المهرجان المقامة قرب إقامات ” مارينا “، أعداد غفيرة قدرتها السلطات بأزيد من 200 ألف متفرج من المغاربة والسياح الأجانب.
زيادة على تتبع إعلامي متنوع وطني ودولي لهذه التظاهرة الفنية الدولية المنظمة حول تيمة التسامح والتعايش والسلام بين مختلف الثقافات والأديان والحضارات واللغات.
وكانت أغاني الفنانين المغاربة والأجانب في مجملها تدور حول المحبة الإنسانية والتعايش السلمي بين مختلف الأجناس البشرية لإعطاء إشارة قوية على أن المغرب كان، ولازال، أرضا للتسامح بين الحضارات والديانات والثقافات منذ القديم إلى الآن.
وإذا كان المنظمون يراهنون على هذا الحضور وعلى النقل التلفزي المباشر لتمكين قرابة 30 مليون مشاهد عبر القنوات التلفزية الدولية، فإن ذلك لم يتأت من فراغ، بل بسبب عدة ترتيبات استباقية وترتيبات تنظيمية ولوجستيكية محكمة، توازيها ترتيبات أمنية مشددة لمدة أسبوع تقريبا، حيث نلاحظ خلال هذا الحفل الفني الزيادة في حصيص رجال الأمن بمختلف الأجهزة وتنصيب سدود أمنية قارة بمداخل المدينة وبالمدارات وتشغيل الكاميرات الثابتة والمتحركة عبر السيارات وتمشيط كورنيش أكادير من المتسولين والمشردين واللصوص في سياق حملات تمشيطية استباقية بهدف مرور المهرجان في ظروف مناسبة وملائمة.
كما أن الشركة المسؤولة عن تسيير للنقل الحضري بأكادير الكبير، سطرت برنامجا خاصا يبدأ من الساعة الثانية عشر والربع ليلا من أجل ضمان رجوع المواطنين بعد نهاية الحفل، وذلك وفق جدولة زمنية تنطلق من خلالها الرحلات من ساحة السلام نحو مدينة إنزكان وحي تيكوين و تيليلا.
هذا، وفي سياق الندوة الدولية التي نظمت بإحدى قاعات فندق مصنف بأكادير، صباح يوم السبت 14 أكتوبر2017، من تنشيط مالك ديوارا مدير تحرير” بوان أفريك “، بحضور محمد أوجار وزير العدل، ولوك لوشطال وزير التربية الوطنية السابق بفرنسا والسيدة ماريلز لابرستو وزيرة فرنسية سابقة، فقد أكد المشاركون على أن المغرب تميز تاريخه الطويل بتعدد ثقافاته وانفتاحه على الحضارات والأديان والثقافات العالمية .
كما أن هذا المهرجان، الذي ينظمه المغرب سنويا، يعتبر فرصة لإبراز المقومات الفنية والحضارية، التي تزخر بها المنطقة، خصوصا أن هذا الحفل هو الأول من نوعه في العالم، الذي ينبني على روح التسامح، ويحمل شعار الانفتاح و التلاقح بين مختلف الثقافات.
وأكد المتدخلون في هذه الندوة، التي حظيت بمتابعة إعلامية كبيرة، أيضا، على ضرورة ترسيخ قيم التسامح والتعايش بين الأديان والثقافات والحضارات عبر وسائل تربوية ومقررات مدرسية وجامعية تدرس في جميع الكليات والمعاهد والمدارس العليا بدون استثناء..، حتى يتشبع النشء والجيل الصاعد بهذه القيم الإنسانية النبيلة التي حرص الأسلاف على حمايتها.


الكاتب : عبد اللطيف الكامل

  

بتاريخ : 17/10/2017